أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

أسعار النفط تستقر مع تراجع مخاطر الشرق الأوسط رغم قرار “أوبك+” برفع الإنتاج

شهدت أسعار النفط استقراراً نسبياً يوم الاثنين، حيث تراجعت المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من قرار تحالف “أوبك+” برفع الإنتاج في أغسطس، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين المحيطة بآفاق الطلب العالمي وتأثير التعريفات الأمريكية، إلا أن السوق تلقى دعماً من سوق النفط المادي الذي ما زال يعاني من بعض قلة المعروض.

النفط يتماسك: الأرقام ومؤشرات السوق

ظلت العقود الآجلة لخام برنت ثابتة عند 67.76 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:18 بتوقيت جرينتش، وذلك قبيل انتهاء صلاحية عقد أغسطس في وقت لاحق من يوم الاثنين. وفي المقابل، ارتفع عقد سبتمبر الأكثر نشاطاً بواقع 17 سنتًا ليصل إلى 66.97 دولاراً.

وصعد خام غرب تكساس الأمريكي بواقع 9 سنتات، أو 0.1%، ليبلغ 65.61 دولار للبرميل.

تهدئة المخاطر في الشرق الأوسط: تراجع علاوة المخاطرة

جاء استقرار أسعار النفط في ظل تراجع حدة التوترات في الشرق الأوسط. فقد تسببت الحرب التي استمرت 12 يومًا، والتي بدأت باستهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية في 13 يونيو، في ارتفاع الأسعار فوق 80 دولارًا للبرميل قبل أن تتراجع إلى 67 دولارًا بعد إعلان وقف إطلاق النار.

وعلق جيوفاني ستونوف، محلل UBS، قائلاً إن السوق “عاد إلى بيئة التداول النطاقي (range-trading environment) التي من المرجح أن تستمر حتى تظهر مخاوف جديدة بشأن النمو الاقتصادي أو تحدث اضطرابات في الإمدادات”. هذا يُشير إلى أن علاوة المخاطرة الجيوسياسية قد تبددت إلى حد كبير من الأسعار في الوقت الحالي، على افتراض استمرار التهدئة.

“أوبك+”: زيادة أكبر من المتوقع في الإنتاج تضغط على الأسعار

تُعد توقعات زيادة الإنتاج من مجموعة “أوبك+” عاملاً رئيسياً يضغط على السوق. فقد اتفقت 8 دول في تحالف “أوبك+” يوم السبت الماضي على زيادة إنتاج النفط بمقدار 548 ألف برميل يومياً في أغسطس المقبل، وهو رقم أعلى من الزيادات التي كانت مقررة في الأشهر الثلاثة السابقة (411 ألف برميل يومياً). هذا القرار جاء في إطار اختبار مرونة السوق ورغبة أوبك+ في تعزيز حصتها السوقية.

ويرى دانييل هاينز، كبير استراتيجيي السلع في ANZ، أن “المخاوف بشأن استمرار تحالف أوبك+ في تسريع وتيرة زيادات الإنتاج تُلقي بظلالها على السوق”. وإذا اختارت “أوبك+” زيادة أخرى في الإنتاج في أغسطس بهذا الحجم، فإن مخزونات النفط العالمية ومخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) ستبدأ في التضخم، مما قد يمنع أي ارتفاعات إضافية في الأسعار، حسبما ذكر تاماس فارغا، محلل PVM Associates.

ومع ذلك، أشار ستونوف إلى أن “بعض قلة المعروض في السوق لا يزال قائماً على الرغم من ارتفاع الإنتاج، مع زيادات في الإنتاج أقل من المتوقع بينما ظلت الصادرات من دول أوبك+ مستقرة”. هذا يعود جزئيًا إلى استهلاك محلي أعلى في بعض الدول المنتجة بسبب الطقس الحار.

الطلب العالمي: مخاوف من التباطؤ وتأثير التعريفات الأمريكية

 

من المرجح أن يستمر الضغط الهبوطي على أسعار النفط بسبب المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي على النفط، خاصة من الصين، أكبر مستورد للخام. تُشير توقعات وكالة الطاقة الدولية (IEA) إلى أن نمو الطلب العالمي على النفط سينخفض في عامي 2025 و2026، مع تباطؤ في نمو الطلب الصيني بشكل خاص بسبب التحديات الاقتصادية والتحول الكبير نحو السيارات الكهربائية.

وتُفاقم المخاوف المتعلقة بتباطؤ الطلب المحتمل بسبب التعريفات الجمركية الأمريكية. فقد حذر وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت من أن الدول قد تُخطر بتعريفات جمركية أعلى بكثير تتراوح بين 11% و50% بدءًا من 9 يوليو، في حال عدم التوصل إلى اتفاق تجاري ناجح. هذه الخطوة قد تؤدي إلى تباطؤ الطلب العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين.

صادرات النفط السعودية ترتفع: دعم العرض

في سياق منفصل، قفزت صادرات السعودية من النفط إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام في يونيو/حزيران، حيث ارتفعت بواقع 450 ألف برميل يومياً إلى 6.33 مليون برميل يومياً. تأتي هذه الزيادة في ظل شحن المملكة المزيد من الخام إلى مستودعات خارجية وسط مخاوف من تعطل محتمل للإمدادات بسبب الصراع في الشرق الأوسط. وتزامنت الزيادة في يونيو/حزيران أيضاً مع قرار “أوبك+” رفع حصص إنتاجه من النفط في الشهر نفسه بمقدار 411 ألف برميل يومياً.

في النهاية تستقر أسعار النفط اليوم، في ظل توازن دقيق بين تراجع المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وقرار “أوبك+” بزيادة الإنتاج في أغسطس بأكثر من المتوقع. ومع أن السوق لا يزال يُعاني من مخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي بسبب التحديات الاقتصادية والتعريفات الجمركية، فإن استقرار الإمدادات وارتفاع الصادرات السعودية يُقللان من علاوة المخاطر في الأسعار. ستبقى أنظار المستثمرين متجهة إلى اجتماع “أوبك+” في 6 يوليو، وإلى أي مؤشرات حول الطلب العالمي، لتحديد مسار أسعار النفط في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى