سيناريوهات التداول على اجتماع البنك المركزي البريطاني
اليوم يحين موعد اجتماع البنك المركزي البريطاني والذي من المتوقع بشكل كبير أن يقوم بتثبيت أسعار الفائدة، ولكن بيان البنك سيكون أكثر أهمية كونه سيرسم ملامح السياسة النقدية للبنك ومستقبل أسعار الفائدة خلال العام القادم.
من المتوقع أن يقوم البنك المركزي البريطاني بتثبيت أسعار الفائدة عند 5.25% للاجتماع الثالث على التوالي وهو أعلى مستوى للفائدة خلال 15 عام. خاصة أن تصريحات البنك الأخيرة ركزت على استمرار ثبات الفائدة عند مستوياتها القياسية لفترة أطول من الوقت لضمان كبح جماح التضخم في بريطانيا.
لكن البيانات الاقتصادية الأخيرة وعلى رأسها بيانات الناتج المحلي الإجمالي الضعيفة عززت وجهة النظر القائلة إن المركزي البريطاني لن يكون قادر على إبقاء السياسة النقدية متشددة لفترة طويلة. لمزيد من التفاصيل عن بيانات الناتج المحلي الإجمالي البريطاني
للمرة الأولى حددت الأسواق توقعات تخفيض الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس في عام 2024، وهو من شأنه أن يخفض الفائدة إلى 4.25%. ومن المتوقع أن يتم التخفيض الأول بمقدار ربع نقطة في يونيو، وخفض آخر في شهر مايو، وذلك وفقاً للرهانات المرتبطة بتواريخ اجتماع البنك المركزي البريطاني.
ومن المتوقع أن يحظى تغير السياسة النقدية للبنك بالترحيب من قبل الكيانات التجارية والأفراد. حيث يحمل احتمال خفض أسعار الفائدة الوعد بتخفيف الأعباء المالية، وخاصة على أقساط الرهن العقاري. وبالتالي زيادة الدخل المتاح لعامة الناس، وتمكينهم من استئناف أنماط الإنفاق السابقة. وفي الوقت نفسه يمكن أن تجد الشركات المزيد من الدعم لأن انخفاض أسعار الفائدة من شأنه أن يسهل خدمة الالتزامات الشهرية، مما يسمح بإعادة توجيه الأموال نحو مبادرات التنمية والنمو والتوسع.
فيما يلي السيناريوهات المحتملة لاجتماع البنك المركزي البريطاني:
السيناريو الأول: تثبيت أسعار الفائدة مع إبقاء السياسة النقدية دون تغيير وتكرار التعهد ببقاء أسعار الفائدة عند أعلى معدلاتها في 15 عام لفترة أطول من الوقت، وما يدعم هذا السيناريو هو بقاء معدل التضخم في بريطانيا عند 4.6% في أكتوبر والمؤشر الجوهري عند 5.7% أعلى من مستهدف البنك عند 2% وذلك على الرغم من التراجع الذي يشهده التضخم في الفترة الأخيرة.
التصريحات الأخيرة من رئيس البنك البريطاني أندرو بيلي أشار خلالها أنه من السابق لأوانه التفكير في خفض أسعار الفائدة، وبالتالي يمكننا أن نتوقع أن يكرر بيان السياسة النقدية المصاحب لقرار البنك أن السياسة ستظل متشددة لإعادة التضخم إلى المستوى المستهدف.
من شأن هذا السيناريو أن يبقي الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت وهو ما سيدعم ارتفاع الجنيه الإسترليني بشكل كبير خاصة مقابل الدولار بعد أن قرر البنك الفيدرالي تغيير سياسته النقدية في اجتماعه يوم أمس لينهي دورة رفع الفائدة والتخطيط لخفض الفائدة 75 نقطة أساس في العام القادم.
زوج الإسترليني / دولار ارتفع منذ بداية الأسبوع وسجل اليوم أعلى مستوى هذا الأسبوع عند 1.2652 بدعم من تراجع مستويات الدولار الأمريكي.
تبقى حركة الزوج فوق خط الاتجاه الصاعد حيث يحاول الحفاظ على التداول فوق المستوى 1.2590 الذي يمثل المستوى التصحيحي 50%، وهذا السيناريو قد يساعد الزوج على تحقيق المزيد من الارتفاع إلى المستوى 1.2733 الذي يمثل قمة السعر منذ 4 شهور.
السيناريو الثاني: تثبيت أسعار الفائدة مع تغير في سياسة البنك المركزي البريطاني والإشارة إلى تباطؤ محتمل في الفائدة خلال العام القادم، وما يدعم هذا السيناريو هو تباطؤ النمو في الاقتصاد البريطاني خلال الفترة الأخيرة، فقد الناتج المحلي الإجمالي الذي يعد مقياس للنمو انكماش خلال شهر أكتوبر بنسبة – 0.3% بأقل من التوقعات.
انكمش اقتصاد المملكة المتحدة أكثر من المتوقع في أكتوبر مهد الطريق لربع آخر من الركود الذي من المتوقع على نطاق واسع أن يستمر حتى عام 2024.
وفي الوقت نفسه يتباطأ نمو الأجور بأكبر وتيرة منذ عامين تقريبًا، مما يعزز الدلائل القائلة بأن المركزي البريطاني ربما فعل ما يكفي لكبح جماح الضغوط التضخمية بعد تقديم سلسلة زيادات أسعار الفائدة الأكثر عدوانية منذ الثمانينيات.
من شأن هذا السيناريو أن يغير من سياسة المركزي البريطاني لتتوافق مع توقعات الأسواق ليصبح اتجاه سياسته متوافق بشكل كبير مع سياسة البنك الفيدرالي، وسيعمل هذا على اضعاف مستويات الجنيه الإسترليني خلال الفترة القادمة.
في هذا السيناريو قد ينخفض زوج الإسترليني / دولار ويكسر المستوى 1.2590 ويحاول كسر خط الاتجاه الصاعد مع كسر المستوى 1.2550 مستهدفاً المستوى 1.2500 ومن بعده الدعم القوي عند 1.2460 والمدعوم بالمستوى التصحيحي 38.2% إلى جانب المتوسطات المتحركة 50 و 100 و200 يوم.
