خلف الستار: فنون النجاح في التداول وكيفية تفادي الصفقات الخاسرة في لعبة الأسواق المالية
يالها من أسرار كثيرة تحيط بمجال التداول، فعلى الرغم من روعة هذا المجال و احتمالية تغيير حياتك من خلاله بالمعنى الحرفي للكلمة، إلا أن هناك مهارات يجب أن تنتزعها وعادات يجب عليك فعلها باستمرار لكي تستحق هذا التغيير في حياتك. في هذا المقال سأعرض لك أحد أكثر المهارات أهمية و التي يجب أن تكون واع تماما لها في رحلتك داخل مجال التداول. وهذه المهارة ان لم تتعلمها ستصبح عدوك الاول في هذا المجال وستصبح مسألة وقت حتى تنتصر عليك وهي كفيلة لاخراجك من السباق بأكمله لتعتزل التداول نهائيا.
هذه المهارة هي تجنب الصفقات الخسارة، لعلك الآن تتسائل كيف لمتداول أن يتجنب الصفقات الخاسرة؟ كيف يحدث ذلك ونحن نعلم أن مجال التداول في الأصل مبني على الاحتمالات؟ أسئلة كثيرة ستجد أجوبتها خلال السطور القادمة و تذكر أن هذه المهارة من أعلى المهارات في التداول فتمعن في السطور القادمة جيدا.
كيف نكتشف مشكلة عدم القدرة على تجنب الصفقات الخاسرة؟
المتداول المبتدئ عندما يبدأ في الربح بشكل مستمر يبدأ العقل اللاواعي بنقل مرجعية المكسب المتكرر إلى قوة الاستراتيجية، وبالتالي تزداد ثقتك بنفسك في حين أن هناك أسباب أخرى للمكسب المستمر. وهي أن السوق يتحرك في اتجاهك في هذا الوقت وهذا الوقت قد يكون شهر أو اثنين أو ثلاثة فلا تستغرب ذلك. ثم يأتي الاختبار الحقيقي و يبدأ السوق باعطائك فرص أقل أوعدم اعطائك فرص نهائيا أو فرص جودتها أقل ويبدء المتداول المبتدئ بدخول تلك الصفقات ثم يبدأ التراجع بالحدوث فيتعجب ويتساءل المتداول كيف للاستراتيجية أن تخسر؟ لقد كنت أكسب بشكل يومي مالذي حدث ؟و تبدأ الخسائر بالتوالي مرارا و تكرارا حتى يفقد تلك الثقة التي اكتسبها وبالتالي يتراجع مستواه في التداول ترى ماهي المشكلة؟.
المشكلة ليست في الاستراتيجية و ليست في النفسية ولكن المشكلة هنا أن عقلك اللاواعي هو المسيطر فهو غير واعي وليس في حسبانه احتمالية أن السوق لن يعطيك أي فرص لمدة ٣ أيام على سبيل المثال. بل كل يعلمة هو أن كل يوم توجد صفقات وذلك بناء على نمط المكسب المتكرر وهنا نصل الى أنك لا تمتلك مهارة تجنب الصفقات الخاسرة، بسبب سيطرة عقلك اللاواعي عليك وهو سبب خفي لا يعلمه الكثير من المتداولين.أما المتداول المحترف عندما لا يعرض له السوق أي فرص لا ينفذ أي صفقة وذلك لوعيه الدائم ان السوق ليس من البديهي أن يعطيه فرص كل يوم، ووعيه لتلك النقطة يجعله يستطيع تجنب الصفقات الخاسرة والأثار النفسية التابعة للخسارة.
معتقدات خاطئة أدت الى عدم القدرة على تجنب الصفقات الخاطئة.
اذا كنت موظف فإنك بلا شك تملك معتقد أن عملك متعب، و أنك تعمل من التاسعة صباحا و حتى الخامسة عصرا على سبيل المثال و أنك يجب أن تعمل بجد كي تحصل على راتبك الشهري والا سوف تقوم الشركة باقالتك. وإذا تمت ترقيتك إلى منصب أعلى في الشركة فغالبا ما سيطلب منك جهدا أكبر في عملك ومقابلها ستحصل على نقود أكثر وهكذا.فيبرمج العقل اللاواعي على أنه كلما عملت أكثر ستحصل على نقود أكثر. يجب أن أصدمك الآن بمعلومة يجب أن تستوعبها جيدا، التداول هو الوظيفة التي تتطلب أقل جهد في العمل ويربح فيها المبالغ الكبيرة أقل الاشخاص عملا و أكثرهم كسلا كيف ذلك؟
القناعات المحفورة في عقلك اللاواعي منذ سنوات والتي تنص على أنك يجب أن تعمل بجد لتحصل على النقود، ستكون العائق لك في التداول. حيث أن عقلك لن يستوعب أنه بضغطة زر هناك احتمالية أن تحصل على 10000 دولار في صفقة واحدة على سبيل المثال وهو ما يساوي ما تحصل عليه طوال السنة من وظيفتك. و من منطلق ذلك ستجد شيئا في نفسيتك يحدثك أن تتعلم أكثر وتبذل مجهود أكثر في طرق التحليل المختلفة وهو فخ يسمى فخ التعلم المستمر وسنتحدث عنه باستفاضة لاحقا.
ستبدأ بتنفيذ صفقات أكثر وذلك طبقا لعقلية الوظيفة كلما عملت أكثر كلما ربحت أكثر وبالتالي ستدخل عدد صفقات أكبر وبالتالي فإن النتيجة هي الخسارة الفادحة. عندما تتعلم التداول فستعلم أن تحليل الأصل المالي الذي تتداول عليه لن يتعدى النصف ساعة، وتنفيذ الصفقة لن يتعدى أجزاء من الثانية، هذا هو عملك فقط بعد ذلك أنت في اجازة خلال باقي اليوم.
ما علاقة هذه المعتقدات بتجنب الصفقات الخاسرة؟
إن لم تتخلص من هذه المعتقدات والقناعات، فإنك لن تستطيع الصبر إذا لم يعطيك السوق أي فرص. و لن تستطيع الصبر إذا أعطاك السوق فرص ذات جودة قليلة بل ستنفذ تلك الصفقات، بسبب أنك تشعر أنك لم تعمل أو لم تبذل المجهود الكافي أو أنك تربح مبلغا كبيرا من المال لقاء مجهود قليل وهذه النقطة بالتحديد قد تقف عائقا أمام الحسابات والأموال الكبيرة. حيث أن عقلك لن يستوعب المكاسب الضخمة فهو يملك القناعات أن رقم 30 ألف دولار على سبيل المثال هو أكبر رقم تستطيع الحصول عليه مقارنة بما كنت تأخذ من وظيفتك.
عقلية المتداول تختلف كل الاختلاف عن عقلية الموظف والوظيفة. يجب أن تستوعب هذا جيدا، لتستطيع تجنب الصفقات الخاسرة فالمحترف في مجال التداول يتجنب الصفقات الخاسرة لأنه يعلم أن السوق ان لم يعطه اليوم أي فرص فسيعرض عليه فرصا أكثر غدا أو بعد غد،وبالتالي لن يتداول اليوم وبذلك سيستطيع ترك السوق وعدم التداول في حال لم يعطه السوق صفقات ذات جودة عالية.
المتداول المبتدئ الذي يمتلك عقلية الموظف يحاول دخول صفقات أكثر من منطلق أنه يخاف أنه إذا انتظر الصفقات الجيدة فإنها لن تأتي و بالتالي لن يحصل على أموال في أخر الشهر و خوفه هذا يجعله يدخل صفقات خاطئة مما سيؤخر حصوله على الأرباح.
خطوات ستجعلك تمتلك مهارة تجنب الصفقات الخاسرة :-
1– أن تمتلك معتقد أن التداول رحلة طويلة وتقييم حسابك وأدائك كل 6 أشهر أو 3 أشهر على الأقل و ليس كل صفقة وبالتالي ستصبر إذا لم يعطيك السوق أي فرص لمدة يوم أو اثنين أو ثلاثة.
2- يجب عليك وضع هدف شهري على سبيل المثال ١٠ في المئة إذا حققتها لن أتداول باقي الشهر فقد حققت الهدف المراد الوصول اليه.
إذا كانت نسبة العائد إلى المخاطرة 1:3 وأنت تدخل كل صفقة ب 1٪ فانت تحتاج الى 4 صفقات فقط خلال الشهر بأكمله لتصل الى الهدف. وبالتالي عندما لا يعرض لك السوق أي فرص أو يعرض لك فرص ذات جودة أقل، فلن تدخل السوق لأنك تعلم أن هناك ٢٥ يوم تداول خلال الشهر وأنت تحتاج فقط الى 4 صفقات وبالتالي ستستطيع بنسبة كبيرة تجنب الصفقات الخاسرة.
تذكر دائما أنك لن تبهر أي شخص ولا حتى نفسك عندما تخسر صفقات كثيرة، أو تخسر حسابك في يوم واحد ولكن ستبهر الجميع وستكون متميزا عندما تتقبل خسارتك اليوم ولا تحاول تصحيحها في نفس اليوم و تنتظر يوم غد والذي من المتوقع أن يعرض لك فرص جديدة. و ان لم يعرض لك فستنتظر وهكذا. تذكر دائما لا أحد في هذه الصناعة لم يواجه التراجع في حسابه، الجميع يا صديقي يمر بهذه الخطوات، فخذ وقتك في تعلم تلك المهارة.
اقرأ أيضا ..
3 Comments