محاولات جديدة لهبوط الذهب والأعين على بيانات التضخم الأمريكية

تراجعت أسعار الذهب العالمي مع بداية تداولات الأسبوع وذلك بعد انخفاض خلال الأسبوع الماضي، حيث يستمر الترقب في الأسواق لصدور بيانات التضخم الأمريكية يوم غد والتي سيكون لها تأثير كبير على حركة الدولار الأمريكي وبالتالي على أسعار الذهب.

انخفض سعر الذهب الفوري خلال جلسة اليوم الاثنين بنسبة 0.2% ليتداول حالياً عند المستوى 2020 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2024 دولار للأونصة.

خلال الأسبوع الماضي سجل الذهب انخفاض بنسبة 0.8% بسبب تسجيل الدولار الأمريكي أعلى مستوى في 3 أشهر، بالإضافة إلى تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي أنهم يفضلون استمرار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول قبل البدء في خفض أسعار الفائدة.

يصدر هذا الأسبوع بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن شهر يناير في الولايات المتحدة الأمريكية، مع توقعات بتسجيل المؤشر الشهري تراجع إلى 0.2% من القراءة السابقة 0.3%، بينما متوقع أن يستقر المؤشر الجوهري عند 0.3% بدون تغير.

استطاع الذهب منذ 11 أسبوع أن يستقر فوق المستوى 2000 دولار للأونصة وذلك على الرغم من تراجع توقعات الأسواق بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية في وقت مبكر من هذا العام، الأمر الذي نتج عنه ارتفاع في مستويات الدولار الأمريكي.

من ناحية أخرى صدر خلال الأسبوع الماضي عدد من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي، والتي أشارت إلى رغبة أعضاء البنك في استمرار الفائدة مرتفعة لفترة من الوقت لضمان وصول معدلات التضخم إلى مستهدف البنك عند 2%.

ارتفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته في 3 أشهر مقابل سلة من العملات الرئيسية خلال الأسبوع الماضي، ثم استقر الدولار بالقرب من أعلى مستوياته الأمر الذي زاد من الضغط السلبي على الذهب خلال الأسبوع الماضي.

وجد الذهب الدعم من استمرار التوترات في الشرق الأوسط بعد رفض الكيان الصهيوني مبادرة الهدنة ووقف إطلاق النار، من جهة أخرى قامت مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني بخفض تصنيف بنك نيويورك كوميونيتي بانكورب الإقليمي في ظل تزايد الضغط على عمليات التمويل وأزمة السيولة النقدية في البنك، ليعيد ذلك المخاوف المتعلقة بأزمة القطاع المصرفي الأمريكي.

تسبب هذا في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق الأمر الذي ساعده على الاستقرار والتحرك بشكل عرضي دون الاستسلام للهبوط بشكل كبير.

قد تشهد التداولات اليوم تحركات للذهب في نطاقات محددة حتى مع هبوط أسعاره، حيث يستمر التركيز في الأسواق على بيانات التضخم الأمريكية التي تصدر يوم غد، والتي قد تدفع الأسواق إلى اتخاذ قرارات جديدة بشأن الذهب قبل صدور هذه البيانات.

ارتفاع بيانات التضخم بأعلى من التوقعات من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على أسعار الذهب لأنه يعني أن البنك الفيدرالي قد ينتظر المزيد من الوقت لضمان تراجع التضخم بشكل مستدام، أم ضعف بيانات التضخم يعمل في صالح الذهب لأنه يدل على اقتراب التضخم من المستهدف وبالتالي يعمل على تسريع الوصول إلى قرار خفض الفائدة.

أغلق الذهب الأسبوع الماضي فوق المتوسط المتحرك 50 يوم عند 2023 دولار واليوم بدأ تداولات الأسبوع على انخفاض ليتداول تحت هذا المستوى ولكن يظل السعر عند الحد السفلي لنموذج المثلث والذي يحاول كسره حالياً.

كسر هذا المستوى ونجاح السعر في كسر مستوى الدعم الرئيسي 2015 يدفع السعر إلى الانخفاض إلى المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة، إذا ارتد السعر لأعلى سيتجه إلى مستوى المقاومة 2040 دولار للأونصة واختراقه يدفع إلى الحد العلوي لنموذج المثلث.