الدولار الأمريكي يتجه صعوداً وسط ترقب لأرباح إنفيديا وتطورات أسعار الفائدة
شهدت الأسواق العالمية حركة عملات متباينة، حيث سجل الين الياباني أدنى مستوياته في 10 أشهر، وتراجع الجنيه الإسترليني بعد بيانات التضخم، في حين سجل الدولار الأمريكي ارتفاعاً طفيفاً مع ترقب المستثمرين لإصدار أرباح شركة إنفيديا وبيانات اقتصادية أمريكية مهمة. هذه التحركات تسلط الضوء على نقاط الضغط الرئيسية في الاقتصاد العالمي حالياً، من سياسات البنوك المركزية إلى المخاطر الجيوسياسية ومخاوف التقييم في قطاع التكنولوجيا.
الين الياباني يتراجع بعد تصريحات وزيرة المالية
تراجع الين الياباني بنسبة 0.3% ليصل إلى 156.15 مقابل الدولار الأمريكي، مسجلاً أدنى مستوى له منذ شهر يناير. جاء هذا التراجع بعد تصريحات من وزيرة المالية اليابانية، ساتسوكي كاتاياما، التي أكدت أن الحكومة تراقب الأسواق “بشعور عالٍ بالإلحاح”، عقب اجتماعها مع محافظ بنك اليابان، كازو أويدا.
ويعكس هذا التراجع توقعات السوق بأن الإدارة الجديدة لرئيسة الوزراء سناء تاكايشي، المعروفة بدعمها للسياسات المالية والنقدية التوسعية، ستمضي قدماً في خطة إنفاق ضخمة قد تتجاوز 20 تريليون ين (حوالي 129 مليار دولار أمريكي)، وهو ما سيتم تمويله بأسعار فائدة منخفضة. هذا التوجه يضع البنك المركزي في موقف صعب، ويزيد من مخاطر تدخل الحكومة في سوق العملات لوقف التدهور، رغم التاريخ الطويل للتدخلات غير المضمونة النتائج في اليابان.
الجنيه الإسترليني وتوقعات خفض الفائدة بعد تراجع التضخم
على الجانب الآخر، تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.14% مقابل الدولار الأمريكي ليستقر عند 1.3125، بعد أن أظهرت الأرقام الرسمية انخفاض تضخم أسعار المستهلكين في بريطانيا إلى 3.6% في أكتوبر، متراجعاً من أعلى مستوى مشترك له في 18 شهراً عند 3.8% في سبتمبر.
وقد عززت هذه البيانات التوقعات بأن بنك إنجلترا (BoE) قد يضطر إلى خفض أسعار الفائدة في ديسمبر. ويشير الاقتصاديون إلى أن محافظ البنك، أندرو بيلي، سيشعر بثقة أكبر في خفض سعر الفائدة الأساسي إلى ما دون 4% في ضوء استمرار انحسار الضغوط التضخمية. ويبقى الموازنة البريطانية المرتقبة في 26 نوفمبر هي الحدث الرئيسي الذي يترقبه السوق لتحديد المسار المستقبلي للإسترليني.
محطات محورية للدولار الأمريكي: أرباح إنفيديا وبيانات التوظيف
تصدر الدولار الأمريكي المشهد بارتفاع مؤشر قياس قوته أمام سلة من العملات بست عملات رئيسية بنسبة 0.07% ليصل إلى 99.65. هذا الزخم الإيجابي يعكس مزيجاً من تدفقات الملاذ الآمن والشكوك المحيطة بتسعير قرار الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر.
وتتركز أنظار المستثمرين حالياً على تقارير أرباح الربع الثالث لعملاق الرقائق “إنفيديا”، والتي باتت تُعتبر “حدثاً كلياً” ومؤشراً رئيسياً لتوجهات الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير محوري على سوق الصرف الأجنبي. وأي نتائج “جيدة للغاية أو سيئة للغاية” لأرباح إنفيديا ستؤثر بلا شك على شهية المخاطرة، وبالتالي على أداء الدولار الأمريكي.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه الدولار الأمريكي اختباراً مهماً مع الإصدار المؤجل لبيانات الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر يوم الخميس، خاصة بعد ظهور بيانات سابقة تشير إلى ارتفاع عدد الأمريكيين المستفيدين من إعانات البطالة. وفي ظل هذه التقلبات، انخفض الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي، مما يؤكد على أن الدولار الأمريكي لا يزال يتمتع بوضعية الملاذ الآمن في أوقات تزايد حالة عدم اليقين.
ختاما تشير التطورات الراهنة إلى أن العملات الرئيسية تخضع لضغوط متزايدة من قرارات السياسة النقدية المحلية، في حين يحافظ الدولار الأمريكي على قوته النسبية كعملة احتياط وكملجأ استثماري، مدعوماً بترقب نتائج الشركات الكبرى والبيانات الاقتصادية الأمريكية المؤثرة.
اقرأ أيضا…



