كيف يرتفع وينخفض سعر السهم: اكتشف العوامل المؤثرة على أسعار الأسهم
في عالم التداول والاستثمار، فهم كيفية تحرك أسعار الأسهم هو أمر بالغ الأهمية. تتأثر أسعار الأسهم بعدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى ارتفاعها أو انخفاضها. من أبرز هذه العوامل الأداء المالي للشركة، والأحداث الاقتصادية، والعوامل الجيوسياسية، والمشاعر العامة للمستثمرين. في هذا المقال، سنستعرض بشكل احترافي كيف تتفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض لتؤثر على سعر الأسهم في السوق، مما يساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات مدروسة ومستنيرة.
ما هو السهم؟
السهم هو نوع من الأصول التي تمثل جزءًا من الملكية في الشركة، حيث تُسمى كل وحدة من الأسهم “حصة”. بامتلاكك للأسهم، تكون مالكًا لجزء من أصول الشركة ويحق لك الحصول على جزء من أرباح الشركة، المعروف بـ “أرباح الأسهم“، والتي تتناسب مع كمية الأسهم التي تمتلكها.
عندما تُدرج الشركة أسهمها في البورصة، يمكن شراء هذه الأسهم وبيعها بشكل متكرر في السوق، وهي عملية تُعرف باسم “تداول الأسهم”. الهدف من تداول الأسهم هو تحقيق الأرباح من خلال توقيت السوق والاستفادة من التحركات قصيرة المدى في قيمتها.
اقرأ أيضاً: طريقة حساب متوسط سعر السهم بعد التعديل: دليل شامل للمستثمرين
ما هي أنواع الأسهم؟
هناك عدة أنواع من الأسهم، ويمكن تصنيفها بناءً على حقوق المساهمين والخصائص الأخرى. إليك أبرز الأنواع:
الأسهم العادية
الأسهم العادية هي النوع الأكثر شيوعًا من الأسهم وتمثل حصة في ملكية الشركة. أصحاب الأسهم العادية لديهم الحق في التصويت في الاجتماعات العامة للشركة والحصول على توزيعات الأرباح. يتمتعون أيضًا بحقوق الأولوية في حالة تصفية الشركة، ولكن بعد سداد الديون وحملة الأسهم الممتازة.
الأسهم الممتازة
الأسهم الممتازة توفر أرباحًا ثابتة ومنتظمة لحامليها، لكنها لا تمنحهم حقوق التصويت عادة. في حالة تصفية الشركة، يحصل حاملو الأسهم الممتازة على حقوقهم قبل حاملي الأسهم العادية، ولكن بعد سداد الديون. تتميز الأسهم الممتازة بميزات مثل القدرة على تحويلها إلى أسهم عادية أو الحصول على توزيعات أرباح تفضيلية.
الأسهم القابلة للتحويل
الأسهم القابلة للتحويل هي نوع من الأسهم الممتازة التي يمكن تحويلها إلى عدد محدد من الأسهم العادية بناءً على شروط معينة.
الأسهم القابلة للاسترداد
الأسهم القابلة للاسترداد هي الأسهم التي يمكن للشركة استردادها أو شراؤها مرة أخرى من حامليها بسعر محدد بعد فترة زمنية معينة.
أسهم النمو
أسهم النمو تعود لشركات متوقعة أن تنمو بمعدل أسرع من متوسط السوق. هذه الشركات عادةً ما تعيد استثمار أرباحها لتحقيق نمو أكبر بدلاً من دفع توزيعات أرباح.
أسهم القيمة
أسهم القيمة هي أسهم يُعتقد أن سعرها أقل من قيمتها الفعلية بناءً على التحليل المالي. يتم تداولها بسعر منخفض بالنسبة للأرباح أو الأصول، وتعتبر فرصة جيدة للمستثمرين الذين يبحثون عن صفقات شراء جيدة.
الأسهم ذات الأرباح المرتفعة
الأسهم ذات الأرباح المرتفعة هي أسهم الشركات التي توزع جزءًا كبيرًا من أرباحها على المساهمين على شكل توزيعات أرباح منتظمة. هذه الأسهم تكون جذابة للمستثمرين الذين يبحثون عن دخل ثابت.
الأسهم الدفاعية
الأسهم الدفاعية هي أسهم الشركات التي تتسم أعمالها بالاستقرار والأداء الجيد في جميع الظروف الاقتصادية. تشمل قطاعات مثل المرافق والرعاية الصحية.
الأسهم الدورية
الأسهم الدورية هي أسهم الشركات التي تتأثر بشكل كبير بالدورات الاقتصادية. تشمل قطاعات مثل صناعة السيارات والسفر والسلع الاستهلاكية.
فهم أنواع الأسهم المختلفة يساعد المستثمرين على بناء محفظة استثمارية متوازنة ومتنوعة تتناسب مع أهدافهم المالية ومستوى المخاطرة المقبول.
ما هي العوامل التي تؤثرعلى ارتفاع وانخفاض سعر السهم؟
كيف يرتفع السهم؟ حيث تتحرك أسواق الأسهم بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل الاقتصادية والمالية والسياسية والنفسية. فيما يلي أبرز العوامل التي تؤثر على حركة أسواق الأسهم:
- الأخبار الاقتصادية: تشمل الأخبار الاقتصادية بيانات مثل الناتج المحلي الإجمالي، البطالة، التضخم، مبيعات التجزئة، والإنتاج الصناعي. تحسن هذه البيانات يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع الأسهم، بينما البيانات السلبية يمكن أن تسبب انخفاضها.
- أداء الشركات: أداء الشركات الفردية يلعب دورًا كبيرًا في تحريك أسعار أسهمها. إعلانات الأرباح، التوقعات المستقبلية، التغييرات في الإدارة، وعمليات الاندماج والاستحواذ تؤثر جميعها على أسعار الأسهم.
- السياسة النقدية: السياسات التي تتبعها البنوك المركزية، مثل معدلات الفائدة وبرامج التيسير الكمي، تؤثر بشكل كبير على أسواق الأسهم. رفع معدلات الفائدة عادة ما يؤدي إلى انخفاض الأسهم، في حين أن خفضها يمكن أن يدفعها للارتفاع.
- الأحداث السياسية: القرارات الحكومية، التغييرات السياسية، الانتخابات، والسياسات التجارية تؤثر على الأسواق. النزاعات التجارية والعقوبات الاقتصادية يمكن أن تسبب تقلبات كبيرة في الأسواق.
- الأحداث العالمية: الأحداث العالمية مثل الحروب، الأوبئة، والكوارث الطبيعية تؤثر على الأسواق. الأزمات المالية العالمية، مثل الأزمة المالية في 2008، تسببت في تقلبات كبيرة في أسواق الأسهم.
- النفسية والمشاعر السوقية: مشاعر المستثمرين والتوقعات تؤثر على الأسواق. الخوف والجشع يمكن أن يسببان تقلبات كبيرة. الأخبار والشائعات يمكن أن تحرك الأسواق على المدى القصير.
- التقارير والأبحاث: تقارير المحللين، التوصيات، والأبحاث تلعب دورًا في تحريك أسعار الأسهم. التوصيات الإيجابية يمكن أن تدفع الأسهم للارتفاع، بينما التوصيات السلبية يمكن أن تسبب انخفاضها.
- التغيرات في العرض والطلب: أسعار الأسهم تتحرك بناءً على قوانين العرض والطلب. عندما يزداد الطلب على سهم معين يرتفع سعره، وعندما يزيد العرض ينخفض السعر.
- التوجهات والاتجاهات: الاتجاهات الطويلة الأمد في الأسواق (اتجاه صعودي أو هبوطي) تؤثر على حركة الأسهم. التحليل الفني يمكن أن يستخدم لتحديد هذه الاتجاهات واستغلالها.
- السياسات المالية: السياسات المالية للحكومات، مثل الإنفاق الحكومي والضرائب، تؤثر على الأسواق. زيادة الإنفاق الحكومي يمكن أن تعزز النمو الاقتصادي وتدفع الأسهم للارتفاع.
فهم هذه العوامل يساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات مستنيرة وتوقع تحركات السوق بشكل أفضل.
اقرأ أيضاً: ما هي العقود الفورية، كيف يتم تداولها؟ دليل شامل
كيف تعرف أن السهم سوف يرتفع
أهم العلامات التي تدل على ارتفاع السهم هي:
ربحية السهم (EPS)
- كيف اعرف اذا السهم يرتفع من خلال ربحية السهم حيث أنها هي مقدار الربح الذي يحققه المستثمر عن كل سهم يمتلكه في حال قررت الشركة توزيع كامل أرباحها على المساهمين. يتم حساب ربحية السهم بقسمة أرباح الشركة على عدد الأسهم. على سبيل المثال:
- إذا كانت أرباح الشركة 100 مليون دولار وعدد الأسهم 10 ملايين، فإن ربحية السهم تكون 10 دولارات.
- تتيح لك ربحية السهم المقارنة بين الشركات في نفس القطاع، حيث يميل النمو السنوي إلى الارتفاع في الشركات التي تتمتع بأرباح ثابتة مقارنةً بالشركات ذات الأرباح المتقلبة.
نسبة السعر إلى الأرباح (P/E)
- كيف اعرف ان السهم راح يرتفع باستخدام هذه النسبة لقياس العلاقة بين أرباح الشركة وسعر أسهمها، وتُحسب بقسمة السعر الحالي للسهم على أرباح الشركة لكل سهم. على سبيل المثال:
- إذا كانت الشركة تبيع الأسهم حاليًا مقابل 10 دولارات لكل سهم وكانت أرباحها لكل سهم 2 دولار، فإن نسبة السعر إلى الأرباح هي 5 (10 دولارات مقسومة على 2 دولار).
- تساعد نسبة السعر إلى الأرباح على معرفة ما إذا كان سعر السهم مرتفعًا أم منخفضًا مقارنةً بالأرباح المتوقعة منه.
نسبة السعر إلى الأرباح إلى نسبة النمو (PEG)
تساعد هذه النسبة على فهم نسبة السعر إلى العائد بشكل أوضح، وتُحسب بقسمة نسبة السعر إلى العائد على النمو المتوقع للشركة. على سبيل المثال:
- إذا كانت نسبة السعر إلى الأرباح 50% وكان النمو المتوقع للأرباح 25%، فإن نسبة السعر إلى الأرباح إلى النمو ستكون 2 (50 مقسومة على 25).
- يشير PEG إلى ما إذا كان السهم ذو قيمة جيدة أم لا، حيث كلما انخفضت النسبة قل المبلغ الذي يتعين على المستثمر دفعه للحصول على نمو الأرباح المتوقع.
نسبة السعر إلى القيمة الدفترية (P/B)
تساعد هذه النسبة في مقارنة القيمة التي يضعها السوق للشركة مع القيمة المسجلة في دفاترها المالية، وتُحسب بقسمة السعر الحالي للسهم على القيمة الدفترية للسهم الواحد (والقيمة الدفترية هي حقوق الملكية الحالية للشركة كما هو مدرج في التقرير السنوي). كلما انخفضت نسبة السعر إلى القيمة الدفترية كان ذلك أفضل.
نسبة توزيع الأرباح (DPR)
تقيس هذه النسبة ما تدفعه الشركة للمستثمرين في توزيعات الأرباح مقارنةً بما تكسبه من أرباح. تُحسب بقسمة الأرباح السنوية للسهم على ربحية السهم. توفر هذه النسبة فكرة جيدة عن مدى دعم أرباح الشركة لمدفوعات الأرباح. غالبًا ما تكون الشركات النامية ذات نسبة DPR أعلى لأنها تعتقد أن دفع المزيد من الأرباح يصب في صالح الشركة ومساهميها. وفي المقابل، قد تكون نسبة توزيع الأرباح منخفضة أو صفرية في الشركات النامية التي تملك أرباحًا قليلة أو معدومة لدفع أرباح الأسهم.
عائد توزيعات الأرباح
- يقيس عائد توزيعات الأرباح العائد على توزيعات الأرباح كنسبة مئوية من سعر السهم. تُحسب هذه النسبة بقسمة العائد السنوي لكل سهم على سعر السهم. على سبيل المثال:
- إذا كانت توزيعات الأرباح السنوية لسهمين هي 1 دولار لكل سهم، وكان سعر سهم الشركة “أ” 40 دولار وسعر سهم الشركة “ب” 20 دولار، فإن عائد توزيعات الأرباح لسهم الشركة “أ” سيكون 2.5% (1 مقسومًا على 40)، بينما سيكون عائد توزيعات الأرباح لسهم الشركة “ب” 5% (1 مقسومًا على 20).
- يساعد عائد توزيعات الأرباح في توضيح مقدار التدفق النقدي الذي ستحصل عليه مقابل الأموال المستثمرة عبر أفضل تطبيقات تداول الأسهم والعملات.
اقرأ أيضاً: متى أشتري ومتى أبيع في سوق الأسهم؟ دليل احترافي للمبتدئين
مزايا وعيوب تداول الأسهم
فيما يلي جدول يوضح لك بعض مزايا الاستثمار في سوق الأوراق المالية وعيوبها ومنها:
المزايا | العيوب |
1. فرص تحقيق أرباح عالية | 1. مخاطر خسارة رأس المال |
إمكانية تحقيق عوائد كبيرة في فترة زمنية قصيرة. | يمكن أن تؤدي التقلبات إلى خسارة رأس المال. |
2. السيولة العالية | 2. التقلبات العالية |
سهولة شراء وبيع الأسهم في الأسواق المالية. | أسعار الأسهم يمكن أن تكون متقلبة بشكل كبير. |
3. التنوع في الاستثمار | 3. التكاليف والرسوم |
إمكانية تنويع المحفظة عبر قطاعات وصناعات مختلفة. | تشمل العمولات والرسوم المختلفة عند التداول. |
4. الشفافية والمعلومات المتاحة | 4. التعقيد |
توفر المعلومات والبيانات المالية عن الشركات. | يتطلب معرفة وتحليل متعمق لاتخاذ قرارات سليمة. |
5. النمو على المدى الطويل | 5. التأثر بالعوامل الاقتصادية والسياسية |
يمكن أن تحقق الأسهم نموًا كبيرًا على المدى الطويل. | الأسواق تتأثر بالتغيرات الاقتصادية والسياسية. |
6. الدخل من أرباح الأسهم | 6. المخاطر النفسية والعاطفية |
الحصول على دخل من خلال توزيعات أرباح الأسهم. | يمكن أن تؤثر المشاعر على قرارات الاستثمار. |
استخدم هذا الجدول لتقييم الإيجابيات والسلبيات المرتبطة بتداول الأسهم عند اتخاذ قراراتك الاستثمارية.
في ختام هذا المقال حول كيفية ارتفاع وانخفاض الأسهم والعوامل المؤثرة على أسعارها، يتضح أن فهم ديناميكيات السوق يتطلب مزيجاً من المعرفة الفنية والتحليل الأساسي. سواء كنت مستثمراً طويل الأجل أو مضارباً قصير الأجل، فإن الوعي بالمؤشرات الاقتصادية، والأداء المالي للشركة، والأحداث الجيوسياسية يمكن أن يمنحك ميزة في توقع تحركات السوق. تذكر دائماً أن الاستثمار الذكي يعتمد على البحث المستمر والتخطيط الاستراتيجي، مما يساعدك على اتخاذ قرارات مدروسة وتحقيق أهدافك المالية بفعالية.
الاسئلة الشائعة
ما العامل الأهم بين العوامل المؤثرة على سعر السهم؟
تختلف أهمية العوامل التي تؤثر على سعر الأسهم وفقًا لنوع الاستراتيجية التي يتبعها المتداول. على سبيل المثال، يهتم المتداولون الذين يضاربون على المدى القصير بشكل أساسي بمعدلات التضخم واتجاهات السوق. في المقابل، يركز المستثمرون الذين يستهدفون الأسهم طويلة الأجل على أداء الشركة وحجم التدفقات النقدية والتوقعات بشأن مستقبلها.
هل الأسهم سريعة التقلب هي الخيار الأفضل؟
تتحقق الأرباح بشكل أساسي من خلال الفروق الناتجة عن التحرك المستمر لأسعار الأسهم. يدفع هذا البعض للاعتقاد بأن الأسهم الأكثر والأسرع تقلباً قد تكون خيارهم الأفضل. ولكن الحقيقة أن التقلب السريع يمكن أن يؤدي إلى أرباح مرتفعة إذا كانت الأوضاع مواتية، ولكنه قد يسبب خسائر فادحة إذا تحرك السهم في اتجاه غير متوقع. يرجع ذلك أيضاً إلى رؤية المتداول واستراتيجيته الخاصة. يفضل متداولو المدى القصير الأسهم المتقلبة التي تمكنهم من جني الأرباح من خلال الدخول والخروج السريع، بينما يفضل المستثمرون طويلو الأجل أسهم الشركات التي تحظى بقدر أكبر من الاستقرار.
هل يمكن الاستفادة من تحرك السوق بكلا الاتجاهين؟
ينتج الربح في النمط التقليدي لتداول الأسهم في حالة تحرك سعر السهم صعوداً فقط. ولكن عند تداول الأسهم عبر الإنترنت باستخدام عقود مقابل الفروقات (CFDs)، يمكن الاستفادة من تحرك السوق في أي من الاتجاهين. يعتمد تحقيق الربح في هذه الحالة على دقة التوقع بشأن الحركة المستقبلية لسعر الأداة المالية خلال نطاق زمني معين. يمكن تحقيق الربح عن طريق فتح مركز بيع في حالة توقع تراجع سعر السهم، بينما يتم اتخاذ قرار معاكس -أي الشراء- في حالة توقع تحرك سعره بالاتجاه الصاعد.
One Comment