تذبذب الدولار الأمريكي ترقبا لتصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي الأسبوع الحالي

تراجع الدولار الأمريكي يوم الاثنين، منهياً بذلك سلسلة من المكاسب استمرت لثلاثة أيام متتالية أمام اليورو والفرنك السويسري. يأتي هذا التراجع في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون تصريحات متعددة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي حول السياسة النقدية الجديدة للبنك، والتي تحمل في طياتها مؤشرات على المسار المستقبلي لأسعار الفائدة.
العوامل المؤثرة على سعر الدولار الأمريكي وتوقعات المستثمرين
لا يزال الدولار الأمريكي يتداول عند مستويات قريبة من تلك التي سبقت قرار الفيدرالي الأخير بخفض أسعار الفائدة. ويرى المحللون أن هذا التحرك يتوافق مع رسالة البنك المركزي، التي سلطت الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن سوق العمل الأمريكي باعتبارها المحرك الرئيسي للسياسة النقدية.
في هذا السياق، قال بوب سافاج، رئيس استراتيجية الأسواق الكلية في BNY: “إن غياب البيانات الاقتصادية المهمة حتى إصدار بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE) يوم الجمعة يترك المستثمرين منفتحين على إعادة التفكير في قرار خفض الفائدة من الفيدرالي وخطته المستقبلية”. يُعد مؤشر PCE المفضل لدى الفيدرالي لقياس التضخم، ولذلك فإن أي مفاجآت في بياناته قد تدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم احتمالات وتوقيت الخفض المقبل لأسعار الفائدة، ما يؤثر بشكل مباشر على جاذبية الدولار الأمريكي كأصل استثماري.
تباين الآراء بين مسؤولي الفيدرالي وتأثيره على الدولار الأمريكي
تتصدر تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي المشهد، حيث كشفت عن تباين واضح في وجهات النظر. فقد أشار ألبرتو موسالم، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، إلى أنه دعم قرار خفض الفائدة كإجراء احترازي لحماية سوق العمل، لكنه حذر من وجود “مجال محدود” لخفض إضافي بالنظر إلى أن التضخم لا يزال فوق المستهدف البالغ 2%. يعكس هذا الموقف الحذر الجانب الذي يرى أن التخفيف النقدي قد يكون سابقاً لأوانه وقد يغذي الضغوط التضخمية مجدداً.
من جهة أخرى، دافع ستيفن ميران، الحاكم الجديد في الفيدرالي، عن موقفه كصانع قرار مستقل بعد اعتراضه على قرار الخفض الأخير، حيث كان يفضل خفضاً أكثر حدة بمقدار 50 نقطة أساس. واعتبر المحللون أن هذا الانشقاق كان خطوة محسوبة من بقية أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) لإظهار الوحدة ودعم موقف الرئيس جيروم باول. هذا التباين في الآراء يرسل إشارة إلى الأسواق حول عدم وجود إجماع تام داخل البنك، وهو ما يزيد من حالة عدم اليقين حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية، مما يضغط بدوره على قيمة الدولار الأمريكي.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد انتقد الفيدرالي وحثه على خفض أسعار الفائدة بشكل أكثر قوة، ما يعكس الضغوط السياسية على البنك. هذه التعليقات، وإن كانت لا تؤثر مباشرة على القرارات، إلا أنها تُضاف إلى حالة الترقب والقلق في الأسواق بشأن استقلالية البنك المركزي.
الأداء الأسبوعي للعملات الأخرى مقابل الدولار الأمريكي
يشهد الدولار الأمريكي تراجعاً مقابل عملات رئيسية أخرى. فقد ارتفع اليورو بنسبة 0.23% مقابل الدولار الأمريكي، بعد سلسلة من الخسائر، في إشارة إلى أن الأسواق قد تكون قد استوعبت بشكل كامل قرار الفيدرالي. كما ارتفع الجنيه الإسترليني أيضاً بنسبة 0.25%، حيث تنفس المستثمرون الصعداء بعد موجة البيع التي شهدها يوم الجمعة الماضي مدفوعة بمخاوف مالية.
في المقابل، ارتفع الكرون السويدي بنسبة 0.57% مقابل الدولار الأمريكي قبيل اجتماع البنك المركزي السويدي المقرر يوم الثلاثاء. في حين تراجع الدولار الأمريكي بنسبة 0.05% مقابل الين الياباني، وسط تكهنات بأن السياسة النقدية المتشددة لبنك اليابان قد تدعم العملة. وعلى الرغم من الموقف المتشدد لبنك اليابان، فشلت العملة في تحقيق مكاسب كبيرة، حيث يرى المحللون أن حالة عدم اليقين السياسي في اليابان قبيل انتخابات الحزب الليبرالي الديمقراطي في الرابع من أكتوبر كان عاملاً في حذر بنك اليابان من رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر.
وفي الختام، يمثل هذا الأسبوع فترة من الترقب في الأسواق، مع توقعات بصدور تصريحات جديدة من مسؤولي الفيدرالي قد تؤثر على حركة الدولار الأمريكي، خاصة مع وجود تباين في الآراء بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة. سيراقب المستثمرون عن كثب بيانات PCE وتصريحات جيروم باول بحثاً عن إشارات أكثر وضوحاً حول مستقبل السياسة النقدية.
اقرأ أيضا…