أسعار الذهب ترتفع لأعلى مستوى في أسبوعين

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، لتصل إلى أعلى مستوى لها في أسبوعين، مدفوعة بتراجع قيمة الدولار الأمريكي في أعقاب قرار مفاجئ من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بإقالة محافظ الاحتياطي الفيدرالي، ليزا كوك. وقد أثار هذا القرار، الذي يعد سابقة غير معتادة، قلقًا واسعًا في الأسواق العالمية بشأن استقلالية البنك المركزي الأمريكي وثقة المستثمرين في الأصول المقومة بالدولار.
الذهب.. ملاذ آمن في أوقات عدم اليقين
يُعتبر الذهب تقليديًا ملاذًا آمنًا يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية. وعلى عكس الأصول التي قد تتأثر بتقلبات السوق أو السياسات الحكومية، يحافظ الذهب على قيمته بمرور الوقت، مما يجعله وسيلة فعّالة للتحوط ضد التضخم والركود الاقتصادي. وقد أدت حالة عدم اليقين التي خلقتها تصريحات ترامب حول إقالة كوك إلى موجة جديدة من التدفقات الاستثمارية نحو المعدن الأصفر.
يشير تيم ووترر، كبير محللي السوق في KCM Trade، إلى أن تعليقات ترامب قد أثارت حذر المتداولين مرة أخرى، مما دفعهم لزيادة مقتنياتهم من الذهب كتحوط. ويوضح أن هناك شعورًا بأن ترامب قد يسعى لإعادة تشكيل الاحتياطي الفيدرالي لجعله هيئة أكثر ميلاً للسياسات التيسيرية (Dovish)، وهي سياسة تركز على تحفيز النمو الاقتصادي من خلال خفض أسعار الفائدة. أي تيسير نقدي قد يؤدي إلى انخفاض قيمة الدولار وتراجع عوائد السندات، وهما عاملان رئيسيان يدعمان أسعار الذهب.
العلاقة العكسية بين الذهب والدولار
تزامن ارتفاع أسعار الذهب مع انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% مقابل العملات الرئيسية الأخرى. وتكمن العلاقة العكسية بين الدولار والذهب في أن الأخير يُسعَّر بالعملة الأمريكية. فعندما تنخفض قيمة الدولار، يصبح الذهب أقل تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يحملون عملات أخرى، مما يزيد من الطلب عليه ويدفع أسعاره للصعود. وبالتالي، فإن ضعف الدولار يسهل عملية شراء الذهب ويزيد من جاذبيته.
من جهة أخرى، أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى احتمال خفض أسعار الفائدة في الاجتماع القادم، معللاً ذلك بتزايد المخاطر على سوق العمل رغم استمرار التضخم. ويُعد خفض الفائدة من العوامل الرئيسية التي تزيد من جاذبية الذهب، حيث يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن الأصفر الذي لا يدر عوائد، مقارنة بالأصول الأخرى مثل السندات التي تقدم عائداً في شكل فائدة.
الأنظار تتجه نحو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي
يتحول تركيز الأسواق الآن إلى مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، وهو مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، والذي من المقرر صدوره يوم الجمعة. يُفضل البنك المركزي هذا المؤشر على مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لأنه يوفر صورة أكثر شمولاً لإنفاق الأسر ويأخذ في الاعتبار التغيرات في أنماط الشراء وسلوكيات المستهلكين. ينتظر المستثمرون بيانات هذا المؤشر للحصول على مزيد من الإشارات حول مسار خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
وفي تطور آخر، أظهرت حيازات صندوق SPDR Gold Trust، وهو أكبر صندوق تداول مدعوم بالذهب في العالم، ارتفاعًا بنسبة 0.18%، مما يعكس تزايد ثقة المستثمرين في الذهب كملاذ استثماري آمن على نطاق واسع. ويُعتبر هذا الصندوق، الذي يسمح للمستثمرين بشراء وبيع أسهم تمثل حيازات من الذهب، مؤشرًا رئيسيًا على تدفقات رأس المال نحو المعدن النفيس.
وفي سوق المعادن الثمينة الأخرى، ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.4%، في حين تراجعت أسعار البلاتين، وارتفعت أسعار البلاديوم، مما يعكس تحركات متباينة في قطاع المعادن الثمينة.
اقرأ أيضا…