ما هو التحليل الفني وكيف يتم استخدامه؟

هل تسمع كثيرًا عن “التحليل الفني” في عالم التداول ولكنك لا تعرف بالضبط ما هو وكيف يعمل؟ هل تعتقد أنه مجرد رسوم بيانية معقدة أو محاولة للتنبؤ بالمستقبل؟ لا تقلق! في هذا المقال، سنبسط لك مفهوم التحليل الفني، ونشرح لك أسسه ومبادئه، وكيف يمكن أن يكون أداة قوية في يدك لإدارة المخاطر واتخاذ قرارات تداول مدروسة، خاصة إذا كنت مبتدئًا.
ما هو التحليل الفني؟
التحليل الفني هو طريقة لتقييم الأصول المالية (مثل الأسهم، العملات، السلع) وتحديد فرص التداول، وذلك عن طريق تحليل الاتجاهات الإحصائية المستخلصة من بيانات السوق التاريخية، خاصة السعر وحجم التداول.
على عكس “التحليل الأساسي” الذي يبحث في الأسباب الاقتصادية والمالية التي تؤثر على قيمة الأصل (مثل أرباح الشركة، الوضع الاقتصادي)، يركز التحليل الفني بشكل حصري على تأثيرات هذه العوامل كما تظهر على حركة السعر. المبدأ الأساسي هو أن جميع المعلومات ذات الصلة موجودة بالفعل في السعر، مما يجعل دراسة الرسم البياني للسعر بحد ذاته هو الأسلوب الأكثر مباشرة لتحليل السوق.
الأسس الفلسفية للتحليل الفني: 3 ركائز أساسية
يعتمد التحليل الفني بالكامل على إطار منطقي مستمد من “نظرية داو” (Dow Theory)، والتي طورها تشارلز داو في أواخر القرن التاسع عشر. هذا الإطار مبني على ثلاث افتراضات أساسية توفر فلسفة متماسكة لتفسير سلوك السوق:
-
السوق يخصم كل شيء (The Market Discounts Everything):
- المفهوم: يفترض هذا المبدأ أن سعر الأصل، في أي لحظة، يعكس جميع المعلومات المعروفة والمتاحة التي يمكن أن تؤثر عليه. وهذا لا يشمل فقط البيانات الأساسية (مثل تقارير الأرباح، المؤشرات الاقتصادية، الأحداث الجيوسياسية)، بل يشمل أيضًا جميع الجوانب النفسية للسوق، مثل آمال وخوف وتوقعات جميع المشاركين.
- المغزى: بالنسبة لمحلل فني، هذا يعني أن البحث العميق في أسباب حركة السعر الأساسية أمر غير ضروري. فالرسم البياني للسعر بحد ذاته يصبح المصدر النهائي للمعلومات، والنتيجة النهائية للمعادلة المعقدة للعرض والطلب.
-
الأسعار تتحرك في اتجاهات (Prices Move in Trends):
- المفهوم: الافتراض الثاني هو أن حركات الأسعار ليست عشوائية أو فوضوية، بل تتبع اتجاهات معينة (صعودًا أو هبوطًا أو جانبًا) تميل إلى الاستمرار بمرور الوقت.
- الهدف: الهدف الأساسي للمتداول الفني هو تحديد هذه الاتجاهات في مرحلة مبكرة ومواءمة مراكزه التداولية وفقًا لها. يُقال “الاتجاه صديقك”.
- أنواع الاتجاهات:
- الاتجاه الصعودي (Uptrend): يتميز بسلسلة من القمم الأعلى والقيعان الأعلى بشكل متتالٍ.
- الاتجاه الهبوطي (Downtrend): يتميز بسلسلة من القمم الأدنى والقيعان الأدنى بشكل متتالٍ.
- الاتجاه الجانبي (Sideways Trend/Consolidation): يحدث عندما تتشكل القمم والقيعان عند مستويات أفقية تقريبًا، مما يشير إلى حالة توازن بين المشترين والبائعين ونقص في الزخم الاتجاهي الواضح.
-
التاريخ يميل إلى تكرار نفسه (History Tends to Repeat Itself):
- المفهوم: يوفر هذا المبدأ الأساس النفسي للانضباط بأكمله. إنه يؤكد أنه نظرًا لأن الأسواق المالية يُحرّكها البشر، وتظل النفس البشرية ثابتة نسبيًا بمرور الوقت، فإن المشاركين في السوق يميلون إلى التفاعل مع المواقف المماثلة بطرق يمكن التنبؤ بها.
- التطبيق: تظهر هذه الأنماط على الرسوم البيانية للأسعار في شكل تشكيلات معروفة (مثل “الرأس والكتفين”، “القمم المزدوجة”). يدرس المحلل الفني هذه الأنماط التاريخية مع توقع أنه عندما يظهر نمط مماثل في الحاضر، فمن المرجح أن تتبع حركة السعر اللاحقة مسارًا مشابهًا لما حدث في الماضي.
أدوات المحلل الفني: قياس وليس تنبؤا
تُعد أدوات التحليل الفني متنوعة، تتراوح من خطوط بسيطة تُرسَم على الرسم البياني إلى حسابات إحصائية معقدة. يجب فهم هذه الأدوات على أنها أدوات قياس، وليست أدوات تنبؤ، كل منها مُصمم لقياس جانب محدد من سلوك السوق.
مصفوفة أدوات التحليل الفني (أمثلة):
-
أدوات تحديد الاتجاه:
- المتوسطات المتحركة (Moving Averages – MA): تُعد الأداة الأساسية لمتابعة الاتجاه. تُبسّط بيانات السعر لإزالة “ضوضاء السوق” وتكشف عن الاتجاه الأساسي.
- المتوسط المتحرك البسيط (SMA): يحسب متوسط السعر على مدى فترة معينة.
- المتوسط المتحرك الأسي (EMA): يُعطي وزنًا أكبر للأسعار الحديثة، مما يجعله أكثر استجابة.
- إشارات شائعة: عندما يتقاطع السعر فوق المتوسط المتحرك تكون إشارة صعودية، وتحته تكون إشارة هبوطية. التقاطع الذهبي (المتوسط 50 يومًا يتقاطع فوق المتوسط 200 يومًا) و”تقاطع الموت” (العكس) هي إشارات شائعة لتغير الاتجاه.
- مؤشر تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة (MACD): مؤشر زخم يتبع الاتجاه يُظهر العلاقة بين متوسطين أسيين متحركين. تقاطع خط MACD فوق خط الإشارة يُعد إشارة صعودية.
- المتوسطات المتحركة (Moving Averages – MA): تُعد الأداة الأساسية لمتابعة الاتجاه. تُبسّط بيانات السعر لإزالة “ضوضاء السوق” وتكشف عن الاتجاه الأساسي.
-
أدوات قياس الزخم:
- مؤشر القوة النسبية (Relative Strength Index – RSI): مؤشر زخم يتراوح بين 0 و100.
- الاستخدام: يُستخدم لتحديد ظروف التشبع الشرائي (فوق 70، يُشير إلى احتمال تراجع السعر) أو التشبع البيعي (أقل من 30، يُشير إلى احتمال ارتداد السعر). يُعد تباعد RSI (السعر يُشكل قمة أعلى، لكن RSI يُشكل قمة أدنى) إشارة قوية لضعف الزخم.
- مؤشر الاستوكاستيك (Stochastic Oscillator): يقارن سعر الإغلاق الحالي بنطاق سعره خلال فترة معينة. يُستخدم لتحديد ظروف التشبع الشرائي (فوق 80) أو التشبع البيعي (أقل من 20).
- مؤشر القوة النسبية (Relative Strength Index – RSI): مؤشر زخم يتراوح بين 0 و100.
-
أدوات تقييم التقلبات:
- البولينجر باند (Bollinger Bands): تتكون من ثلاثة خطوط: متوسط متحرك أوسط (عادة 20 فترة) وخطين خارجيين يُوضعان بمسافة معينة (عادة انحرافين معياريين) فوق وتحت المتوسط. تتسع الخطوط عندما تزداد التقلبات وتضيق (تُسمى “ضغط” أو Squeeze) عندما تنخفض التقلبات. “الضغط” غالبًا ما يسبق حركة سعرية كبيرة.
- متوسط المدى الحقيقي (Average True Range – ATR): مقياس خالص للتقلبات يُظهر متوسط المدى السعري الذي يتحرك فيه الأصل خلال فترة معينة. لا يعطي إشارة اتجاهية، بل يُستخدم في إدارة المخاطر، خاصة لوضع أوامر وقف الخسارة بناءً على التقلبات الطبيعية للأصل.
-
أدوات الدعم والمقاومة:
- المستويات الأفقية وخطوط الاتجاه: تُعد الأدوات الأساسية لتحديد نقاط التحول المحتملة.
- الدعم: منطقة سعرية حيث يُتوقع أن يكون اهتمام الشراء قويًا بما يكفي لوقف الانخفاض.
- المقاومة: منطقة سعرية حيث يُتوقع أن يكون ضغط البيع كافيًا لوقف الارتفاع.
- خط الاتجاه: يربط سلسلة من القيعان المرتفعة في الاتجاه الصعودي أو القمم المنخفضة في الاتجاه الهبوطي.
- تصحيحات فيبوناتشي (Fibonacci Retracement): أداة قائمة على تسلسل فيبوناتشي الرياضي، تُستخدم لتحديد مستويات الدعم والمقاومة المحتملة حيث قد يتوقف التراجع ويعكس اتجاهه.
- نقاط المحور (Pivot Points): مستويات سعرية محسوبة رياضيًا من أعلى وأدنى أسعار وإغلاق الفترة السابقة. تُستخدم لتحديد نقاط التحول المحتملة خلال اليوم.
- المستويات الأفقية وخطوط الاتجاه: تُعد الأدوات الأساسية لتحديد نقاط التحول المحتملة.
-
أدوات قياس حجم التداول:
- الحجم المتوازن (On-Balance Volume – OBV): مؤشر زخم تراكمي يربط الحجم بتغير السعر. يُضيف حجم التداول عندما يغلق السعر أعلى ويطرحه عندما يغلق السعر أقل. النظرية وراء OBV هي أن الحجم يسبق السعر.
هل التحليل الفني فعال؟
لطالما كان التحليل الفني موضوع نقاش حاد بين الممارسين والعديد من الأكاديميين. فهل تُقدم بيانات الأسعار التاريخية أي معلومات يمكن استخدامها لتحقيق أرباح تتجاوز مجرد الشراء والاحتفاظ؟
1. حجة فعالية التحليل الفني (ما وراء القصص):
- دراسات أكاديمية: أظهرت بعض الدراسات الموثوقة أن قواعد التداول الفني يمكن أن تمتلك قوة تنبؤية. على سبيل المثال، وجدت دراسة بارزة في عام 1992 أن إشارات الشراء الناتجة عن قواعد بسيطة (مثل تقاطعات المتوسطات المتحركة) في مؤشر داو جونز أنتجت عوائد أعلى باستمرار.
- البحث اللاحق: دعمت الأبحاث اللاحقة هذه النتائج، على الأقل بشروط. ووجدت دراسات أن استراتيجيات معينة يمكن أن تُحقق ربحية، حتى بعد احتساب تكاليف المعاملات.
- التمويل السلوكي: أقوى حجة حديثة لصالح التحليل الفني تأتي من مجال التمويل السلوكي. هذا المجال يُؤكد أن المستثمرين ليسوا دائمًا عقلانيين ويتأثرون بالتحيزات المعرفية. من هذا المنظور، التحليل الفني هو في الأساس علم نفس السوق التطبيقي. فالأنماط الرسومية هي تمثيلات لهذه السلوكيات البشرية المتكررة:
- الدعم والمقاومة: تظهر كدليل على “تحيز التثبيت” (Anchoring Bias)، حيث يثبت المشاركون في السوق تقييمهم للأصل عند مستويات سعرية سابقة مهمة.
- الاتجاهات: هي نتيجة سلوك “القطيع” وتدفق المعلومات، حيث يتبع المتداولون تصرفات الآخرين، مما يخلق حركات سعرية قوية تُعزز ذاتها.
- مؤشرات الزخم: تُعد مقاييس للشعور في السوق، تُحدد مد وجزر الجشع (مما يؤدي إلى ظروف التشبع الشرائي) والخوف (مما يؤدي إلى ظروف التشبع البيعي).
2. الحجج المضادة: فرضية كفاءة السوق والقيود الأخرى:
- فرضية كفاءة السوق (Efficient Market Hypothesis – EMH): تُعد هذه الفرضية حجر الزاوية في النظرية المالية الحديثة، وتتعارض مباشرة مع مبادئ التحليل الفني.
- الشكل الضعيف لـ EMH: ينص على أن جميع بيانات الأسعار والحجم السابقة للسوق تنعكس بالكامل في أسعار الأصول الحالية. إذا كان هذا صحيحًا، فلا يمكن لأي تحليل للرسوم البيانية التاريخية أن يُحدث ميزة، حيث أن أي نمط أو اتجاه قد تم تسعيره بالفعل.
- الشكل شبه القوي لـ EMH: يذهب إلى أبعد من ذلك، وينص على أن جميع المعلومات المتاحة للجمهور (بما في ذلك البيانات الأساسية والأخبار) تنعكس بالكامل في الأسعار الحالية.
- العيوب العملية:
- حجة “النبؤة التي تحقق ذاتها”: يُقال أن التحليل الفني يعمل فقط لأن العديد من المتداولين يستخدمون نفس الأدوات ويتصرفون بناءً على نفس الإشارات.
- التنقيب عن البيانات والمبالغة في التحسين (Data Snooping and Over-Optimization): تُعد هذه من أقوى الانتقادات الإحصائية. إذا اختبر محلل عددًا كافيًا من القواعد والمعلمات الفنية على مجموعة بيانات تاريخية واحدة، فإنه مضمون إحصائيًا أن يجد بعضها يبدو مربحًا بالصدفة البحتة.
- الطبيعة المتأخرة للمؤشرات: باستثناءات قليلة، المؤشرات الفنية مشتقة من بيانات الأسعار والحجم السابقة، مما يجعلها متأخرة أو تتفاعل مع ما حدث بالفعل، وليست تنبؤية.
- الذاتية: خاصة في تحليل أنماط الرسوم البيانية، يمكن أن يكون التفسير ذاتيًا للغاية. فقد يُحدد محللان مختلفان أنماطًا مختلفة في نفس الرسم البياني.
3. متى يعمل التحليل الفني؟ يمكن حل الصراع الظاهري بين الأدلة المؤيدة والمعارضة للتحليل الفني بالانتقال إلى سؤال أكثر دقة: “في ظل أي ظروف، ولأي غرض، ولمن يكون مفيدًا؟” فعالية التحليل الفني ليست مطلقة ولكنها مشروطة.
- بيئات السوق: يميل التحليل الفني، خاصة استراتيجيات متابعة الاتجاه، إلى الأداء الأفضل في الأسواق التي تتميز باتجاهات قوية ومستمرة وتقلبات أعلى. في مثل هذه البيئات، يميل الزخم إلى أن يُعزز ذاته.
- الممارس والغرض: تعتمد فائدة التحليل الفني بشكل كبير على مهارة الممارس والغرض الذي يستخدم من أجله. تُظهر الدراسات أن المستثمرين المؤسسيين المتطورين لا يستخدمون التحليل الفني كأداة تنبؤ قائمة بذاتها. بدلاً من ذلك، يُستخدم كتخصص مكمل، بالأساس لوظيفتين حاسمتين: إدارة المخاطر وتوقيت الصفقات.
التطبيق العملي: إطار عمل منظم للتنفيذ
الاستخدام الفعال للتحليل الفني لا يتعلق بالعثور على مؤشر سحري يعطي إشارات شراء وبيع. بل يتعلق بتطبيق عملية منضبطة وقابلة للتكرار تُوجه اتخاذ القرار من الاستراتيجية عالية المستوى إلى تنفيذ الصفقة.
1. بناء خطة تداول (نهج الخبراء): تتبع خطة التداول القوية القائمة على التحليل الفني عملية منطقية متعددة الخطوات:
- الخطوة 1: تحليل هيكل السوق (من أعلى لأسفل):
- ابدأ بنظرة استراتيجية رفيعة المستوى للسوق (عادة على الرسم البياني الأسبوعي أو اليومي). الهدف هو تحديد هيكل السوق المهيمن وتحديد تحيز اتجاهي.
- اتجاه صعودي: سلسلة من القمم الأعلى والقيعان الأعلى. ركز على فرص الشراء.
- اتجاه هبوطي: سلسلة من القيعان الأدنى والقمم الأدنى. ركز على فرص البيع (أو البيع على المكشوف).
- نطاق جانبي: قمم وقيعان أفقية. فكر في التداول بين الحدود أو انتظار الاختراق.
- الخطوة 2: تحديد “مناطق القيمة”:
- بعد تحديد الاتجاه، ركز على إطار زمني متوسط (مثل اليومي أو 4 ساعات) لتحديد مناطق سعرية محددة توفر نسبة مخاطرة إلى مكافأة مواتية محتملة. هذه “المناطق ذات القيمة” هي مناطق دعم أو مقاومة محتملة.
- في الاتجاه الصعودي، ابحث عن مناطق دعم رئيسية للدخول في صفقات شراء.
- في الاتجاه الهبوطي، ابحث عن مناطق مقاومة رئيسية للدخول في صفقات بيع على المكشوف.
- يمكن تحديد هذه المناطق باستخدام: حركة السعر التاريخية، وعقد الحجم المرتفع (Volume Profile)، ومستويات فيبوناتشي، أو المتوسطات المتحركة الهامة.
- الخطوة 3: محفزات الدخول (التأكيد):
- بعد تحديد الاتجاه ومناطق القيمة، الخطوة التكتيكية النهائية هي انتظار محفز دخول محدد ومُعرف مسبقًا على إطار زمني التنفيذ (مثل 4 ساعات أو 1 ساعة). هذا المحفز يؤكد أن منطقة القيمة من المرجح أن تصمد وأن السوق جاهز لاستئناف اتجاهه الرئيسي.
- أنماط الشموع اليابانية: نمط شموع صعودي محدد (مثل المطرقة أو الابتلاعية) يتشكل عند مستوى دعم رئيسي. نمط شموع هبوطي عند المقاومة.
- إشارات المؤشرات: مؤشر الزخم مثل RSI يخرج من منطقة التشبع البيعي عند منطقة دعم، أو تقاطع MACD في اتجاه الاتجاه الرئيسي.
- الخطوة 4: إدارة المخاطر (تحديد نقطة الإلغاء):
- هذا هو المكون الأكثر أهمية لأي خطة تداول والوظيفة الأساسية للتحليل الفني في السياق الاحترافي. قبل دخول أي صفقة، يجب على المحلل تحديد مستوى السعر الدقيق الذي تُثبت فيه فكرة التداول خطأها.
- يُوضع أمر وقف الخسارة (Stop-Loss) عند هذا المستوى للخروج تلقائيًا من الصفقة وتحديد الخسارة.
- بالنسبة لصفقة شراء، يُوضع وقف الخسارة عادةً أسفل منطقة الدعم الرئيسية أو أسفل قاع شمعة الدخول.
- يُمكن استخدام مضاعف لـ Average True Range (ATR) لتحديد مسافة وقف الخسارة بحيث تتناسب مع تقلبات الأصل الطبيعية.
- الخطوة 5: تحديد أهداف الربح (تحديد نقطة الخروج):
- تمامًا كما يتم تحديد الدخول ووقف الخسارة مسبقًا، يجب أيضًا وضع خطة الخروج للصفقة المربحة. هذا يُزيل اتخاذ القرار العاطفي بشأن متى يُسمح للصفقة الرابحة بالاستمرار أو متى تُجنَى الأرباح.
- تُحدد أهداف الربح عند مستويات فنية منطقية حيث يُتوقع أن يُواجه السعر مقاومة.
- يُعد ضمان أن الصفقة تُقدم نسبة مخاطرة إلى مكافأة مواتية أمرًا بالغ الأهمية. الحد الأدنى الشائع هو 1:2، مما يعني أن الربح المحتمل هو ضعف المبلغ الذي تُخاطر به في الصفقة على الأقل.
الخلاصة والتوصيات العملية
التحليل الفني هو أداة قوية ومتعددة الأوجه، لكن قيمتها غالبًا ما تُساء فهمها. تُشير الأدلة إلى أن التحليل الفني ليس علمًا تنبؤيًا يُمكنه التنبؤ بنتائج السوق بيقين. بدلاً من ذلك، فإن فائدته الأساسية للممارس المتطور تكمن في كونه إطار عمل شامل لتفسير علم نفس السوق، وتنفيذ الصفقات بانضباط، والأهم من ذلك، إدارة المخاطر.
إطار عمل المتداول لـ التحليل الفني: دليل خطوة بخطوة:
- للمبتدئين: أتقن البساطة، ثم زِد التعقيد: قاوم إغراء استخدام أدوات معقدة متعددة في وقت واحد. ركز على إتقان استراتيجية بسيطة واحدة أو اثنتين في سوق واحد وعلى إطار زمني ثابت.
- بشأن البيانات والأدلة: اتبع عقلية علمية: لا تقبل أي قاعدة تداول أو نمط رسم بياني على ظاهرها. طوّر مهاراتك في الاختبار الرجعي (Backtesting) لتأكيد صحة أي استراتيجية محتملة.
- النهج الهجين: استخدم الأساسيات للسياق: التحليل الفني أقوى عندما لا يُستخدم بمعزل عن غيره. يُوفر الفهم الأساسي للبيئة السوقية الأوسع والمحركات الاقتصادية واتجاهات القطاعات سياقًا حيويًا لحركة السعر.
- الانضباط النفسي: الحدود الأكثر أهمية وحاسمة: لا يُمكن لأي نظام فني، مهما كان جيد الاختبار، أن يعوض نقص التحكم العاطفي. يُعد إعداد خطة تداول مكتوبة ومفصلة أهم أداة لفرض الانضباط.
ختاما التحليل الفني ليس “الكأس المقدسة” أو صيغة سرية لنجاح السوق. لقد أدت شعبيته الواسعة إلى تبسيطه المفرط وسوء استخدامه المتكرر من قبل المتداولين المبتدئين. ومع ذلك، هذا لا يجعله عديم الفائدة. عندما يتم التعامل معه بتشكك احترافي ودمجه في نظام منضبط متعدد الطبقات، يتطور المؤشر. يتطور من إشارة بسيطة، غالبًا ما تكون معيبة، إلى مكون قوي لعملية أكبر لإدارة المخاطر وتحديد الاتجاه. فائدته الحقيقية للمتداول المتطور لا تكمن في إخباره بالضبط متى يشتري، بل في توفير إطار عمل قوي قائم على البيانات لتقرير ما إذا كان يجب عليه التفكير في الشراء على الإطلاق.
اقرأ أيضا…