بيانات التضخم الأمريكية تأتي موافقة للتوقعات لتنعكس بشكل سلبي على الدولار
تراجعت مستويات الدولار الأمريكي اليوم بعد صدور بيانات التضخم المنتظرة من قبل الأسواق، وذلك بعد أن جاءت البيانات موافقة للتوقعات بينما أظهر المؤشر الجوهري السنوي تراجع لأدنى مستوى منذ 3 سنوات الأمر الذي أثر بالسلب على مستويات الدولار.
يتداول مؤشر الدولار حالياً عند المستوى 103.78 بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 103.83 ليسجل انخفاض بنسبة 0.2% وكان قد سجل أدنى مستوى منذ جلستين عند 103.68.
مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي عن شهر يناير سجل ارتفاع بنسبة 0.3% ليوافق التوقعات بأفضل من القراءة السابقة بنسبة 0.1%، بينما ارتفع المؤشر الأساسي الذي يستثنى عوامل التذبذب بنسبة 0.4% موافقاً للتوقعات أيضاً بأعلى من القراءة السابقة التي تم تعديلها هبوطاً إلى المستوى 0.1%.
اما عن المستوى السنوي فقد سجل ارتفاع بنسبة 2.4% ليوافق التوقعات وكانت القراءة السابقة مرتفعة بنسبة 2.6%، بينما شهد المؤشر الأساسي السنوي تراجعه إلى أدنى مستوى منذ مارس 2021 عند 2.8% ليوافق التوقعات بأقل من القراءة السابقة بنسبة 2.9%.
بيانات التضخم أظهرت ارتفاع التضخم بأعلى من القراءة السابقة ولكن في النهاية جاءت موافقة للتوقعات، الأمر الذي يدل أن معدلات التضخم لا تزال ضمن توقعات البنك الاحتياطي الفيدرالي، وبالتالي لم تتفاعل الأسواق بشكل إيجابي مع البيانات.
من جهة أخرى نجد ان المؤشر الجوهري السنوي الذي يعد مقياس التضخم الذي يستهدفه البنك الفيدرالي للوصول إلى المستهدف 2% قد شهد تراجع بأقل من القراءة السابقة، الأمر الذي يدل أن التضخم مستمر في التراجع بشكل تدريجي وفقاً لتوقعات البنك الفيدرالي.
الأسواق أعادت الرهانات أن البنك الفيدرالي سيلجأ إلى خفض الفائدة في اجتماع يونيو القادم، بعد ان كانت الرهانات بدأت في التراجع خلال الفترة الأخيرة بسبب تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي التي تؤكد على عدم استعداد الفيدرالي إلى خفض الفائدة قريباً.
توقعات الأسواق تشير حالياً إلى احتمال بنسبة 60% أن يرفع الفيدرالي الفائدة في يونيو القادم، وكان الاحتمال قبل اجتماع البنك بنسبة 40%.
من جهة أخرى صدر اليوم أيضاً بيانات طلبات اعانات البطالة الأمريكي عن الأسبوع الماضي، لتأتي القراءة الفعلية وتظهر ارتفاع بمقدار 215 ألف مقارنة مع القراءة السابقة بقيمة 202 ألف والتوقعات عند 209 ألف.
ارتفاع طلبات البطالة يدل على تراجع في أداء قطاع العمالة الأمريكي، وهو القطاع الذي يعتمد عليه نمو الاقتصاد بشكل أساسي، ومع بداية ظهور التباطؤ في أداء قطاع العمالة قد يزيد هذا من فرص خفض الفائدة بسبب تأثر الاقتصاد سلباً بعمليات رفع الفائدة.
أما عن حركة مؤشر الدولار فوفقاً للرسم البياني اليوم يظهر أن السعر فقد فرص الارتفاع ليتراجع خلال جلسة اليوم، ولكنه يواجه حالياً منطقة دعم قوية تحت المستوى 103.60، حيث يتواجد بها المستوى التصحيحي 50% والمتوسطات المتحركة 50 و100 و200 يوم بالإضافة إلى خط الرقبة لنموذج الرأس والكتفين العكسي.
بالرغم من كون بيانات التضخم اليوم لجاء موافقة للتوقعات وليست أعلى منها كما كانت الأسواق تتوقع، ولكن تظل اعلى من القراءة السابقة، وبالتالي تظل فرص خفض الفائدة من قبل الفيدرالي على المدى القريب ضعيفة، لذلك يظل الدولار محافظ على مستوياته حالياً ليستمر في التذبذب.
