أخبار الأسواقتقارير اقتصادية

رهانات الأسواق على خفض الفائدة الأمريكية تتراجع بعد بيانات التضخم

اليوم صدرت بيانات التضخم الأمريكية التي تنتظرها الأسواق بشكل كبير لتظهر ارتفاع في التضخم خلال شهر ديسمبر بأعلى من التوقعات، الأمر الذي عمل على تغيير رهانات الأسواق بشأن موعد بدء الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، بعد ان أظهر التضخم أن الفيدرالي لا يزال لديه المزيد من العمل.

مؤشر أسعار المستهلكين الذي يعد مؤشر التضخم الرئيسي أظهر خلال شهر ديسمبر الماضي ارتفاع بنسبة 0.3% بأعلى من التوقعات 0.2% والقراءة السابقة 0.1%، بينما ارتفع المؤشر الجوهري بنسبة 0.3% دون تغير عن التوقعات والقراءة السابقة.

من جهة أخرى أظهر المؤشر السنوي ارتفاع بنسبة 3.4% بأعلى من القراءة السابقة 3.1% بينما أشارت التوقعات إلى ارتفاع بنسبة 3.2%، في المقابل تراجع المؤشر الجوهري السنوي الذي يستثني عوامل التذبذب إلى 3.9% من القراءة السابقة بنسبة 4%.

مؤشر أسعار المستهلكين السنوي الجوهري
مؤشر أسعار المستهلكين السنوي الجوهري

تراجع رهانات خفض الفائدة في الأسواق

عودة التضخم إلى الارتفاع قبل نهاية العام الماضي يدل أن العمل لم ينته مع التضخم، وأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يتمتع بالمرونة الكافية لخلق التضخم وهو ما ظهر بوضوح خلال قراءة تقرير الوظائف عن شهر ديسمبر، والتي أظهرت ارتفاع الوظائف الجديدة بمقدار 216 ألف وظيفة من القراءة السابقة 173 ألف.

نتيجة لهذا خفضت الأسواق من توقعاته خفض الفيدرالي للفائدة خلال اجتماع شهر مارس القادم، حيث انخفضت العقود الآجلة للفائدة الأمريكية لتشير حالياً إلى احتمال بنسبة 60% تقريباً أن تنخفض الفائدة في مارس مقارنة مع احتمال 70% قبل صدور البيانات.

رهانات الأسواق على خفض الفائدة في مارس كان مبالغ فيه بشكل كبير وهو ما أشار إليه العديد من أعضاء البنك الفيدرالي، آخرهم جون ويليامز الذي أشار إنه لا يزال من السابق لأوانه الدعوة إلى خفض أسعار الفائدة، حيث لا يزال أمام البنك المركزي المزيد من العمل لإعادة التضخم إلى المستهدف 2٪. وأشار أنه يتوقع استمرار التشديد النقدي لمزيد من الوقت حتى ضمان استمرار هبوط التضخم بشكل مستدام.

بالرغم من أن بيانات التضخم الأمريكية اليوم ليست سيئة ولكنها تظهر أن التقدم في مكافحة التضخم لا يزال بطيئا ومن غير المرجح أن ينخفض التضخم بشكل مستمر ومتواصل وصولا إلى 2٪. خاصة مع استمرار التضخم في ايجارات المنازل بشكل كبير.

بيانات الوظائف مستمرة في التحسن

من جهة أخرى نجد أن بيانات طلبات اعانات البطالة الأسبوعية أظهرت ارتفاع إلى 202 ألف أقل من التوقعات 209 ألف والقراءة السابقة 203 ألف، الأمر الذي يدل أن قطاع العمالة لا يزال متماسك بشكل كبير.

بيانات الوظائف والتضخم التي يعتمد عليها البنك الفيدرالي في تقييم أوضاع الاقتصاد الأمريكي واتخاذ قراره بشأن أسعار الفائدة والسياسة النقدية، جاءت لصالح استمرار التشديد النقدي لضمان تراجع مستدام في معدلات التضخم في ظل استمرار مرونة وتماسك قطاع العمالة، وهو ما يؤيد وجهة نظر البنك الفيدرالي ان الاقتصاد الأمريكي يشهد هبوط ناعم.

حركة الدولار بعد بيانات التضخم

مؤشر الدولار يومي
مؤشر الدولار يومي

ارتفع مؤشر الدولار بعد بيانات التضخم اليوم بنسبة 0.3% ليسجل اعلى مستوى منذ أسبوع عند 102.47 قبل أن يتراجع ويتداول حالياً عند المستوى 102.29.

بالرغم من هذا لم يأتي ارتفاع الدولار بشكل كبير كما توقعت الأسواق وجاء رد فعله معتدل على البيانات، والسبب وراء هذا هو انخفاض المؤشر الجوهري للتضخم إلى 3.9% من 4% ما يعني أن التضخم الأساسي بدون عوامل التذبذب شهد تراجع حتى لو طفيف.

يعني هذا أن مبدأ خفض الفائدة خلال عام 2024 لم يختفي من الساحة ولكن قد يتأخر لبعض الوقت، من هنا تتزايد التوقعات التي تشير أن الفيدرالي لن يتخذ قرار لتغيير الفائدة حتى النصف الثاني من العام.

من جهة أخرى تراجع زوج اليورو / الدولار اليوم بنسبة 0.2% وسجل أدنى مستوى عند 1.0931 بعد أن سجل اعلى مستوى قبل صدور البيانات عند 1.0999، في حين انخفض زوج الإسترليني / الدولار إلى أدنى مستوى اليوم عند 1.2700 منخفضا بنسبة 0.2% وذلك بعد تسجيل أعلى مستوى في أسبوعين قبل البيانات عند 1.2781.

أما عن زوج الدولار / الين الياباني فقد استكمل ارتفاعه ليسجل أعلى مستوى في شهر عند 146.41 منذ كون توقعات الفائدة الأمريكية الآن ستعمل على استمرار الفجوة في السياسة النقدية بين الفيدرالي الأمريكية والمركزي الياباني كبيرة ولصالح الدولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى