أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب تتراجع وسط ترقب لبيانات التضخم الأمريكية

تراجعت أسعار الذهب بشكل طفيف يوم الخميس، إلا أنها حافظت على استقرارها بالقرب من مستوياتها القياسية التي تجاوزت حاجز الـ 3600 دولار للأونصة. وجاء هذا التراجع المحدود مدفوعاً بانتشار الدولار الأمريكي وعمليات جني الأرباح التي قام بها المستثمرون للاستفادة من المكاسب الأخيرة، في حين يترقب السوق بأكمله صدور بيانات أسعار المستهلكين الأمريكية المقرر إعلانها في وقت لاحق اليوم، والتي تعد بمثابة اختبار حقيقي لقوة المعدن الأصفر.

وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.3% ليصل إلى 3629.23 دولار للأونصة، وذلك بعد أن كان قد سجل رقما قياسيا جديدا يوم الثلاثاء الماضي عند 3673.95 دولار، مؤكداً جاذبية الذهب كملجأ آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي. وفي الوقت نفسه، هبطت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم ديسمبر بنسبة 0.4% لتسجل 3666.70 دولار.

الدولار الأمريكي يفرض ضغوطه على أسعار الذهب

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% ليلامس أعلى مستوى له في أسبوع تقريباً مقابل سلة من العملات الرئيسية. ويعتبر هذا الارتفاع بمثابة ضغط مباشر على أسعار الذهب، حيث أن قوة الدولار تجعل المعدن الأصفر المقوم بالعملة الأمريكية أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يحملون عملات أخرى، مما يؤدي عادة إلى تراجع الطلب عليه. وفي هذا السياق، أوضح لقمان أوتونوجا، كبير محللي الأبحاث في شركة “FXTM”: “يبدو أن أسعار الذهب تتعرض لضغوط طفيفة اليوم بسبب استقرار الدولار وعمليات جني الأرباح التي تعد أمراً طبيعياً بعد الارتفاعات الكبيرة”.

وأضاف أوتونوجا: “رغم هذه الضغوط، يظل المعدن الثمين في اتجاه صعودي قوي ومسيطر فوق المستوى النفسي البالغ 3600 دولار، وذلك بفضل عدد من العوامل التي تحد من التراجع، أبرزها الانخفاض المفاجئ في أسعار المنتجين الأمريكية الذي حدث بالأمس، والذي أرسل إشارات إيجابية للمستثمرين حول اتجاه السياسة النقدية الأمريكية”.

وكانت بيانات أسعار المنتجين الأمريكية قد أظهرت انخفاضاً غير متوقع في شهر أغسطس، وذلك بسبب تراجع هوامش خدمات التجارة والزيادات المتواضعة في تكاليف السلع، وهو ما يشير إلى تباطؤ محتمل في الضغوط التضخمية من جانب الإنتاج. كما أن ضعف بيانات الوظائف غير الزراعية الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى المراجعات التي أظهرت وجود عدد وظائف أقل من المتوقع بـ 911 ألف وظيفة في الفترة الممتدة حتى شهر مارس، قد عززت التوقعات بتيسير السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

التضخم الأمريكي: العامل الحاسم في مسار الذهب

ينتظر المستثمرون الآن صدور بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية ومؤشر أسعار المستهلكين (CPI) اليوم، حيث يُعتبر مؤشر أسعار المستهلكين أحد أهم المقاييس التي يراقبها الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ قراراته المتعلقة بأسعار الفائدة، حيث يعكس التغيرات في أسعار السلع والخدمات التي يشتريها المستهلكون. وتشير التوقعات إلى أن أسعار المستهلكين قد ارتفعت بنسبة 0.3% على أساس شهري في أغسطس، وبنسبة 2.9% على أساس سنوي، مقارنة بـ 2.7% في يوليو.

وعلق أوتونوجا على هذه التوقعات قائلاً: “قد تؤدي أي دلائل على ارتفاع الضغوط التضخمية، أي إذا جاءت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين أقوى من المتوقع، إلى تراجع التوقعات بشأن خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في أكتوبر، مما قد يسبب موجة بيع تدفع أسعار الذهب نحو مستوى 3500 دولار. وعلى النقيض من ذلك، إذا كانت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين ضعيفة، مما يعزز فكرة تباطؤ التضخم، فقد يدفع ذلك الذهب لتسجيل مستويات قياسية جديدة”.

ويُتوقع على نطاق واسع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه الأسبوع المقبل، بينما يُسعر المستثمرون حالياً فرصة بنسبة 8% لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس. جدير بالذكر أن أسعار الفائدة المنخفضة عادةً ما تدعم الذهب الذي لا يدر عائداً أو فوائد، حيث يصبح الاحتفاظ به أكثر جاذبية مقارنة بالسندات الحكومية أو الأصول الأخرى التي تقدم عوائد أقل.

وفيما يتعلق بالمعادن الثمينة الأخرى، تراجعت الفضة الفورية بنسبة 0.2% لتسجل 41.05 دولار للأونصة، وانخفض البلاتين بنسبة 0.6% إلى 1377.37 دولار، وخسر البلاديوم 0.1% ليبلغ 1172.45 دولار.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى