عقود الخيارات (الأوبشن): ما هي وكيف تستخدمها في استراتيجياتك الاستثمارية

عقود الخيارات (الأوبشن) هي إحدى الأدوات المالية الحديثة التي تمنح حاملها الحق، وليس الالتزام، في شراء أو بيع أصل معين بسعر محدد خلال فترة زمنية محددة. تُستخدم هذه العقود بشكل واسع في الأسواق المالية كوسيلة للتحوط ضد المخاطر أو لتحقيق أرباح من التغيرات في أسعار الأصول الأساسية. ومع تزايد انتشارها، أثارت عقود الخيارات نقاشات واسعة بين الفقهاء حول حكمها الشرعي، هل الاوبشن حلال؟ حيث يعتبرها البعض متوافقة مع الشريعة بشروط معينة، بينما يراها آخرون غير جائزة بسبب شبهات الغرر والربا المرتبطة بها.

ما هي عقود الخيارات – Option Contract

عقود الخيارات أو عقود الأوبشن هي نوع من التعاقدات المتداولة على منصات التداول العالمية، والتي تمنح الفرد الحق، وليس الالتزام، في شراء أو بيع أصل مالي معين بسعر محدد في أي وقت قبل التاريخ المحدد مسبقًا. وتنقسم هذه العقود إلى قسمين أساسيين:

1. خيار الشراء (أوبشن كول – Option Call): هو خيار يمنح الحق لمشتريه في شراء الأداة المالية ذات الصلة، دون التزام المشتري بالشراء في حال لم يتحرك السعر في الاتجاه الذي يحقق مصلحته، وذلك حتى تاريخ انتهاء صلاحية العقد المحدد وبسعر محدد يُسمى سعر التنفيذ.
2. خيار البيع (أوبشن بوت – Option Put): هو خيار يمنح الحق لمشتريه في بيع الأداة المالية ذات الصلة، دون التزام المشتري بالبيع في حال لم يتحرك السعر في الاتجاه الذي يحقق مصلحته، وذلك حتى تاريخ انتهاء صلاحية العقد المحدد وبسعر التنفيذ.

خصائص عقود الخيارات

تتميز عقود الخيارات (الأوبشن – Options) بعدة خصائص رئيسية، أهمها:

1. مشتقات مالية: تأخذ عقود الخيارات قيمتها من أصل الخيار المدون في العقد، والذي قد يكون سلعة أو أصلًا ماليًا مثل الأسهم أو السندات.
2. تباين التوقعات: تنشأ عقود الخيارات نتيجة لتباين توقعات أطراف العقد بخصوص ظاهرة معينة، مثل تغير وتذبذب سعر أصل مالي معين. يسعى مشتري العقد للتحوط ضد انخفاض قيمة الأصول المالية عند الطرح، فيلجأ إلى شراء خيار الشراء. بينما يتوقع المضارب عدم تجاوز السعر الجاري للقيمة السوقية وقت تنفيذ العقد، فيقوم ببيع خيار الشراء للحصول على المكافأة في أسوأ الأحوال.
3. ثمن الخيار: يُطلق على الثمن الذي يدفعه أحد أطراف العقد للحصول على حق الشراء أو البيع خلال مدة العقد اسم “قيمة العلاوة” أو “المكافأة”. هذا المبلغ يُدفع نظير ممارسته لهذا الحق.
4. الإعفاء الضريبي: يمكن للشخص الذي يملك الخيار أن يتمتع بالإعفاء الضريبي، حيث يتم تداول الخيارات في الأسواق المنظمة وجميع بورصات الأسهم المنظمة، باستثناء منصات تداول الأسهم بدون رافعة مالية.

اقرأ أيضاً: ما هي العقود الفورية، كيف يتم تداولها؟ دليل شامل

كيفية عمل أسواق الخيارات

تُستخدم أدوات الخيارات المالية للمضاربة على حركة السعر المستقبلية لأصل محدد وتثبيت سعر وتاريخ محددين لتداول المنتج، سواء كان ذلك للشراء أو البيع.

لنفترض أنك اشتريت عقود خيارات للأصل (أ) بتكلفة 90 دولارًا لكل وحدة، وتتوقع أن يرتفع سعر السوق إلى 100 دولار. بحلول تاريخ انتهاء الصلاحية، إذا ارتفع سعر السهم إلى 105 دولارات، يمكنك ممارسة حقك في الشراء بسعر التنفيذ وبيع الأصل مقابل 105 دولارات، مما يحقق لك ربحًا قدره 5 دولارات.

القيمة الجوهرية في مثال خيار الشراء أعلاه هي 5 دولارات. ومع ذلك، إذا انخفض السوق وانخفض سعر الأصل إلى ما دون 100 دولار، يمكنك اختيار عدم تنفيذ العقد، مما يسمح لك بتجنب الخسائر المفرطة

ما هي أنواع عقود الخيارات

ما هي انواع عقود الاوبشن؟ حيث أن هناك عدة أنواع مختلفة لعقود الخيارات (عقود الأوبشنز) التي تشمل:

1. عقود خيارات الأسهم: هي عقود بين طرفين، حيث يشتري المشتري الأصل بسعر محدد مسبقًا من البائع خلال فترة زمنية محددة. يتم تداول عقود خيارات الأسهم على منصات شركات تداول أسهم مرخصة من هيئات تنظيمية رسمية.
2. عقود خيارات العملات: هي عقود تمنح المالك الحق في شراء أو بيع مبلغ محدد من العملة الأجنبية بسعر محدد مسبقًا أو في نهاية تاريخ معين. تعتبر عقود خيارات العملات من أفضل الوسائل للشركات أو الأفراد للتحوط ضد تقلبات أسعار الصرف السلبية. من بين الشركات المرخصة والموثوقة في هذا المجال، يمكن ترشيح شركة “أفاتريد – Avatrade” المرخصة من سوق أبوظبي العالمي.
3. عقود خيارات معدلات الفائدة: تعتمد هذه العقود على أسعار الفائدة، حيث يتوقع المستثمر الذي يحتفظ بمراكز شراء أن أسعار الفائدة سترتفع، بينما يتوقع المستثمر الذي يحتفظ بمراكز بيع أن أسعار الفائدة ستنخفض. تجدر الإشارة إلى أن عقود خيارات معدلات الفائدة غير متاحة للتداول على حسابات التداول الإسلامية.
4. عقود الخيارات المستقبلية: هي عقود يكون الأصل المعني فيها عقدًا مستقبليًا، ويحق لصاحب العقد اتخاذ مركز مستقبلي محدد بسعر محدد في أي وقت قبل انتهاء صلاحية العقد. يجب على بائع عقود الخيارات المستقبلية تحمل المركز المعاكس عندما يمارس المشتري هذا الحق.
5. عقود خيارات الهامش: هي عقود يصبح فيها المشتري أو البائع مالكًا للعقد عن طريق دفع علاوة، ويقتصر الحد الأدنى للربح على العلاوة المدفوعة. تتحقق العلاوة عندما يكون المبلغ المعني للأصل أقل عند انتهاء تاريخ صلاحية العقد. يمكن تداول هذا النوع من العقود على منصات شركات تداول عقود الفروقات المرخصة إقليميًا.

ما هي مزايا الاستثمار في عقود الخيارات؟

تتمتع عقود الخيارات (الأوبشن) بالعديد من المزايا، ومنها:

1. الرافعة المالية والتحوط: توفر عقود الخيارات مصدرًا للرافعة المالية والتحوط ضد المخاطر المحتملة، مما يزيد من القوة الشرائية للمستثمر.
2. تنوع الأصول: تتيح عقود الخيارات للمستثمر التداول والمضاربة على مجموعة واسعة من السلع والأصول المالية مثل الأسهم، المؤشرات، وصناديق التحوط.
3. استراتيجيات تداول متعددة: يوفر الاستثمار في عقود الخيارات كمية كبيرة من استراتيجيات التداول المختلفة، التي يمكن للمستثمر الاستفادة منها في تنفيذ صفقاته.
4. حرية عدم الشراء: لا يلتزم مالك العقد بشراء الأصل المالي عند انتهاء صلاحية العقد إذا لم يرغب في ذلك، حيث يخسر المستثمر فقط القسط المدفوع (عربون حجز الأصول).
5. تحييد تقلبات الأسعار: تقلبات أسعار الأسهم الأساسية ليس لها تأثير مباشر على عقود الخيارات، مما يميزها عن الأسهم.

ما هي عيوب عقود الخيارات؟

على الرغم من المزايا، تنطوي عقود الخيارات على العديد من العيوب، ومنها:

• صعوبة الربح: تعتبر عقود الخيارات من الأدوات الاستثمارية التي يكون الربح فيها صعبًا، لذا تعد استثمارًا معقدًا يتطلب خبرة ومستثمرين محترفين.
• تكلفة العربون: العربون المدفوع لشراء عقود الخيارات يمكن أن يكون مرهقًا، وغالبًا ما يخسر المستثمرون هذا العربون إذا تغيرت الأسعار في الاتجاه غير المرغوب.

• تعلم المبادئ الأساسية: تتطلب عقود الخيارات وقتًا طويلًا لاكتساب المعرفة والخبرة اللازمة للاستثمار والربح منها، مما يجعل تعلم أساسياتها ومبادئها أمرًا صعبًا.

اقرأ أيضاً: ما هو الفرق بين التداول والاستثمار؟ دليل شامل

عقود الخيارات في السعودية

في عام 2022، أعلنت السعودية عن السماح بتداول عقود الخيارات على أسهم محددة لعدد 10 شركات بصورة أولية. جاء هذا القرار بهدف تحسين مستوى السيولة النقدية في سوق الأوراق المالية السعودية.

عقود الخيارات الأمريكية

عقود الخيارات الأمريكية (American Options Contracts) هي عقود يمكن تداولها بالبيع أو الشراء في أي وقت خلال مدة سريان العقد وحتى قبل انتهائه. معظم عقود الخيارات المتداولة على الأسهم هي عقود خيارات أمريكية.

استراتيجيات عقود الخيارات

يتم التداول والاستثمار من خلال عقود الخيارات باستخدام استراتيجيات متنوعة، تتيح للمستثمرين التنوع في عقد الصفقات لتحقيق الأرباح. فيما يلي أهم استراتيجيات عقود الخيارات:

خيار شراء غير ملزم المالك (Long Call Option)

خيار شراء غير ملزم المالك (Long Call Option) هو استراتيجية تتيح أرباحًا غير محدودة بينما تكون المخاطر ثابتة، ويتم فيها شراء خيار شراء (Buying Call Option). يتوقع المستثمر أن سعر الأصل الأساسي سيرتفع، وإذا كان السعر عند انتهاء صلاحية العقد أعلى من سعر الإبرام (Strike Price)، فإن الفرق يكون هو ربح المستثمر. في هذه الاستراتيجية، يقتصر الحد الأقصى للمخاطرة على القسط المدفوع، وتفضل هذه الاستراتيجية عندما تكون معنويات السوق مرتفعة وإيجابية.

خيار بيع غير ملزم المالك (Long Put Option)

خيار بيع غير ملزم المالك (Long Put Option) هو استراتيجية تتيح أرباحًا غير محدودة بينما تكون المخاطر ثابتة، ويتم فيها شراء خيار بيع (Buying Put Option). يتوقع المستثمر أن سعر الأصل الأساسي سينخفض، وإذا كان السعر عند انتهاء صلاحية العقد أقل من سعر الإبرام، فإن الفرق يكون هو ربح المستثمر. في هذه الاستراتيجية، يقتصر الحد الأقصى للمخاطرة على القسط المدفوع، وتفضل هذه الاستراتيجية عندما يكون للسوق ميول هبوطية.

خيار شراء ملزم الكاتب (Short Call Option)

خيار شراء ملزم الكاتب (Short Call Option) هو استراتيجية ذات ربح ثابت بينما تكون المخاطر غير محدودة، ويتم فيها بيع خيار شراء (Selling Call Option). يمكن استخدام هذه الاستراتيجية عندما تكون معنويات السوق صعودية بشكل ضعيف أو هبوطية بشكل كبير، ويتوقع المستثمر أن السعر سينخفض. إذا كان سعر انتهاء الصلاحية أعلى من سعر الإبرام، فإن المخاطرة تقتصر على وقف الخسارة، ويكون قسط خيار شراء ملزم الكاتب هو العائد الثابت للمستثمر (كاتب العقد).

خيار بيع ملزم الكاتب (Short Put Option)

خيار بيع ملزم الكاتب (Short Put Option) هو استراتيجية تلزم كاتبها بالتعهد ببيع الأصل المالي بالشروط المبرمة في العقد للطرف المشتري. تتضمن هذه الاستراتيجية ربحًا ثابتًا ومخاطرة غير محدودة، ويتم فيها بيع خيار بيع (Selling Put Option). يمكن البيع على المكشوف عند وجود سوق هبوطي ضعيف أو صعودي بشدة، ويتوقع المستثمر زيادة في سعر الأصل. يمكن الربح إذا كان سعر انتهاء الصلاحية أعلى من سعر الإبرام، ولكن إذا كان أقل من مستوى الإبرام، فإن المستثمر سيواجه خسائر غير محدودة.

ما حكم عقود الخيارات؟ هل هي حلال؟

حكم عقود الاوبشن الشبيلي، حيث تُعتبر عقود الخيارات مخالفة للشريعة الإسلامية، حيث أن المعقود عليه ليس مالاً ولا منفعةً ولا حقاً مالياً يجوز الاعتياض عنه، مما يجعل هذا العقد غير جائز شرعاً. وبالتالي، فإن التداول من خلال عقود الخيارات يُعد غير جائز أيضًا. لضمان التداول الحلال، يُنصح بفتح حساب إسلامي مع شركات تداول إسلامية مرخصة.

كيف تعمل عقود الخيارات؟

عقود الخيارات هي أدوات مالية تمنح المتداولين الحق، وليس الالتزام، في شراء أو بيع الأصول المالية بسعر محدد في تاريخ محدد.

• تعطيك عقود الخيارات الحق في شراء (عقد خيار شراء) أو بيع (عقد خيار بيع) الأصول المالية بسعر معين (سعر الإضراب) في تاريخ معين (تاريخ الانتهاء).
• عندما تشتري عقد خيار، تدفع مبلغًا صغيرًا مقابل هذا الحق، ويُعرف هذا المبلغ باسم العمولة.
• في تاريخ الانتهاء، يمكن للمتداول تنفيذ العقد إذا كانت توقعاته صحيحة، أي أن سعر الأصل الأساسي تجاوز سعر الإضراب لصالحه.

كم يمكن أن تخسر على عقد الخيار؟

في حالة عقد الخيار الشرائي، يمكن للمتداول فقط أن يخسر المبلغ الذي دفعه لشراء العقد (العمولة). أما في حالة عقد الخيار البيعي، يمكن للمتداول أن يخسر مبلغًا لا نهائيًا إذا زاد سعر الأصل الأساسي بشكل كبير.

اقرأ أيضاً: متى أشتري ومتى أبيع في سوق الأسهم؟ دليل احترافي للمبتدئين

هل بيع عقد الخيار مربح؟

يمكن لبائعي عقود الخيارات الاستفادة من رسوم العمولة التي يدفعها المشترين للحصول على حق الشراء/البيع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للبائعين أن يستفيدوا إذا لم يتمكن المشترون من تحقيق توقعاتهم ولم يقموا بتنفيذ العقد، حيث يحتفظ البائع بالعمولة ويبقى العقد بلا قيمة.

لماذا شراء الخيارات بدلاً من الأسهم؟

الخيارات أقل تكلفة من شراء الأسهم بشكل مباشر، حيث يكلف العديد من الخيارات سنتات أو بضعة دولارات فقط. إذا كانت توقعات المتداول صحيحة، فإن العائدات من شراء الخيارات يمكن أن تكون أكبر من شراء الأسهم، نظرًا للرافعة المالية التي توفرها عقود الخيارات.

باختصار، عقود الخيارات (الأوبشن) تعتبر موضوعًا معقدًا من الناحية الشرعية في الإسلام، وتتطلب دراسة وتقييم دقيقين لتحديد حكمها الشرعي. يُنصح دائمًا بالتشاور مع علماء الفقه المالي الإسلامي للحصول على التوجيه الصحيح بناءً على الأدلة والمبادئ الشرعية.