الفرق بين عقود الخيارات والعقود المستقبلية: أيهما يناسب استراتيجيتك الاستثمارية
إذا كنت تفكر في الاستثمار في الأسواق المالية، فمن المهم فهم الأدوات المالية المختلفة المتاحة لك. من بين هذه الأدوات، تأتي عقود الخيارات والعقود المستقبلية كأدوات تداول مهمة. على الرغم من أنهما يشتركان في أنهما يسمحان للمستثمرين بالتعرض للأصول بأسعار محددة في وقت لاحق، إلا أنهما يختلفان في هيكلهم وطريقة عملهم. في هذا المقال، سنلقي نظرة عامة على الفرق بين عقود الخيارات والعقود المستقبلية، وكيف يمكن لكل منهما أن يفيد استراتيجيتك الاستثمارية.
ما هي عقود الخيارات؟
عقود الخيارات تُعَدّ نوعًا من العقود التي تمنح مالكها الحق في امتلاك عقد سلعة في سوق الخيارات، لكن ليس الالتزام، بتنفيذها مستقبلاً، وتُلزم كاتب هذه العقود (المعروف أيضًا بـ “بائع عقود الخيارات”) بتنفيذ بنود العقد إذا اختار المشتري تنفيذه.
توجد نوعان مختلفان من عقود الخيارات، وهما: خيار الشراء (المعروف أيضًا بـ “خيار الشراء الأمريكي”)، حيث يُمنح صاحب العقد حق شراء أصول معينة أو أوراق مالية من كاتب الخيار بسعر مُحدد في أي وقت قبل تاريخ مستقبلي محدد مسبقًا. وبالمقابل، خيار البيع (المعروف أيضًا بـ “خيار البيع الأمريكي”)، يُمنح صاحب العقد حق بيع أصول معينة أو أوراق مالية إلى كاتب الخيار بسعر مُحدد في أي وقت قبل تاريخ مستقبلي محدد مسبقًا. وعمومًا، تكون معظم عقود الخيارات التي تُتاجر هي عقود خيارات أمريكية.
من ناحية أخرى، توجد أيضًا خيارات أوروبية، والتي تُشبه الخيارات الأمريكية باستثناء أنه لا يمكن ممارسة الخيار إلا في تاريخ الاستحقاق، ولا يمكن تنفيذه قبل ذلك التاريخ.
اقرأ أيضاً: ما هو الفرق بين التداول والاستثمار؟ دليل شامل
ما هي العقود المستقبلية؟
العقود المستقبلية (Futures Contracts) هي تعاقدات ملزمة قانونياً بين الطرفين، تتفقان فيها على شراء أو بيع كمية محددة في اسواق العقود المستقبلية من الأصل في تاريخ مستقبلي معين، وتُنفَّذ هذه العقود في الأسواق المركزية المنظمة مثل بورصة شيكاغو. يتعهد كل طرف بتسليم الأصل المتفق عليه في المستقبل مقابل مبلغ محدد.
تستخدم العقود المستقبلية لغرضين رئيسيين: التحوط ضد المخاطر والمضاربة في الأسعار. تُدرج هذه العقود في أسواق خاصة بالعقود المستقبلية مثل بورصة نيويورك التجارية وبورصة شيكاغو التجارية.
في سوق العقود المستقبلية، يجب على الطرفين إيداع مبلغ نقدي يُعرف بالهامش كجزء من قيمة العقد. يُستخدم الهامش لتغطية أي تغييرات في قيمة العقد، وعند استنفاد الهامش، يتعين على المتعاقدين إعادة إيداعه. عندما يحين تاريخ الاستحقاق ويتم تسليم الأصل المتفق عليه، يتم تحديد الفارق النهائي بين السعر الحالي والسعر المتفق عليه في العقد بناءً على تسوية جميع العقود السابقة.
ما الفرق بين عقود الخيارات والعقود المستقبلية؟
هناك بعض الاختلافات بينعقود الخيارات والمستقبليات في الأسواق المالية، وفيما يلي أهم هذه الاختلافات:
العنصر | عقود الخيارات | العقود الآجلة |
التعريف | تمنح حق للمالك دون الالتزام بالتنفيذ في المستقبل | اتفاقية لشراء أو بيع سلعة/أصل معين في تاريخ مستقبلي بسعر محدد |
التنفيذ | اختياري للمالك | إلزامي على الطرفين |
الهدف | التحوط ضد المخاطر أو المضاربة في الأسعار | التحوط ضد المخاطر أو تحديد تكلفة معينة في المستقبل |
السوق | يمكن تداولها في البورصات والأسواق المالية | يتم تداولها في البورصات والأسواق المالية |
الالتزام بالتنفيذ | لا يلزم المالك بتنفيذ العقد | يجب على الطرفين تنفيذ العقد |
الفارق الزمني | لا تحدث تسوية فعلية حتى تاريخ استحقاق الخيار | يتم تسوية العقد عند تاريخ الاستحقاق |
الهامش | يمكن أن يتطلب دفع هامش مقدمًا | يمكن أن يتطلب دفع هامش مقدمًا |
الاستفادة من التغيرات | المالك يستفيد من تغيرات السعر في السوق | الطرفين يستفيدان/يتأثران بتغيرات السعر في السوق |
كيف تختلف مخاطر الاستثمار بين الخيارات والعقود المستقبلية؟
هناك بعض الاختلافات في مخاطر وعيوب الاستثمار في عقود الخيارات والعقود المستقبلية، وفيما يلي أهم هذه الفروقات:
- مراكز الخيارات والعقود المستقبلية: تُعتبر مراكز الخيارات الطويلة أقل خطورة من صفقات العقود المستقبلية والخيارات القصيرة، لأن الخسارة في الخيارات الطويلة تكون معروفة مسبقًا، بينما يتم تقييم العقود المستقبلية من خلال الأصول الأساسية لها، ولا يمكن معرفة المبلغ الذي سيكسبه أو سيخسره المستثمر.
- تكاليف الاستثمار: تكون أقساط عقود الخيارات أقل تكلفة من هوامش العقود المستقبلية.
- الرافعة المالية: في عقود الخيارات، بسبب وجود العديد من أقساط التأمين، يمكن للمستثمر التحكم في الرافعة المالية التي يريد استخدامها، بينما في العقود المستقبلية تعتمد الرافعة المالية فقط على متطلبات الهامش لعدم وجود أقساط لها.
- تنفيذ الصفقات: صفقات عقود الخيارات ليست ملزمة لتنفيذها، بينما يتم تنفيذ العقود المستقبلية عند انتهاء الصلاحية.
أوجه التشابه والاختلاف بين عقود الخيارات والعقود المستقبلية والمبادلات
تتشابه كلاً من عقود الخيارات والعقود المستقبلية والمبادلات في كونها أنواعاً من المشتقات المالية يتم استخدامها لأغراض مختلفة من أجل المضاربة وتحقيق العوائد والأرباح المحتملة، بالإضافة إلى الاستفادة من التحوط ضد المخاطر.
وتكمن أوجه الاختلاف فيما بينها في النقاط الآتية:
- المدة الزمنية: تكون عقود المبادلات في الغالب طويلة الأمد قد تستمر لعشرة سنوات، بينما عقود الخيارات والعقود المستقبلية قد لا تتخطى عامين أو ثلاثة.
- الرقابة الحكومية: لا تخضع عقود المبادلات للرقابة الحكومية وذلك لأنها تتم في الأسواق غير المنظمة، بينما تخضع عقود الخيارات والعقود المستقبلية للرقابة الحكومية لأنه يتم تداولها في الأسواق المنظمة.
- السرية: تتمتع عقود المبادلات بدرجة من السرية حيث لا يعلن بتفاصيل العقد سوى أطرافه، بينما يسهل معرفة تفاصيل عقود الخيارات والعقود المستقبلية بواسطة المستثمرين من خارج العقد عن طريق الوسطاء والمؤسسات المالية.
- المبالغ المالية: لا تحتاج عقود المبادلات إلى دفع مبالغ مالية لإبرام العقد، ولا يوجد هامش مثلما في العقود المستقبلية أو أقساط التأمين في عقود الخيارات.
اقرأ أيضا: ما هو مؤشر نيكي للأسهم اليابانية؟ كيفية الاستثمار في بورصة طوكيو
ما هي العقود الآجلة؟
العقود الآجلة (Futures Contracts) هي اتفاقيات تُبرم بين الأطراف لشراء أو بيع كمية معينة من السلع أو الأصول مثل السلع الزراعية أو النفط أو العملات الأجنبية أو الأسهم، بسعر محدد وفي تاريخ مستقبلي معين. تتميز العقود الآجلة بأنها تُنفَذ في المستقبل وتُحدَّد شروطها وأحكامها في وقت التعاقد.
تستخدم العقود الآجلة لحماية المستثمرين من التقلبات السعرية ولتحديد تكلفة معينة للسلع في المستقبل. تُدرج العقود الآجلة في البورصات والأسواق المالية لتمكين المتداولين من الاستثمار والتداول بها.
يتم تحديد الهامش الذي يجب دفعه مقدماً لتداول العقود الآجلة، وهو نوع من الضمان المالي يُضاف إلى الحساب التداولي لتغطية أي خسائر محتملة. عند استحقاق العقد الآجل، يتم تسوية الصفقة بين الطرفين بناءً على السعر المحدد في العقد.
ما الفرق بين العقود الاجلة والعقود المستقبلية؟
هناك العديد من الفروقات التي يمكن أن تتواجد بين العقود الآجلة والعقود المستقبلية وهى كالتالي:
- في العقود الآجلة، يُرتبط العقد بأطراف محددة، وتُصيغ شروط العقود الآجلة بطريقة تُناسب أطراف هذه العقود. بينما في العقود المستقبلية، يكون الأمر عكس ذلك، حيث تكون هذه العقود موحدة، لا توجد أطراف محددة للعقود المستقبلية، ولا تكون هناك شروط خاصة بطرفي العقد، ولا يمكن تعديل خصائص العقد.
- لا يتم وضع العقود الآجلة حيز التنفيذ من خلال سوق مالية منظمة أو رسمية، كما أنها لا تكون متداولة في البورصة، بينما تكون العقود المستقبلية مُدرجة للتداول في البورصة، وبالتالي تُعتبر عقودًا منظمة.
- نظرًا لعدم إمكانية تداول العقود الآجلة من خلال سوق مالية رسمية ومنظمة، يترتب على أطراف العقد تحمل تكاليف العناية الواجبة وصياغة العقود، مما يُسبب ارتفاع تكلفة العقود الآجلة مقارنة بالعقود المستقبلية التي يقوم أطرافها بدفع الحد الأدنى من الرسوم للأسواق المالية.
- فيما يتعلق بتسوية العقود، في العقود الآجلة لا يمكن تسويتها قبل تاريخ الاستحقاق المحدد مسبقًا، على عكس العقود المستقبلية التي يمكن أن تُسوى قبل تاريخ الاستحقاق. كما أن هناك احتمالية للمخاطر في العقود الآجلة نظرًا لعدم وجود أي وسيط بين أطراف العقود الآجلة يقوم بمتابعة تلك العقود.
- وأخيرًا، تُسهم العقود المستقبلية بمزيد من السيولة والمرونة، حيث يمكن للمستثمر دخول أو خروج من عقد مستقبلي بمرونة أكبر مقارنة بالعقود الآجلة التي تفتقر إلى هذه المرونة.
اقرأ أيضاً: ربحية السهم: كيف تحسب أرباحك من الاستثمارات؟
هل يمكنني الربح من تداول الخيارات؟
نعم بالتأكيد، إذا قمت بشراء خيار، يمكنك الربح في حال تحرك سعر الأصل متجاوزاً سعر التنفيذ “فوقه في خيار الشراء، أو تحته في خيار البيع” بأكثر من قيمة القسط الذي دفعته في البداية قبل تاريخ الانتهاء. ويكون الحد الأقصى للمخاطر هو مقدار القسط الذي تدفعه.
أما إذا قمت ببيع خيار، فسوف تحقق ربحاً إذا لم يتجاوز السوق الأساسي سعر التنفيذ قبل تاريخ الانتهاء، وستربح من قيمة القسط المدفوعة لك من حامل الخيار عند بداية التداول. ومع ذلك، فإن الحد الأقصى للمخاطر قد يكون غير محدوداً إذا تحرك السوق لصالح حامل الخيار.