الأسهم الأمريكية تستقر في انتظار خطاب باول ومؤشرات اقتصادية حاسمة

أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية جلسة التداول يوم الاثنين مع تغيير طفيف، لتعكس حالة الترقب الحذرة التي تسيطر على المستثمرين بعد أسبوع حافل بالمكاسب. كان تركيز الأسواق منصبًا على حدثين رئيسيين هذا الأسبوع: خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في ندوة جاكسون هول السنوية للسياسة الاقتصادية، بالإضافة إلى نتائج أرباح شركات التجزئة الكبرى التي ستوفر مؤشرات حيوية حول صحة الاقتصاد.
أداء مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية
عكس الأداء الهادئ للمؤشرات الرئيسية حالة عدم اليقين في السوق، حيث تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بشكل هامشي قدره 34.30 نقطة، أي 0.08%، ليغلق عند 44,911.82 نقطة.
وفي الوقت نفسه، أغلق مؤشر S&P 500 على تراجع بنسبة 0.01% ليصل إلى 6,449.15 نقطة، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة طفيفة بلغت 0.03% ليستقر عند 21,629.77 نقطة. يُعزى هذا الهدوء النسبي إلى سعي المستثمرين لتقييم التطورات المستقبلية بعد سلسلة من المكاسب القوية.
وشهدت الجلسة ضغوطًا بيعية على أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة، والتي تحمل وزنًا كبيرًا في المؤشرات الرئيسية. على وجه الخصوص، انخفضت أسهم ميتا بلاتفورمز (Meta Platforms) ومايكروسوفت (Microsoft) بنحو 2.3% و0.6% على التوالي، مما فرض ثقلاً على السوق الأوسع وأكد على المزاج الحذر للمتداولين قبل ورود الأخبار الهامة.
نتائج أرباح التجزئة: مؤشر حاسم على صحة المستهلك
هذا الأسبوع، يتجه انتباه المستثمرين نحو نتائج أعمال كبرى شركات التجزئة، بما في ذلك هوم ديبوت (Home Depot)، لويز (Lowe’s)، وولمارت (Walmart)، وتارغت (Target). تعتبر نتائج هذه الشركات بمثابة مؤشر رئيسي على قوة المستهلك الأمريكي، الذي يشكل حجر الزاوية في الاقتصاد.
ومن خلال تحليل أداء مبيعاتها وهوامش الربح، يأمل المستثمرون في الحصول على صورة أوضح حول إنفاق المستهلكين في ظل التضخم والتباطؤ المحتمل لنمو الوظائف. لا تزال المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة للأسهم والتعريفات الجمركية التي قد تؤثر على سلاسل التوريد والأسعار تشغل بال المشاركين في السوق مع اقتراب النصف الثاني من العام.
توقعات الخبراء حول مستقبل الأسواق
وفي هذا السياق، أشار سكوت ورين، الخبير الاستراتيجي الأول للأسواق العالمية في معهد ويلز فارغو للاستثمار، إلى أن “تقارير أرباح تجار التجزئة هذا الأسبوع من المرجح أن تعكس المخاوف المتعلقة بالتعريفات الجمركية، وارتفاع التضخم، والتباطؤ الاقتصادي المتوقع”.
وأضاف ورين أن الارتفاع القوي الذي شهدته الأسهم الأمريكية في الأسابيع الأخيرة “من المرجح أن يتوقف نتيجة لذلك”، مما يشير إلى أن الأسواق قد تحتاج إلى تقييم جديد للوضع الاقتصادي قبل مواصلة الصعود.
الاحتياطي الفيدرالي في دائرة الضوء وترقب لخطاب باول
وبعيدًا عن أرباح الشركات، سيبقى الاحتياطي الفيدرالي في بؤرة الاهتمام، حيث يتوجه أعضاء البنك المركزي إلى جاكسون هول بولاية وايومنغ، لحضور الندوة السنوية للسياسة الاقتصادية. تعد هذه الندوة منتدى مهمًا يناقش فيه محافظو البنوك المركزية والاقتصاديون القضايا الاقتصادية العالمية.
وسيراقب المستثمرون خطاب رئيس الفيدرالي، جيروم باول، عن كثب بحثًا عن أي تلميحات حول المسار المستقبلي لأسعار الفائدة وموقف البنك من البيانات الاقتصادية الأخيرة. تُظهر بيانات أداة FedWatch من مجموعة CME أن أسواق العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي تسعّر احتمالًا مرتفعًا بنحو 83% لقيام البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم في سبتمبر. هذا التوقع يعكس ثقة كبيرة لدى المتداولين في أن الفيدرالي سيتجه نحو سياسة نقدية أكثر تيسيرًا في وقت قريب.
رهانات المستثمرين على خفض الفائدة
تأتي هذه التطورات في أعقاب أداء قوي للأسواق، حيث أنهت المؤشرات الرئيسية الثلاثة أسبوعين متتاليين من المكاسب، وهو ما يمثل الأسبوع الرابع من المكاسب خلال الأسابيع الخمسة الماضية لمؤشري S&P 500 وناسداك.
وقد تفوقت أسهم الشركات ذات رأس المال الصغير في أدائها الأسبوع الماضي، مدفوعة بتزايد رهانات المستثمرين على تخفيضات وشيكة في أسعار الفائدة، حيث غالبًا ما تستفيد الشركات الصغيرة بشكل أكبر من انخفاض تكاليف الاقتراض.
اقرأ أيضا…