أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

تراجع الدولار الأمريكي: تفاؤل الاتفاقيات التجارة واجتماعات المصارف المركزية ترسم المشهد الاقتصادي

الدولار الأمريكي يتخلى عن مكاسبه الأخيرة، حيث يجد المستثمرون تفاؤلاً في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بينما تترقب الأسواق بحذر قرارات المصارف المركزية المرتقبة. هذا التراجع يضع الدولار الأمريكي تحت ضغط بعد موجة صعود استمرت لستة أيام مقابل الين، ويمدد خسائره لليوم الثالث على التوالي مقابل اليورو، مما يشير إلى تحول في معنويات السوق العالمية.

اليوان الصيني يقفز مع أنباء التفاؤل التجاري

جاءت أبرز محفزات تراجع الدولار الأمريكي من الشرق، حيث أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن واشنطن وبكين “على وشك التوصل إلى صفقة تجارية”. هذا التصريح رفع فوراً قيمة اليوان الصيني في الأسواق الخارجية (Offshore Yuan) إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من شهر، مسجلاً 7.1028 مقابل الدولار الأمريكي.

وقد حدد بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) سعر منتصف اليوان الرسمي عند 7.0881 لكل دولار، وهو أقوى مستوى له منذ منتصف أكتوبر، مما عزز التوقعات بتحسن آفاق التجارة. ويعتبر تزايد قوة اليوان مؤشراً داعماً لعملات الأسواق الناشئة عالمياً وعاملاً سلبياً معتدلاً يؤثر على قيمة الدولار الأمريكي.

الأنظار تتجه نحو الاحتياطي الفيدرالي

فيما يخص السياسة النقدية، من المنتظر أن يختتم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) اجتماعه الذي يستمر يومين غداً الأربعاء. ومع تسعير الأسواق بالفعل لخفض متوقع في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، فإن التركيز سينصب على أي إشارات تتعلق ببرنامج التضييق الكمي (QT).

يشير المحللون إلى أن النتيجة الأكثر تأثيراً في السوق ستكون إعلان البنك عن “إنهاء فوري لبرنامج التضييق الكمي” مصحوباً بإشارة لشراء سندات الخزانة، وهي خطوة تاريخياً ما كانت ترفع من قيمة أصول المخاطر. وتأتي هذه التوقعات وسط وعي عميق لدى صناع القرار بضرورة تجنب تكرار الضغوط التي شهدتها سوق الريبو في عام 2019. ولذلك، قد يلمح البنك إلى توفير توجيهات ملموسة لإنهاء برنامج (QT) في ديسمبر، مع احتمال إعلانه إنهاءه حتى في وقت أبكر.

حذر أوروبي وتوقعات يابانية

لا تقتصر اجتماعات البنوك المركزية على واشنطن؛ فمن المقرر صدور قرارات أسعار الفائدة لكل من البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان يوم الخميس.

في أوروبا، جاءت البيانات القوية الأخيرة لمنطقة اليورو لتزيد من التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي سيحافظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما يوفر دعماً جديداً للعملة الأوروبية الموحدة (اليورو) التي ارتفعت مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.15% لتصل إلى 1.1646 دولار.

أما في اليابان، فقد تراجعت قيمة الين مؤخراً بسبب المخاوف من ارتفاع الإنفاق الحكومي. ومع توقعات بأن يحافظ البنك المركزي الأوروبي على موقفه دون تغيير، ينتقل اهتمام السوق إلى اجتماع بنك اليابان. من المرجح أن يناقش بنك اليابان ما إذا كانت الظروف مواتية لاستئناف رفع أسعار الفائدة مع انحسار المخاوف بشأن الركود، رغم أن التعقيدات السياسية قد تبقي البنك على الحياد في الوقت الراهن.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى