تراجع في أسعار الذهب وترقب للبيانات الأمريكية

شهدت أسعار الذهب العالمي تراجع خلال تداولات اليوم الأربعاء للجلسة الثالثة على التوالي، وذلك بعد أن فشل في محاولات الارتفاع واختراق مستوى المقاومة ليتراجع السعر من جديد بفعل تعافي ملحوظ في مستويات الدولار الأمريكي قبل صدور بيانات النمو عن الاقتصاد الأمريكي.
سجل السعر الفوري للذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أدنى مستوى منذ بداية الأسبوع عند 2024 دولار للأونصة ويتداول حالياً عند المستوى 2027 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 2030 دولار للأونصة.
يأتي هذا التراجع في سعر الذهب بعد أن حاول يوم أمس أن يتخطى مستوى المقاومة 2040 دولار ولكنه سجل أعلى مستوى عند 2039 دولار للأونصة فقط، ليبدأ بعدها في التراجع خاصة مع تعافي مستويات الدولار الأمريكي.
منذ بداية العام ويتداول الذهب بين مستويات 2000 – 2050 دولار للأونصة، وذلك في ظل توازن العوامل المؤثرة عليه، سواء السلبية المتمثلة في توقعات بقاء الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت، أو العوامل الإيجابية مثل ارتفاع الطلب من قبل البنوك المركزية بالإضافة إلى الطلب على الذهب كملاذ آمن مع استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
الدولار الأمريكي قلص خسائره يوم أمس على الرغم من البيانات السلبية التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي والمتعلقة بطلبات البضائع المعمرة بالإضافة إلى ثقة المستهلك الأمريكي. من ناحية أخرى استكمل الدولار ارتفاعه خلال جلسة اليوم ليسجل ارتفاع بنسبة 0.4% وفقا لمؤشر الدولار.
ارتفاع الدولار اليوم يأتي قبل صدور بيانات النمو عن الاقتصاد الأمريكي عن الربع الرابع، بالإضافة إلى بيانات التضخم التي تصدر غداً، وهي البيانات الهامة التي من شأنها أن تسبب تحركات قوية في مستويات الدولار وبالتالي في أسعار الذهب.
التوقعات في الأسواق أن بيانات هذا الأسبوع قد تكون كفيلة لخروج الذهب من نطاق التذبذب الحالي الذي يسيطر على السوق منذ فترة.
ساهمت تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي هذا الأسبوع أيضاً في تحفيز الدولار للعودة إلى الصعود، فقد أشارت عضوة الفيدرالي ميشيل بومان، إلى أن البنك ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة، مع استمرار مخاطر صعود التضخم.

هذا وقد أظهرت البيانات الأخيرة لمجلس الذهب العالمي انخفاض في صافي التدفقات النقدية التي تخرج من صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب للأسبوع الثامن على التوالي، الأمر الذي يعكس التأثير السلبي الكبير لبقاء الفائدة الأمريكية مرتفعة على أسعار الذهب.
التدفقات النقدية تخرج من صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب لصالح الاستثمار في السندات الحكومية الأمريكية التي تقدم عائد مقارنة مع الاستثمار في الذهب لا يقدم أي عائد لحائزيه.
اجمالي التدفقات النقدية التي خرجت من صناديق الاستثمار في الذهب خلال الـ 8 أسابيع الأخيرة وصل إلى 93 طن من الذهب، وخلال الأسبوع المنتهي في 23 فبراير سجل صافي الاستثمارات الخارجة من صناديق الاستثمار في الذهب إلى 13 طن ذهب.