أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب تتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في 3 أشهر

تشهد أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً اليوم، متجهة نحو تحقيق أفضل أداء أسبوعي لها خلال ثلاثة أشهر. وسجلت العقود الآجلة للذهب الأمريكي لشهر ديسمبر ارتفاعا بنسبة لتصل إلى دولار للأوقية. يأتي هذا الارتفاع مدفوعاً بتزايد التوقعات بخفض وشيك في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو ما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.

ولطالما اعتبر الذهب ملاذاً آمناً للمستثمرين في أوقات الاضطراب الاقتصادي والسياسي، وهذه المكاسب الأسبوعية الكبيرة لا تعكس مجرد تقلبات عابرة، بل تحولاً أوسع في معنويات السوق. وبينما يترقب المستثمرون بيانات الوظائف الأمريكية الرئيسية المقرر صدورها اليوم، يبدو أن المعدن الأصفر على موعد مع المزيد من المكاسب.

العوامل الرئيسية وراء ارتفاع أسعار الذهب

تعتبر بيانات سوق العمل الأمريكية بمثابة بوصلة لتحديد مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. وقد أشارت التقارير الأخيرة إلى علامات ضعف واضحة في هذا السوق. فقد ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية بأكثر من المتوقع، كما كشف تقرير التوظيف الوطني الخاص بشركة ADP عن نمو في عدد الوظائف بالقطاع الخاص أقل من التوقعات في شهر أغسطس.

هذه المؤشرات المتتالية تعزز القناعة لدى المستثمرين بأن الفيدرالي سيكون لديه مبرر قوي لخفض أسعار الفائدة. وتراقب البنوك المركزية عن كثب بيانات التوظيف لأنها مؤشر رئيسي على قوة الاقتصاد. عندما يتباطأ نمو الوظائف، فهذا يشير إلى أن الاقتصاد قد يواجه رياحاً معاكسة، مما يفتح الباب أمام الفيدرالي لتبني سياسة نقدية أكثر تيسيراً لتحفيز النمو.

وفي هذا السياق، تتركز الأنظار الآن على تقرير الوظائف غير الزراعية المقرر صدوره قريباً. ووفقاً لاستطلاع أجرته رويترز، من المتوقع أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 75 ألف وظيفة في أغسطس، وهو ما يمثل زيادة طفيفة مقارنة بشهر يوليو. ولكن حتى لو جاءت الأرقام إيجابية، فإن الاتجاه العام يميل نحو التيسير النقدي.

ارتباط الذهب بأسعار الفائدة والعوامل الأخرى

الذهب، على عكس السندات والأسهم، لا يقدم عائداً للمستثمرين. لهذا السبب، عادة ما يزدهر المعدن الأصفر في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة. فعندما تقل تكلفة الاقتراض، ينخفض العائد على الأصول الأخرى، مما يجعل الاستثمار في الذهب أكثر جاذبية. ويُعرف هذا المفهوم في التحليل الاقتصادي بـ”تكلفة الفرصة البديلة”. عندما تكون الفوائد مرتفعة، تكون تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب عالية، لأن المستثمر يخسر عائداً مضموناً يمكن أن يحققه من خلال الاحتفاظ بالسندات أو الإيداعات.

على النقيض، عندما تكون الفوائد منخفضة، تتلاشى هذه التكلفة، ويزداد الإقبال على الذهب كأداة لحفظ القيمة. وقد أشار العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في تصريحاتهم هذا الأسبوع إلى أنهم يتابعون عن كثب مخاوف سوق العمل، مما يعزز التكهنات بأن الفيدرالي سيقوم بأول خفض في أسعار الفائدة هذا العام. وتتوقع الأسواق أن يكون الخفض بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية الذي يبدأ في 17 سبتمبر.

وعن التوقعات المستقبلية، يرى أوليه هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، أن اتجاه الذهب على المدى القصير يعتمد على بيانات الوظائف الأمريكية وتأثيرها على توقعات خفض الفائدة. وأشار إلى أن أي ضعف في تقرير الوظائف قد يدفع سعر الذهب نحو مستوى 3650 دولاراً، بينما يظل مستوى الدعم بين 3450 و 3500 دولاراً حاسماً.

ويؤكد هانسن أن هناك عدة عوامل أخرى تدعم صعود الذهب، منها المخاطر الجيوسياسية المتزايدة التي تدفع المستثمرين نحو الأصول الأكثر أماناً. فالصراعات التجارية، والتوترات السياسية الإقليمية، وحالة عدم الاستقرار في بعض مناطق العالم تجعل الذهب مرغوباً به كتحوط ضد الأحداث غير المتوقعة. كما أن ضعف الدولار الأمريكي يجعل الذهب، الذي يتم تسعيره بالدولار، أرخص نسبياً للمشترين من حاملي العملات الأخرى، مما يزيد من الطلب عليه. هذه العلاقة العكسية بين الدولار والذهب هي إحدى الركائز الأساسية التي يعتمد عليها محللو الأسواق في توقعاتهم.

الذهب ليس وحده في الصعود

لم يكن الذهب هو المستفيد الوحيد من هذه الظروف الاقتصادية. فقد ارتفعت أسعار الفضة، مسجلة مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي. كما شهدت أسعار البلاتين والبلاديوم ارتفاعات متواضعة، مما يشير إلى أن حالة عدم اليقين الاقتصادية، إلى جانب العوامل الجيوسياسية، تدفع المستثمرين نحو المعادن الثمينة بشكل عام.

الفضة، على سبيل المثال، لديها دور مزدوج: فهي تعد ملاذاً آمناً مثل الذهب، ولكنها أيضاً معدن صناعي يُستخدم في العديد من الصناعات التكنولوجية. لذلك، فإن ارتفاعها يمكن أن يكون مدفوعاً بتوقعات تحسن الأوضاع الصناعية أو بمخاوف المستثمرين من عدم اليقين الاقتصادي. ويعكس هذا الارتفاع المتزامن في أسعار المعادن الثمينة إقبالاً متزايداً من المستثمرين على التنويع في محافظهم الاستثمارية والابتعاد عن الأصول التي تحمل مخاطر أعلى.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى