كيفية التداول باستخدام مؤشر ATR

هل سمعت يومًا المتداولين يتحدثون عن “التقلبات” (Volatility)؟ وهل تتساءل ما هي هذه التقلبات وكيف يمكنك قياسها للاستفادة منها في تداولك؟ في عالم الأسواق المالية، تُعد التقلبات هي المحرك الأساسي لحركة الأسعار، وبدونها يصبح التداول مستحيلاً. لذلك، فإن فهمها وقياسها وإدارتها هي المهارات الأهم لأي متداول.
يُعد مؤشر “متوسط المدى الحقيقي” (Average True Range – ATR) أداة قوية ومبتكرة صُممت خصيصًا لمساعدتك على قياس هذه التقلبات. في هذا المقال، سنتعلم معًا ما هو مؤشر ATR، وكيف يعمل، وأفضل الطرق لاستخدامه بذكاء في استراتيجيات تداولك، مع التركيز على نصائح مدعومة بالبيانات لمساعدتك كمبتدئ.
أولاً: فهم التقلبات ومؤشر ATR
1. ما هي تقلبات السوق ولماذا هي الأهم للمتداول المبتدئ؟ في عالم الأسواق المالية، تُعد التقلبات أكثر من مجرد مرادف للمخاطرة؛ إنها القوة التي تُحدث تحركات الأسعار التي يسعى المتداولون لتحقيق الربح منها. التقلبات تُمثل حجم التذبذبات السعرية خلال فترة معينة، أو ما يُسمى “طاقة” السوق. بدون تقلبات، سيبقى سعر الأصل ثابتًا، مما يجعل التداول مستحيلاً. لذا، فإن المهمة الأساسية للمتداول ليست تجنب التقلبات، بل فهمها وقياسها وإدارتها.
تُصنف التقلبات بشكل عام إلى نوعين:
- التقلبات المحققة (Realized Volatility – RV): هي قياس لمدى تذبذب سعر الأصل فعلاً في الماضي. تُحسب من بيانات الأسعار التاريخية.
- التقلبات الضمنية (Implied Volatility – IV): هي توقع السوق الجماعي للتقلبات المستقبلية، وتُستنبط من أسعار عقود الخيارات.
لماذا تُعد التقلبات أساسية للمبتدئ؟ فهم التقلبات أمر لا يمكن المساومة عليه لأنها تُحدد بشكل مباشر قرارين حاسمين في أي صفقة: المخاطرة والمكافأة. فمستوى التقلبات يحدد الحجم المناسب لمركزك التداولي والمكان المنطقي لوضع أمر وقف الخسارة. الدخول في سوق شديد التقلب بحجم مركز ووقف خسارة مُصمم لسوق هادئ هو وصفة لخسائر سريعة وكبيرة. المؤشر ATR مُصمم خصيصًا لمعالجة هذا التحدي وقياس هذه التقلبات المتغيرة باستمرار.
2. تقديم مؤشر ATR: أداة لقياس “نبض السوق” مؤشر ATR هو مؤشر تحليل فني طوره الخبير الشهير جي. ويلز وايلدر الابن في كتابه “مفاهيم جديدة في أنظمة التداول الفني” عام 1978. سعى وايلدر إلى إنشاء مقياس أكثر قوة وواقعية للتقلبات من مجرد حسابات النطاق السعري البسيطة، والتي لم تُراعِ “الفجوات السعرية” (Gaps) التي تحدث بين جلسات التداول (مثلاً بين إغلاق يوم وفتح اليوم التالي).
الوظيفة الأساسية لـ ATR: توفير تمثيل رقمي وموضوعي لمدى حركة الأصل، في المتوسط، خلال عدد محدد من الفترات. من الضروري فهم أن ATR هو مؤشر غير اتجاهي. إنه يقيس شدة حركة السعر، وليس اتجاهها. فكّر في ATR كعداد دورات المحرك في السيارة؛ فهو يقيس شدة عمل المحرك، لكنه لا يُخبرك بسرعة السيارة أو اتجاهها.
- ارتفاع ATR: يُشير إلى زيادة التقلبات، أي اتساع نطاقات الأسعار. يمكن أن يحدث هذا خلال اتجاه صعودي قوي، أو انخفاض حاد، أو حتى حركة جانبية غير منتظمة.
- انخفاض ATR: يُشير إلى انخفاض التقلبات وانكماش نطاقات الأسعار، وغالبًا ما يُرى خلال فترات تماسك السوق.
3. الحسابات وراء ATR: فهم “المدى الحقيقي” بينما تقوم منصات التداول الحديثة بحساب ATR تلقائيًا، فإن فهم تركيبته الرياضية أمر ضروري لتطبيقه بذكاء. يتضمن الحساب عمليتين:
- الخطوة 1: حساب “المدى الحقيقي” (True Range – TR): أدرك وايلدر أن النطاق البسيط (أعلى سعر – أدنى سعر) لفترة تداول واحدة لا يُقاس التقلبات بشكل كامل لأنه يتجاهل الفجوات السعرية. كان “المدى الحقيقي” هو حله الأنيق لهذه المشكلة. لأي فترة معينة، يُعرف TR على أنه القيمة الأكبر من القيم الثلاث التالية:
- أعلى سعر للفترة الحالية مطروحًا منه أدنى سعر للفترة الحالية.
- القيمة المطلقة لأعلى سعر للفترة الحالية مطروحًا منها سعر إغلاق الفترة السابقة.
- القيمة المطلقة لأدنى سعر للفترة الحالية مطروحًا منها سعر إغلاق الفترة السابقة. بإدراج سعر الإغلاق السابق في الحساب، يلتقط المدى الحقيقي بدقة التقلبات الكاملة للسوق، بما في ذلك أي فجوات سعرية تحدث بين الجلسات.
- الخطوة 2: حساب متوسط المدى الحقيقي (ATR): بمجرد حساب قيمة المدى الحقيقي لكل فترة، يتم اشتقاق ATR عن طريق “تنعيم” هذه القيم على مدى فترة زمنية محددة (يُشار إليها بـ ‘n’). الفترة القياسية هي 14، ولكن يمكن للمتداولين تعديلها. الفترات الأقصر (مثل 2 إلى 10) تجعل ATR أكثر حساسية للتقلبات الحديثة، بينما الفترات الأطول (مثل 20 إلى 50) توفر مقياسًا أكثر سلاسة وطويل الأجل.
4. رؤى تأسيسية: أصول تحليل التقلبات الحديث: كان تقديم ATR في كتاب وايلدر عام 1978 حدثًا بارزًا في تاريخ التحليل الفني. قدم هذا الكتاب أيضًا مؤشرات أخرى أصبحت لا غنى عنها للمتداولين، مثل مؤشر القوة النسبية (RSI)، ومؤشر متوسط الاتجاه (ADX)، ومؤشر Parabolic SAR. قدم عمل وايلدر جيلًا جديدًا من المتداولين بأدوات كمية لتحليل ديناميكيات السوق.
ثانياً: دليل فعالية ATR
تم الاعتراف بالفائدة العملية لـ ATR في العديد من الدراسات، ويُشير تبني المحترفين له على نطاق واسع إلى قوته.
1. ملخص الدراسات الرئيسية حول فعالية ATR:
- تقليل المخاطر: وجدت دراسة في عام 2020 أن المتداولين الذين استخدموا ATR لتحديد أوامر وقف الخسارة وإدارة حجم المراكز تمكنوا من تقليل تعرضهم الإجمالي للمخاطر بحوالي 15% مقارنة بمن لم يستخدموا المؤشر.
- تعزيز الربحية: أشارت تحليلات الصناعة إلى أن المتداولين الذين أدمجوا إدارة المخاطر القائمة على ATR في استراتيجياتهم شهدوا زيادة تصل إلى 20% في ربحية التداول.
- دقة التنبؤ بالتقلبات: أظهرت دراسة في عام 2009 أن توقعات التقلبات المستندة إلى نموذج ATR تفوقت على نماذج GARCH التقليدية بنسبة 12% من حيث الدقة. كما وجدت دراسة في عام 2004 ارتباطًا عاليًا قدره 0.87 بين ATR وتقلبات السوق الفعلية.
- التبني المهني الواسع: كشف بحث أُجري في عام 2012 أن 73% من متداولي الفوركس المحترفين يستخدمون ATR بانتظام في عمليات اتخاذ القرار.
2. ATR مقابل المؤشرات البديلة: مقارنة إحصائية:
- ATR مقابل الانحراف المعياري (Standard Deviation): الانحراف المعياري يُقاس تشتت الأسعار حول متوسطها، لكنه يستخدم أسعار الإغلاق فقط. ATR يُدمج أعلى سعر وأدنى سعر وإغلاق الفترة السابقة، مما يجعله أكثر حساسية للتقلبات داخل اليوم والفجوات السعرية.
- ATR مقابل البولينجر باند (Bollinger Bands): تُعد البولينجر باند مؤشرًا للتقلبات، لكنها أيضًا مؤشر اتجاهي (تتحرك مع السعر). ATR، على العكس، هو مقياس خالص لحجم التقلبات ويُرسَم في جزء منفصل، مستقل عن اتجاه السعر. البولينجر باند تُقدم إشارات مثل “الضغط” (Squeeze)، بينما ATR يُوفر قراءة أكثر سلاسة ومستمرة لمستويات التقلبات.
ثالثاً: استخدام ATR في التداول العملي
يُمكن للفهم المتطور للتقلبات أن يسمح للمتداول بالانتقال من مجرد رد الفعل عليها إلى استغلالها بنشاط كمصدر للأرباح.
1. استراتيجيات التداول الاتجاهي للتقلبات: تهدف هذه الاستراتيجيات إلى تحقيق الربح من التوقع الصحيح للاتجاه المستقبلي للتقلبات نفسها – سواء كان ذلك توسعًا أو انكماشًا.
- استراتيجيات اختراق التقلبات: تُبنى على ملاحظة أن الأسواق تتناوب بين فترات التقلب المنخفض (التماسك) والتقلب العالي (الحركات الاتجاهية). المبدأ الأساسي هو تحديد مرحلة التماسك والدخول في صفقة في اتجاه حركة السعر عندما تتسع التقلبات.
- استراتيجيات العودة إلى المتوسط: تُبنى على فكرة أن التقلبات، مثل العديد من السلاسل الزمنية المالية، تميل إلى العودة إلى متوسطها طويل الأجل. يُستخدم المتداولون مؤشرات إحصائية لتحديد هذه الحالات المتطرفة (مثل مؤشر RSI أو البولينجر باند).
2. إدارة المخاطر المُوجهة بالتقلبات: ربما يكون التطبيق الأكثر أهمية للتقلبات لأي متداول هو في إدارة المخاطر، وتحديدًا في تحديد حجم المركز.
- تحديد حجم المركز الموجه بالتقلبات (Volatility-Scaled Position Sizing): نماذج تحديد حجم المركز التقليدية تُعرض المحفظة لمستويات مخاطر متقلبة بشكل كبير. يصحح تحديد حجم المركز الموجه بالتقلبات هذا عن طريق تعديل حجم كل صفقة لاستهداف مستوى ثابت من المخاطر.
- الآلية: يُحدد حجم المركز بعلاقة عكسية مع تقلب الأصل (المُقاسة بـ ATR). عندما تكون التقلبات عالية، يُقلل حجم المركز تلقائيًا. هذا يضمن أن الخسارة الدولارية المحتملة في أي صفقة تظل ثابتة بالنسبة لحجم الحساب.
- مثال: إذا كانت مخاطرتك القصوى 1% من حسابك (مثلاً 100 دولار لحساب 10,000 دولار)، وكان مؤشر ATR للسهم هو 1.50 دولارًا (باستخدام مضاعف 2x، فإن مسافة وقف الخسارة 3 دولارات)، فإن حجم مركزك سيكون $100 / $3 = 33 سهمًا. إذا ارتفعت التقلبات (ATR)، فإن حجم الأسهم التي يمكنك شراؤها سيقل تلقائيًا للحفاظ على نفس المخاطرة الدولارية.
- وضع أوامر وقف الخسارة (Stop-Losses): طريقة شائعة وفعالة لوضع وقف الخسارة هي وضعها بمضاعف من ATR بعيدًا عن مستوى سعر منطقي. هذا يعطي الصفقة “مساحة للتنفس” تتناسب مع التقلبات الحالية للسوق.
- لصفقة شراء: ضع وقف الخسارة عند (سعر الدخول) – (ATR * مضاعف) أو (مستوى دعم رئيسي) – (ATR * مضاعف).
- لصفقة بيع: ضع وقف الخسارة عند (سعر الدخول) + (ATR * مضاعف) أو (مستوى مقاومة رئيسي) + (ATR * مضاعف).
رابعاً: حالات دراسية: ATR في العمليات اليومية
1. التداول في اتجاه قوي (مؤشر S&P 500، 2016-2018):
- في هذه الفترة، ارتفع S&P 500 بقوة. ظل ATR منخفضًا ومستقرًا، مما يُشير إلى اتجاه صحي ومنخفض التقلبات.
- التطبيق: استخدام وقف خسارة متحرك مبني على ATR سمح للمتداول بالبقاء في الصفقة لفترة طويلة، لأن وقف الخسارة كان بعيدًا بما يكفي لتجنب الإغلاق المبكر بسبب التقلبات الطبيعية.
2. النجاة من انهيار السوق (انهيار كوفيد-19، 2020):
- خلال انهيار مارس 2020، قفز ATR بشكل كبير.
- التطبيق: وقف الخسارة المبني على ATR كان سيُفعل مبكرًا في الانخفاض، مما يُحافظ على جزء كبير من رأس المال مقارنة باستراتيجية الشراء والاحتفاظ. أما لتحديد حجم المراكز الجديدة، فإن مؤشر ATR المرتفع كان سيفرض أحجام مراكز أصغر بكثير، مما يحمي المحفظة من التقلبات العنيفة داخل اليوم.
3. تجنب التداول في سوق جانبي (EUR/USD، 2019):
- في هذه الفترة، تحرك زوج EUR/USD في نطاق جانبي دون اتجاه واضح. ظل ATR منخفضًا.
- التطبيق: في هذه البيئة، ستُولد استراتيجيات اختراق التقلبات (التي تعتمد على ATR) العديد من الإشارات الخاطئة. ATR المنخفض يُشير هنا إلى أن السوق ليس في حالة تسمح باستراتيجيات متابعة الاتجاه أو الاختراق.
الفائدة الأعمق لـ ATR: يمكن لمؤشر ATR أن يعمل كـ”مرشح لحالة السوق”. سلوك ATR نفسه يُقدم معلومات حاسمة حول طبيعة السوق. ATR المرتفع والمتزايد يُشير إلى بيئة اتجاهية أو أزمة، حيث تُعد استراتيجيات متابعة الاتجاه وإدارة المخاطر المنضبطة أمرًا بالغ الأهمية. أما ATR المنخفض والمتناقص فيُشير إلى سوق نطاقي أو تماسك، حيث من المرجح أن تفشل استراتيجيات الاختراق.
خامساً: دليل التطبيق العملي على منصة التداول
فهم النظرية والأدلة وراء ATR هو الخطوة الأولى. الخطوة التالية هي التطبيق العملي.
1. إعداد ATR في TradingView و MetaTrader 4: معظم منصات الرسوم البيانية الحديثة تُضم ATR كمؤشر قياسي. العملية بسيطة:
- على TradingView: افتح الرسم البياني، انقر على “المؤشرات”، ابحث عن “Average True Range”، ثم اختره. يمكنك تعديل الإعدادات (الفترة، طريقة التنعيم) واللون.
- على MetaTrader 4 (MT4): افتح الرسم البياني، انتقل إلى إدراج > مؤشرات > بيل ويليامز، اختر “Average True Range”. يمكنك ضبط الفترة (افتراضي 14).
2. قواعد المخاطر: إطار عمل للمبتدئين لاستخدام ATR: بعد حساب ATR، يمكن للمبتدئ الآن تطبيقه على أهم جوانب إدارة المخاطر: تحديد أوامر وقف الخسارة وحجم المراكز.
- تحديد أوامر وقف الخسارة:
- لصفقة شراء: ضع وقف الخسارة عند (سعر الدخول) – (ATR * مضاعف) أو (مستوى دعم رئيسي) – (ATR * مضاعف).
- لصفقة بيع: ضع وقف الخسارة عند (سعر الدخول) + (ATR * مضاعف) أو (مستوى مقاومة رئيسي) + (ATR * مضاعف).
-
- حدد مخاطرتك لكل صفقة: قرر أقصى نسبة مئوية من حسابك ترغب في خسارتها في صفقة واحدة (يُوصي المحترفون بـ 1-2%).
- احسب مسافة وقف الخسارة بالدولار: حدد مكان وقف الخسارة باستخدام طريقة ATR (مثلاً، إذا كان ATR الحالي 1.50 دولار ومضاعفك 2x، فمسافة وقف الخسارة هي 3.00 دولارات لكل سهم).
- احسب حجم المركز: اقسم أقصى مخاطرة بالدولار على مخاطرة كل وحدة.
- حجم المركز (بالوحدات/الأسهم) = (رأس مال الحساب × نسبة المخاطرة) / (قيمة ATR × مضاعف ATR)
- هذا يضمن أنك إذا ضربت وقف الخسارة، فإنك ستخسر تقريبًا المبلغ المحدد مسبقًا، مما يوحد المخاطرة عبر جميع الصفقات وظروف السوق.تحديد حجم المركز: يُضمن تحديد حجم المركز القائم على التقلبات أنك تخاطر بنفس المبلغ بالدولار في كل صفقة، بغض النظر عن تقلب الأصل.
سادساً: رؤى متقدمة ومنظورات احترافية
إتقان مؤشر ATR يتطلب أكثر من مجرد فهم حسابه وتطبيقاته الأساسية. إنه يتطلب تقدير دوره ضمن إطار تحليلي أوسع والتعلم من خبرة المحترفين.
1. ما وراء الأساسيات: دمج ATR مع التعلم الآلي: يُستخدم ATR كميزة رئيسية في نماذج التعلم الآلي (ML) المصممة لتحديد “أنظمة السوق” (Market Regimes) المختلفة (مثل اتجاه صعودي عالي التقلبات، اتجاه هبوطي منخفض التقلبات). هذا يسمح بتطوير أنظمة تداول تكيفية تُغير استراتيجيتها بناءً على حالة السوق الحالية.
2. أخطاء ومفاهيم خاطئة شائعة: كيف يسيء المتداولون استخدام ATR؟
- استخدام ATR لإشارات الاتجاه: هذا هو الخطأ الأكثر شيوعًا. ATR يقيس فقط حجم التقلبات، وليس اتجاهها. ارتفاع ATR لا يعني ارتفاع السعر.
- استخدام قيمة ATR ثابتة عبر جميع الأدوات المالية: لأن ATR قيمة مطلقة، فهي غير قابلة للمقارنة عبر أصول مختلفة أو نفس الأصل عند مستويات سعرية مختلفة بشكل كبير.
3. من الخنادق: كيف يستخدم المتداولون المحترفون ATR؟ لا يبحث المحترفون عن مؤشر “الكأس المقدسة” الذي يوفر إشارات شراء وبيع مثالية. بدلاً من ذلك، يستخدمون أدوات مثل ATR لبناء إطار عمل قوي لاتخاذ القرار وإدارة المخاطر.
- المتداولون المنهجيون/الكميون: يرون ATR كـ”اختبار للواقع”. إنه لا يعطي إشارة دخول، لكنه يُخبرهم بـ”رسوم الدخول” للصفقة.
- المتداولون الكليون (Global Macro): يُراجعون ATR الأسبوعي لكل سوق يراقبونه. إنه يُخبرهم أي الأسواق “مستيقظة” وأيها “نائمة”، ويركزون جهودهم على الأسواق ذات ATR المتوسع، حيث تحدث التحركات الكبيرة.
الخلاصة: ATR أداة أساسية للنجاح
التقلبات سمة لا مفر منها ومُحدِّدة للأسواق المالية. هذا التقرير يُظهر أنها ليست مجرد مرادف للمخاطر، بل مفهوم غني ومتعدد الأبعاد يعمل كمدخل حاسم للتسعير، ورافعة لإدارة المخاطر، ومصدر للأرباح في حد ذاته.
لتحويل هذه النتائج الشاملة إلى أداة عملية، نُقدم قائمة مراجعة قوية. من خلال دمج هذه الأسئلة الخمسة في عمليتهم اليومية، يمكن للمتداولين ضمان تعاملهم المستمر والواعي مع التقلبات، وتحويلها من تهديد سلبي يجب تحمله إلى ميزة استراتيجية يمكن استغلالها.
قائمة مراجعة للمتداول: 5 أسئلة يجب على كل متداول طرحها حول التقلبات:
- ما هو نظام التقلبات الحالي وكيف يُقارن بالتاريخ؟
- ماذا يُسعّر السوق بالنسبة للتقلبات المستقبلية مقابل ما تحقق؟
- ماذا يُخبرني شكل سطح التقلبات عن وضع السوق؟ (هذا يتعلق بتسعير الخيارات، قد يكون معقداً للمبتدئين).
- كيف يجب أن يُؤثر مستوى التقلبات الحالي على حجم مركزي ووضع وقف الخسارة؟
- هل أنا معرض لـ”انهيار التقلبات” أم في وضع يمكنني من الاستفادة من ارتفاعها؟ (هذا أيضًا يتعلق بتسعير الخيارات).
إن فهم ATR وإتقان استخدامه في إدارة المخاطر وتحديد حجم المركز هو خطوة حاسمة لأي متداول مبتدئ يسعى للنجاح على المدى الطويل في الأسواق المالية المتقلبة.
اقرأ أيضا…