رهانات الأسواق على خفض الفائدة الأمريكية يدفع الذهب إلى هبوط حاد
- الذهب يوسع خسائره بفعل قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات.
- تغير رهانات الأسواق المالية بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية يدفع الذهب للهبوط.
- توقعات حركة الذهب خلال الفترة القادمة.
شهدت أسعار الذهب العالمي انخفاض حاد لليوم الثاني على التوالي ليصل إلى أدنى مستوياته منذ أسبوع، وذلك في ظل تغير رهانات الأسواق المالية لتنهي توقعات خفض الفائدة في وقت مبكر من هذا العام.
انخفضت سعر الذهب الفوري اليوم الاثنين بنسبة 0.7% ليسجل أدنى مستوى منذ أسبوع عند 2020 دولار للأونصة، ويتداول حالياً عند المستوى 2025 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2039 دولار للأونصة.
منذ بداية يوم الجمعة الماضية حتى أدنى مستوى اليوم فقد الذهب 34 دولار من قيمته، وذلك بعد تقرير الوظائف الأمريكي الذي صدر يوم الجمعة الماضي وأظهر تعيين 353 ألف وظيفة من القراءة السابقة 333 ألف والتي تم تعديلها من 216 ألف.
قوة قطاع العمالة الأمريكية دفعت رهانات الأسواق أن تغير توقعاتها بشكل كامل، لتنتهي تقريباً التوقعات التي تشير إلى خفض الفائدة في اجتماع الفيدرالي في مارس القادم، وفي المقابل تراجعت توقعات خفض الفائدة في اجتماع مايو إلى 50%.
وبشكل عام خفضت الأسواق توقعاتها لخفض الفائدة لمجمل هذا العام إلى 100 نقطة أساس على 4 مرات، مقارنة مع توقعاتها السابقة بمقدار 150 نقطة أساس على 6 مرات.
دفع هذا الدولار الأمريكي إلى الارتفاع مقابل العملات الرئيسية بشكل كبير، فقد سجل مؤشر الدولار ارتفاع خلال جلسة اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أعلى مستوى منذ 8 أسابيع عند 104.13، وذلك بعد أن ارتفع يوم الجمعة الماضية بنسبة 0.9%.
تغير رهانات الأسواق بشأن مستقبل الفائدة الأمريكية ساعد اليوم على ارتفاع العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات ليسجل أعلى مستوى في أسبوع عند 4.100% مسجلا ارتفاع بنسبة 1.4%.
ارتفاع مستويات الدولار وعوائد السندات الأمريكية يمثل ضغط سلبي على الذهب بسبب تكلفة الفرصة البديلة منذ كون الذهب لا يقدم عائد لحائزيه.
الجدير بالذكر أن الذهب استطاع الارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1% على الرغم من الهبوط الذي أصابه في ختام الأسبوع، ويرجع هذا إلى الطلب المتزايد على الملاذ الآمن في الأسواق المالية بسبب استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
ولكن حالياً يستمر الضغط السلبي على أسعار الذهب بسبب قوة الدولار الأمريكي وتصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول التي قالها في لقاء تلفزيوني يوم أمس، بأن البنك مستمر في حذره بشأن أي تخفيف للسياسة النقدية أو خفض الفائدة هذا العام، ليبين أن المرونة القوية للاقتصاد الأمريكي تساعده على الحفاظ على الفائدة عند أعلى مستوياتها لفترة أطول من الوقت.
يأتي هذا بعد اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسبوع الماضي والذي شهد تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير، ليشير إلى عدم اطمئنان أعضاء البنك إلى خفض الفائدة في مارس القادم، ليصدر بعدها تقرير الوظائف ويبين مدى قوة الاقتصاد الأمريكي.
وبالنسبة للتحركات الفنية لسعر الذهب الفوري فنجد أنه لامس مستوى المقاومة 2065 خلال الأسبوع الماضي لينخفض منه بشكل سريع ويغلق تداولات الأسبوع الماضي تحت مستوى المقاومة 2040 دولار للأونصة.
ساعد هذا على توسيع خسائر الذهب مع بداية تداولات الأسبوع الجاري لينخفض إلى المستوى 2020 دولار للأونصة الذي يمثل مستوى دعم يتواجد عنده المتوسط المتحرك 50 يوم وخط الاتجاه الصاعد قصير الأجل.
استطاع المتوسط المتحرك 50 يوم أن ينهي حركة انخفاض السعر ويجبره إلى التذبذب فوق هذه المنطقة، حيث من المتوقع أن يستمر تذبذب السعر بين مستويات 2020 – 2040 لفترة من الوقت.
