اليوم الثاني من شهادة باول ترسل الدولار إلى أدنى مستوى في 5 أسابيع

اليوم الثاني من شهادة رئيس الفيدرالي جيروم باول تسببت في انخفاض الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى في 5 أسابيع، وذلك على الرغم من تكرار باول بضرورة بقاء الفائدة عند مستوياتها الحالية لضمان تراجع التضخم، يرجع هذا إلى تزايد الضغوط على الفيدرالي من الكونجرس الأمريكي للإسراع في خفض الفائدة.
انخفض مؤشر الدولار اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أدنى مستوى عند 102.88 بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 103.26. بينما يتجه مؤشر الدولار إلى تسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 0.8% وهو انخفاض للأسبوع الثالث على التوالي.
الجزء الثاني من شهادة جيروم باول أمام الكونجرس الأمريكي أشار أن الفيدرالي لن يقوم بخفض الفائدة حتى يثق في تراجع التضخم بشكل مستدام إلى مستهدف البنك عند 2%، وأن البنك مصمم على استعادة عدف التضخم في ظل الاستغلال الأمثل لسوق العمل.
وأشار باول أن الفترة الأخيرة شهدت انخفاض واضح في التضخم في الوقت الذي استمر فيه قطاع العمالة في النمو، ولكن تبقى توقعات التضخم على المدى الطويل لا تزال مستقرة، ليؤكد أن السياسة النقدية الحالية متشددة وتعمل على ضغط الاقتصاد ولكنها في المقابل تساعد على خفض معدلات التضخم.
هذا وقد تعرض رئيس الفيدرالي باول أثناء مثوله أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ، لضغوط من رئيس اللجنة حول السبب وراء عدم سرعة البنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة لمنع العمال من فقدان وظائفهم.
وقد أشار باول إن البنك الفيدرالي يدرك جيدًا المخاطر التي تشكلها سياسته النقدية الحالية على العمال وقطاع العمالة بشكل عام، لكنه قال إن تخفيضات أسعار الفائدة ستعتمد على تطور الاقتصاد وفق توقعات البنك مع استمرار انخفاض التضخم.
وقال بأول أيضا أنه البنك متدارك لهذا الخطر بالطبع ويعمل على ضرورة تجنبه – في إشارة إلى سيناريو الهبوط الناعم الذي يتبعه البنك الفيدرالي – وأنه إذا تحرك الاقتصاد وفق رؤية البنك من استمرار النمو القوي وسوق العمل القوي جنبا إلى جنب مع استمرار تراجع التضخم، فإن البنك يمكن أن يبدأ في سياسة خفض الفائدة خلال هذا العام.
الدولار الأمريكي كان أكبر المتضررين خلال جلسة اليوم وذلك على الرغم من تمسك باول بسياسة التشديد النقدي لمواجهة التضخم حتى اطمئنان البنك لتراجع التضخم بشكل مستدام إلى مستهدف البنك.
يرجع هذا إلى الضغط الكبير من قبل الكونجرس الأمريكي على رئيس البنك لمراقبة قطاع العمالة، ومحاولة إجبار البنك على التسرع في خفض الفائدة، الأمر الذي دفع الأسواق إلى توقع أنه إذا استمر الضعف في قطاع العمال سيعمل هذا على تسريع وتيرة البدء في خفض الفائدة.

الرسم البياني اليومي لمؤشر الدولار يظهر انخفاض كبير في السعر وكسر منطقة الدعم القوية عند 103.60 – 103.40 وهو ما زاد من زخم هبوط السعر ليصل إلى المستهدف الأول للهبوط عند 102.80 تقريباً.
منطقة الدعم القوية كانت تشمل المستوى التصحيحي 50% والمتوسطات المتحركة 50 و100 و200 يوم، إلى جانب خط الرقبة لنموذج الرأس والكتفين العكسي الذي لم يحقق كامل هدفه، وكانت نتيجة هذا الكسر انخفاض كبير في مؤشر الدولار.
أما عن سعر الذهب الفوري فقد استمر في الارتفاع للجلسة السابعة على التوالي ليسجل أعلى مستوى تاريخي اليوم عند 2164 دولار للأونصة ويرتفع اليوم بنسبة 0.4% في طريقه إلى تسجيل ارتفاع أسبوعي بنسبة 3.6%.
الارتفاع الكبير في أسعار الذهب يرجع إلى تراجع مستويات الدولار الأمريكي بالإضافة إلى تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل عدم الاستقرار في الأوضاع بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وتهديدات بالمزيد من العقوبات المالية على روسيا.

على الرغم من التشبع الكبير في الشراء إلا أن مؤشرات الزخم على المستوى اليومي لم تظهر بعد إشارات على الهبوط الأمر الذي يجعل الطريق مفتوح أمام المزيد من الصعود للذهب، وحالياً يستهدف منطقة 2170 – 2180 دولار للأونصة.
تمثل هذه المنطقة خط المقاومة الصاعد على المدى المتوسط، وقد يجد الذهب المزيد من الدعم لاستكمال الصعود إلى المستهدف من بيانات تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي الذي يصدر غدا، والذي من المتوقع أن يشهد تراجع في اعداد الوظائف الجديدة.
إذا جاءت بيانات تقرير الوظائف أقل من التوقعات سيعني هذا صحة تباطؤ قطاع العمالة وسيزيد من توقعات الأسواق بخفض الفائدة وبالتالي المزيد من المكاسب في الذهب.
4 تعليقات