الدولار الأمريكي يتماسك بعد بيانات اقتصادية قوية لكنه يتجه لتسجيل تراجع أسبوعي

عزز الدولار الأمريكي من موقفه يوم الجمعة، مدعومًا ببيانات اقتصادية قوية أشارت إلى أن الاحتياطي الفيدرالي مُبرر في تبني نهج صبور تجاه خفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، تُظهر العملة الأمريكية رد فعل ضئيلاً على بيانات تشير إلى تباطؤ في الإنفاق على المعدات، وتتجه لتسجيل أكبر تراجع أسبوعي لها في شهر، وذلك قبيل جولات جديدة من مفاوضات التعريفات الجمركية واجتماعات البنوك المركزية الأسبوع المقبل.
الدولار الأمريكي: انتعاش في نهاية الأسبوع لكنه يتجه لخسارة أسبوعية
استعاد الدولار الأمريكي بعض قوته خلال اليومين الماضيين، بعد أن كان في موقف دفاعي في وقت سابق من الأسبوع. هذا الانتعاش جاء مدعومًا بشكل أساسي بمجموعة مشجعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي تُشير إلى ضرورة استمرار صبر الفيدرالي.
ومع ذلك، أظهرت العملة الأمريكية رد فعل ضئيلًا على بيانات أظهرت تراجعًا غير متوقع في الطلبات الجديدة للسلع الرأسمالية المصنعة في الولايات المتحدة خلال يونيو، بينما زادت شحنات هذه المنتجات بشكل معتدل. هذا يُشير إلى تباطؤ كبير في الإنفاق التجاري على المعدات خلال الربع الثاني.
ويتجه الدولار الأمريكي لتسجيل أكبر تراجع أسبوعي له في شهر، وذلك قبيل المزيد من الحوار حول التعريفات الجمركية واجتماعات البنوك المركزية الأسبوع المقبل. تراجع الجنيه الإسترليني بعد بيانات مبيعات التجزئة البريطانية التي جاءت أضعف من المتوقع.
ظل مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية أخرى، عند 97.45، متأهبًا لتراجع أسبوعي بنسبة 0.75%، وهو أضعف أداء له في شهر. ومع ذلك، فقد انتعش بنسبة 0.3% يوم الجمعة.
الفيدرالي الأمريكي وبنك اليابان: ترقب لقرارات “التريث”
يُتوقع أن يُبقي كل من الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعات سياستهما الأسبوع المقبل. ولكن يترقب المتداولون التعليقات اللاحقة من البنكين لتقييم توقيت التحركات القادمة.
العوامل السياسية: تُعد السياسة عاملاً مؤثراً على البنكين المركزيين، بشكل دراماتيكي في الولايات المتحدة، حيث واصل الرئيس دونالد ترامب، يوم الخميس، الضغط من أجل خفض أسعار الفائدة، مُشددًا على موقفه المتشدد تجاه رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
وعلق إلياس حداد، كبير استراتيجيي الأسواق في Brown Brothers Harriman بلندن، قائلاً إن السياسة النقدية للفيدرالي “طغى عليها الضغط السياسي لخفض أسعار الفائدة. وهذا أحد الأسباب التي أعتقد أن ارتفاع الدولار محدود”.
انتخابات اليابان: تأثير على الين وسياسة بنك اليابان
في اليابان، تُعقد انتخابات مجلس الشيوخ يوم الأحد. ورغم أن الاتفاق التجاري الذي وقّع مع الولايات المتحدة هذا الأسبوع قد يُسهل على بنك اليابان مواصلة رفع أسعار الفائدة، إلا أن خسارة ائتلاف رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا المؤلمة في انتخابات مجلس الشيوخ يوم الأحد تُعقد الأمور على بنك اليابان.
وقد تراجع الين الياباني، ويعود ذلك جزئيًا إلى بيانات التضخم في طوكيو التي جاءت أقل من التوقعات. وارتفع الدولار الأمريكي بنسبة 0.5% ليصل إلى 147.66 ين، على الرغم من أنه يتجه لتسجيل تراجع أسبوعي بنسبة 0.7%.
اليورو والجنيه الإسترليني: أداء متباين وتوقعات متغيرة
تراجع اليورو بنسبة 0.2% ليصل إلى 1.1728 دولار، لكنه يستعد لتحقيق مكسب أسبوعي بنسبة 0.8%. وقد تلقى العملة الأوروبية الموحدة بعض الدعم يوم الخميس من اجتماع البنك المركزي الأوروبي. أبقى صانعو السياسة على سعر الفائدة عند 2%، كما كان متوقعًا، لكن تقييم البنك المتفائل نسبيًا للآفاق الاقتصادية وعلامات اقتراب اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، دفعا المستثمرين إلى إعادة تقييم الافتراضات السابقة بوجود خفض واحد آخر لأسعار الفائدة هذا العام.
في المقابل، تدعم البيانات البريطانية الضعيفة توقعات المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من بنك إنجلترا، وتُسبب ارتفاع عوائد سندات منطقة اليورو بوتيرة أسرع من تلك البريطانية، مما يدعم اليورو مقابل الجنيه الإسترليني. ارتفع اليورو بنسبة 0.23% مقابل الجنيه الإسترليني ليصل إلى 87.27 بنس يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى له منذ أبريل، مستندًا إلى مكسب بنسبة 0.44% في اليوم السابق.
بيانات المملكة المتحدة: تباطؤ في مبيعات التجزئة ونشاط الأعمال
أظهرت بيانات يوم الجمعة أن مبيعات التجزئة البريطانية لشهر يونيو جاءت أقل قليلاً من توقعات المحللين، على الرغم من انتعاشها من انخفاض حاد في مايو. كما أظهرت أرقام يوم الخميس أن نشاط الأعمال نما بشكل ضعيف فقط في يوليو، وأن أصحاب العمل قلصوا الوظائف بأسرع وتيرة في خمسة أشهر. تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.6% مقابل الدولار الأمريكي ليصل إلى 1.3434 دولار.
ختاما يتجه الدولار الأمريكي لتسجيل تراجع أسبوعي، على الرغم من البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية التي تُشير إلى مرونة الاقتصاد. يواجه الدولار ضغوطاً من حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية لترامب، والتدخلات السياسية في الاحتياطي الفيدرالي، وتوقعات خفض أسعار الفائدة. ستبقى أنظار المستثمرين مُعلّقة على كيفية تطور هذه العوامل المتشابكة، والتي ستحدد مسار الدولار الأمريكي في الفترة المقبلة.
اقرأ أيضا…
2 تعليقات