السيناريوهات المتوقعة لاجتماع البنك المركزي الأوروبي

اجتماع البنك المركزي الأوروبي ينتظره قطاع عريض من الأسواق لمعرفة مستقبل السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، وهل سيحدث تغير قريب في أسعار الفائدة، في الوقت الذي تضع فيه الأسواق توقعات كبيرة على خفض البنك الفيدرالي أسعار الفائدة في يونيو القادم مما قد يخلق فجوة في السياسة النقدية بين البنكين، وسنوضح خلال هذا المقال السيناريوهات المتوقعة لنتائج اجتماع البنك المركزي الأوروبي.
من المقرر أن يعقد اجتماع البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس 7 مارس، وأن يشهد البنك تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير عند 4.50%، ولكن ما سيراقبه الأسواق بالفعل هو التحديث في توقعات النمو والتضخم من قبل البنك.
السيناريو الأول
أكد البنك المركزي الأوروبي أن خطر خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر جدًا لا يزال مرتفعًا، وهو ما يجعلنا نتوقع أن السيناريو الأساسي للبنك سيكون تكرار اعتماد البنك على البيانات الاقتصادية في اتخاذ قراراته.
وأن البنك المركزي الأوروبي يهدف إلى تحقيق المزيد من التقدم في عملية تقليص التضخم قبل أن يكون لديه ما يكفي من الثقة في أن التضخم سيصل إلى مستهدف التضخم بطريقة مستدامة وفي الوقت المناسب.
إن النشاط الاقتصادي الذي لا يزال قوياً ونمو الأجور المرتفع سيبقيان البنك المركزي الأوروبي صبوراً حتى منتصف العام قبل اتخاذ قرار من شأنه تغيير سياسته النقدية.
على الرغم من أن التضخم الأساسي في منطقة اليورو قد انخفض أكثر من التضخم الأمريكي منذ سبتمبر، حيث انخفض بنسبة 0.9 نقطة مئوية منذ ذلك الحين، عندما بلغ 4.5 على أساس سنوي، إلا أن البنك المركزي الأوروبي لا يزال قلقًا أيضًا بشأن نمو الأجور. ويرجع ذلك إلى أنه على الرغم من التباطؤ الكبير في النمو في عام 2023، إلا أن سوق العمل في منطقة اليورو ظل متشدد بشكل كبير وزادت تكاليف وحدة العمل نتيجة لضعف نمو الإنتاجية.
تأثير هذا السيناريو على اليورو سيكون متوازن إلى حد كبير وسيعتمد على مدى ميل البنك في البيان وفي المؤتمر الصحفي لرئيسة البنك كريستين لاجارد إلى التمسك بالفائدة الحالية لفترة أطول أو الإشارة بتقلص ضغوط التضخم وبالتالي اقتراب قرار خفض الفائدة.
السيناريو الثاني
وهو اعتماد السيناريو الأول من عدم تغيير بيان البنك المركزي الأوروبي، ولكن يضاف عليه سواء في تلميح في بيان البنك أو من خلال تصريحات رئيسة البنك في المؤتمر الصحفي، أن البنك قد وصل تقريباً إلى منطقة خفض أسعار الفائدة.
التلميح قد يأتي في صورة أنه ما دامت الأجور الأساسية والتضخم في الأمد القريب تتراجع وفقاً للتوقعات، فإن الشروط اللازمة لبدء دورة من التخفيضات في أسعار الفائدة سيكون مناسب. إذا تم ذكر هذا المعنى في البيان الصحفي فسيكون بمثابة إشارة قوية للأسواق على تغير توجه البنك في القريب.
ومن الممكن أن تصرح لاجارد بأنها بدأت في مناقشة الظروف المناسبة لبدء دورة التخفيض مع أعضاء البنك.
التوقعات في الأسواق تشير إلى خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بداية من شهر يونيو، على أن يكون مجموع التخفيضات خلال عام 2024 عند 75 نقطة أساس.
سيكون لهذا السيناريو تأثير سلبي كبير على اليورو مقابل الدولار نظراً لأنه سيكون تصريح واضح أن البنك قد اتخذ قراره بخفض الفائدة، بالمقارنة مع البنك الفيدرالي الذي حتى الآن تشير تصريحات أعضاءه أنه من المبكر الحديث عن خفض أسعار الفائدة.
حركة زوج اليورو مقابل الدولار

بشكل عام يشهد زوج اليورو مقابل الدولار تداولات في نطاق ضيق بسبب المستويات الهامة المحيطة به، فقد استقرت التداولات لـ 6 أسابيع متتالية تحت المستوى التصحيحي 38.2% عند المستوى 1.0875.
ومنذ 4 أسابيع تداول زوج اليورو مقابل الدولار فوق خط الاتجاه الصاعد قصير الأجل، بينما منذ بداية الأسبوع يتداول الزوج فوق المتوسطات المتحركة 50 و 100 يوم حول المستوى 1.0830.
فرص الصعود للزوج أعلى خاصة إذا استطاع اختراق المستوى 1.0875 ليصبح المستهدف عند مناطق المستوى 1.0975 مرورا المستوى الثانوي 1.0930.
بينما إذا تسبب اجتماع البنك المركزي الأوروبي في انخفاض اليورو بشكل كبير وكسر منطقة المتوسطات المتحركة حول 1.0830 فسيكون عليه كسر خط الاتجاه الصاعد قصير الأجل والمتوسط المتحرك 200 يوم عند المستوى 1.0800 والذي يمثل المستوى التصحيحي 50% وهي منطقة دعم قوية.
تعليق واحد