تعليم سيكولوجية التداولتعليم تداول الفوركستعلم التداول

تحت المجهر: فهم شعور الخوف لدى المتداول وتأثيره النفسي والعقلي، مع استكشاف حلول فعّالة

عزيزي المتداول في هذا المقال سنتحدث عن شعور الخوف في التداول وكيفية التخلص منه. هناك مثل مشهور ينص على أن الجهل يولد الخوف. أكاد أجزم بنسبة ٩٩٪  أن السبب الرئيسي لانتشار الخوف في قلبك وعقلك في أوقات التداول، أو قبل تنفيذ صفقة، أو الخوف على الأرباح أو أي نوع من أنواع الخوف هو بسبب عدم فهمك لعملية التداول في الأصل. في هذا المقال سنغير بعض المعتقدات لديك وبالتالي سينتهي الخوف من قاموسك في التداول نهائيا. 

 محمد شخص مجتهد يعمل محاسب في شركه، وبلغته الشركة يوما ما أنها ستستغني عن خدماته. محمد ذهب الى البيت ثم في اليوم التالي قام بارسال السيرة الذاتية الى شركات عدة. و بعد فترة تم قبوله في شركة ما و هكذا. ترى لماذا بحث محمد عن عمل جديد، الاجابة بكل بساطة لأن هذه هي العملية التي تتم في حال ترك العمل، ولذلك من البديهي أن يبحث عن عمل جديد. لذا السؤال الذي يطرح نفسه دائما، مما تخاف وأنت تعلم أن عملية الخسارة أمر طبيعي في بداية تداولاتك في الأسواق المالية. عليك أن تستمر في عملية التعلم كما استمر محمد في البحث عن وظيفة جديدة، و مقابل ذلك ستدفع بعض التكاليف مقابل تعلمك، هذه التكاليف تسمى خسائر في التداول، لأن هذه هي العملية التي ستصل بها إلى النجاح في مجال التداول.

أنواع الخوف في التداول:- 

1- الخوف من الخسارة.

2- الخوف من احتمالية الخسارة بعد استمرار الأرباح لفترة.

3- الخوف من احتمالية عدم الرجوع للمكسب بعد فترة طويلة من الخسائر المتتالية. 

4- الخوف من فكرة هل سأستمر على نفس المستوى من النجاح والأرباح. 

5- الخوف على الأرباح عند تحرك الأسعار في الاتجاه المتوقع.

1- الخوف من الخسارة: 

هذه المشكلة تحديدا هي مشكلة في الحياة بشكل عام، وإذا كانت هذه المشكلة عندك فستؤثر عليك في مجال التداول أو في مجالات أخرى.اذا لم تتقبل الخسارة فأنت لا تريد التعلم، فالخسارة هي التنبيه الذي يقودك إلى المشكلة الأساسية لكي تتعلم منها.على سبيل المثال إذا دخلت صفقات عكس الاستراتيجية التي حددتها وفي مناطق غير التي تعلمتها ثم بدء الأكونت بالتراجع بشكل حاد، هنا حدثت خسارة و لكنها تنبهك لمشكلة الاستعجال وعدم الصبر على تكون صفقاتك.

و هذا هو الحال حتى في دراستك الجامعية، إذا لم تدرس جيدا لأي سبب فستفشل في اجتياز الامتحان وهي نتيجة طبيعة ولكنها تنبهك أنه في المرة القادمة يجب أن تدرس جيدا قبل الامتحان بوقت كافي. اذا نحن نتعلم من الأخطاء فالمكسب في أسواق التداول لن يعلمك أي شئ فقط الخسارة هي معلمك الوحيد.

فيجب عليك تغيير معتقد المكسب عند دخول هذه الأسواق، انت تدخل هذه الأسواق لتتعلم كيف تخسر و تحاول أن تتعايش لأكبر فترة ممكنة في هذا المجال. عند ترسيخ هذا المعتقد في عقلك اللاواعي ستبدأ توقعاتك حول الثراء السريع بالانخفاض بشكل قوي، ثم ستنتقل بعدها للإيمان بأن عملية النجاح في أسواق الفوركس تأخذ وقتا كبير.

و اعلم أن هذا المجال من أعلى المجالات خطورة وأن نسبة الناجحين في المجال لا تتخطى 10 % على مستوى العالم. كل هذه الأسباب تجعل الخوف من الخسارة ينتهي بالنسبة لك. الأن فقط ستبدأ في التعلم، حيث أنه لن يؤثر فيك مكسب أو خسارة فأنت مازلت تتعلم و سيتحسن مستواك بشكل ملحوظ و ستصل في النهاية الى أن الخسارة أمر جيد جدا و صحي و مفيد لرحلتك في أسواق المال.

2- الخوف من احتمالية الخسارة بعد استمرار الأرباح لفترة: 

 نوع مشهور من أنواع الخوف و هو عند تحقيق الأرباح تتساءل ماذا بعد؟ كيف سأحافظ على تلك الأرباح؟. يبدأ الخوف بالتسلل إليك هل أستمر أم أسحب أموالي؟ هل كانت تلك الفترة استثنائية ولن تعود و كان السوق يتحرك في اتجاهي، أم أن طريقتي في التداول قوية. الخوف على الأرباح أمر طبيعي و يختلف من أرباح لأخرى فمثلا 10% أرباح من حساب ب 300 ألف دولار، تختلف تماما عن 10% أرباح في حساب 10 ألاف. ولكن يمكنك معالجة هذه النقطة بعدة محاور :

1- سحب جزء من الأرباح، هذا التصرف يجعل ثقتك بنفسك تزداد و يجعلك تطمئن حيث أنك لن تخاطر في السوق بكامل أرباحك، لأنه يجب أيضا أن تدفع لنفسك لقاء تعبك و اجتهادك الذي أدى الى هذا المكسب.

2- يفضل أن تضع لنفسك هدفا في الربح في حال الوصول اليه، ستأخذ إجازة لمدة 3 أيام مثلا من دون تداول نهائيا. على سبيل المثال إذا حققت 5 صفقات ناجحه أو 10 % أرباح سأتوقف عن التداول ليوم أو اثنين. سيتسبب ذلك في استعاب مشاعر الفرحة الناتجة من الأرباح المتتالية و بالتالي سيقل الضغط النفسي عليك مما سيؤدي الى تقليل شعور الخوف عندك.

3- إذا حققت أيضا 5 صفقات صحيحة يمكنك أيضا تقليل المخاطرة على سبيل المثال، إذا كنت تخاطر في كل صفقة ب 1% من حسابك، في الصفقة السادسة ستخاطر ب 0.5 % و بالتالي إذا حدث أي تراجع في الحساب ستستطيع السيطرة عليه. جميع هذه الحلول هي لتقليل شعور الخوف عندك.

3- الخوف من احتمالية عدم الرجوع للمكسب بعد فترة طويلة من الخسائر المتتالية:

العقل اللاواعي يأخذ زمام الأمور بمجرد أن يتم تكرارها أكثر من مرة على سبيل المثال، قيادة السيارة في البداية تكون صعبة في كيفية استخدام اليدين في القيادة و النظر إلى المراة في وقت واحد. و لكن بعد فترة تستطيع فعل كل ذلك بدون أن تلاحظ و ذلك لأن العقل اللاواعي بدء في تكوين نمط معين و بالتالي تتحرك أعضاء الجسم بناء على ذلك النمط بدون الرجوع الى العقل و هذا ما يحدث في التداول تماما.

في حالات الخسارة المستمرة يتكون نمط، وهو الخسارة المستمرة في كل صفقة. وبالتالي العقل اللاواعي لن يستطيع رؤية الصفقات الناجحة بل سيرى فقط الصفقات الضعيفة، لأنه يتوقع الخسارة فهذا هو النمط المبرمج عليه في الوقت الحالي. ولذلك إذا نفذت صفقة لن تمرعلى عقلك الواعي و بالتالي لن تفكر في جودة تلك الصفقة. اذا كيف نكسر هذا النمط لنستطيع التنبؤ بحركات الأسعار القادمة بشكل صحيح.

تم عمل أبحاث كثيرة بهذا الصدد و كل النتائج أشارت إلى أن الحل هو عمل شئ آخر تماما غير التداول بمعنى اغلاق الجهاز بعد خسارتين متتاليتين على سبيل المثال، و الذهاب لممارسة الرياضة أو مقابلة أحد الأصدقاء .ووجد العلماء أن هذه الطريقة أحد أهم الطرق للخروج من هذا النمط و أن المتداولين الذين يتبعون تلك الطريقة يحققون نتائج رائعة لأنهم يكسرون نمط الخسارة و لا يحاولون تعويض خسارتهم في نفس اليوم. فبداية من الصفقة الثالثة أنت بشكل لاواعي ستحاول تعويض خسارتك و بالتالي ستقل نسبة نجاح الصفقة الثالثة الى 30% مقارنة بأول صفقتين.

و أوضحت الدراسات أن المتداول حين يخسر 5 صفقات متتالية على أقصى تقدير خلال مدة معينة ولتكن 5 أيام، إن لم يتوقف المتداول لثلاث أو أربع أيام سيدخل الصفقة السادسة بشكل لاواعي لتعويض الخسارة، وليس لجودة الصفقة مهما حاول فعل ذلك. عندما يسيطر العقل اللاواعي عليك فأنك لن تستطيع الخروج من سيطرته إلا بتلك الطريقة. بعد تطبيق تلك الطريقة من المرجح بنسبة تتخطى 90% أن ترجع مرة أخرى للمكسب بشكل منتظم.

4- الخوف من فكرة هل سأستمر على نفس المستوى من النجاح أو الأرباح: 

هذا النوع من الخوف يشعر به المتداول بعد فترة من الثبات في المستوى والتعود على الأرباح، ودائما ما يتم علاج هذا النوع من الخوف بأخذ صور لجميع صفقاتك و الاحتفاظ بها لتذكير عقلك دائما أنك استطعت الربح من كل تلك الصفقات حيث أن العقل لا يركز الا على الأوقات الحالية فقط. و ينصح دائما بعمل (Back test ) أي اختبارات للاستراتيجية على مدار 3 سنوات سابقة على الأقل مما سيزيد من ثقتك في نفسك و بالتالي ستستطيع القضاء على شعور الخوف في هذه النقطة.

5- الخوف على الأرباح عند تحرك الأسعار في الاتجاه المتوقع:

في حقيقة الأمر هذه النقطة تحدث بسبب عدم فهمك لعملية التداول و عدم فهمك فكرة الهدف و وقف الخسارة، أي فعل في هذه الحياة يجب أن يكون له نتيجة سواء جيدة أو سيئة لتستطيع الحكم عليه.كيف ستحكم على أن هذه الاستراتيجية جيدة أو سيئة أو مناسبة لك أو ليست مناسبة ! إذا كنت تخرج من صفقتك بعد تحرك الأسعار في الاتجاه المتوقع، خوفا على الأرباح. بل كيف ستحكم على مستواك هل يتقدم أم لا، إذا كنت تخرج من صفقتك قبل ضرب وقف الخسارة أو الوصول إلى للهدف؟. يجب أن تتعلم أن لا تربط مستواك في التداول بكمية النقود التي تحصل عليها، بل بجودة كل صفقة تدخلها.

من هذا المنطلق تستطيع الصبر على الأرباح لأنك ملتزم باستراتيجية، ولأن النتيجة التي تنتظرها ستظهر بعد سلسلة طويلة من الصفقات لا تقل عن ثلاث أشهر.يأتي هذا النوع من الخوف من تعلقك بالأرباح و المكسب، ولذلك يجب عليك أن تغير هذا المعتقد، وتعلم بأن تقييم الأداء لديك كل 3 شهور و ليس كل صفقة. و بالتالي هذا سيقلل أهمية نتيجة الصفقة لديك و بالتالي لن تشعر بالخوف و لن تخرج من صفقتك قبل ضرب الهدف أو ضرب الخسارة. فأنت تعلم في قرارة نفسك أنا هذا هو الطريق الوحيد لتقييم مستواك و لا توجد طرق أخرى.

بعض المتداولين قد يصلون لمستويات عالية في التحليل، و بسبب شعور واحد مثل الخوف قد لا يربحون دولار واحدا في مجال التداول. ولذلك يجب عليك مراقبة مشاعرك جيدا وقت التداول. الحلول المقدمة في هذا المقال يجب عليك تجربتها خلال تداولاتك و ستلاحظ تحسنا كبيرا في رحلة التداول الخاصة بك.

اقرأ أيضا..

ما وراء الأرقام: رحلة داخل عقول المتداولين وتأثير العواطف في الأسواق المالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى