أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

أسعار النفط ترتفع: استقرار الهدنة الإسرائيلية-الإيرانية وبيانات الطلب الأمريكي القوية تدفع الأسعار

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا تجاوز 1% يوم الأربعاء، مع تقييم المستثمرين لاستقرار وقف إطلاق النار الهش بين إيران وإسرائيل. كما تلقى السوق دعمًا من بيانات أظهرت قوة نسبية في الطلب الأمريكي على الخام. يأتي هذا الارتفاع بعد فترة من التقلبات الشديدة، مع عودة التفاؤل إلى الأسواق رغم استمرار بعض المخاوف.

النفط يستعيد عافيته: الأرقام ومؤشرات السوق

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 99 سنتًا، أو ما يعادل 1.5%، لتصل إلى 68.13 دولار للبرميل. كما صعد خام غرب تكساس الأمريكي (WTI) بواقع 94 سنتا، أو 1.5%، ليبلغ 65.31 دولار.

ويذكر أن خام برنت استقر يوم الثلاثاء عند أدنى مستوى له منذ 10 يونيو، بينما وصل خام غرب تكساس إلى أدنى مستوى له منذ 5 يونيو، وكلاهما كان قبل أن تشن إسرائيل هجوما مفاجئا على منشآت عسكرية ونووية إيرانية رئيسية في 13 يونيو. وكانت الأسعار قد ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر بعد أن هاجمت الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

استقرار الهدنة في الشرق الأوسط: تراجع مخاوف تعطل الإمدادات

تعد التطورات الأخيرة في الصراع بين إسرائيل وإيران هي المحرك الرئيسي لتحركات السوق. فقد أشار كل من إيران وإسرائيل في وقت سابق يوم الثلاثاء إلى أن الحرب الجوية بينهما قد انتهت، على الأقل في الوقت الحالي، وذلك بعد أن وبخهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علناً لانتهاكهما وقف إطلاق النار. ومع رفع البلدين للقيود المدنية بعد 12 يومًا من الحرب – التي انضمت إليها الولايات المتحدة بهجوم على منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية – سعى كل جانب إلى إعلان النصر.

وعلق جيوفاني ستونوف، محلل السلع في UBS، قائلاً: “تراجعت المخاوف بشأن اضطرابات إمدادات النفط”. هذا يُشير إلى أن الأسواق تُقيم الوضع الحالي على أنه أقل خطورة على تدفقات النفط المادية مقارنة بالفترة الماضية.

ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة لإمدادات فورية أقوى. فقد ذكر محللو ING في مذكرة لعملائهم: “بينما تراجعت المخاوف بشأن إمدادات الشرق الأوسط في الوقت الحالي، إلا أنها لم تختف تمامًا، ولا يزال هناك طلب أقوى على الإمدادات الفورية”. هذا يُشير إلى أن السوق لا يزال يرى بعض علاوة المخاطر في الأسعار.

وفي تقييم استخباراتي أمريكي أولي، تبين أن الضربات الجوية الأمريكية لم تُدمر القدرة النووية لإيران، بل أعادتها بضعة أشهر فقط إلى الوراء.

بيانات الطلب الأمريكي: قوة نسبية تدعم الأسعار

تلقى السوق دعما إضافيا من بيانات صناعة النفط التي أظهرت انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية. فقد تراجعت مخزونات النفط الخام الأمريكية بواقع 4.23 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 20 يونيو، وفقًا لمصادر السوق التي استشهدت بأرقام معهد البترول الأمريكي (API) يوم الثلاثاء. يُشير هذا الانخفاض إلى طلب قوي أو استهلاك مرتفع في أكبر مستهلك للنفط في العالم.

آمال خفض الفائدة: دعم محتمل من الفيدرالي الأمريكي

يرى أن هناك دعما لأسعار النفط من توقعات السوق بحدوث تخفيضات في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة قريبًا. فأسعار الفائدة المنخفضة عادةً ما تُحفز النمو الاقتصادي وتزيد الطلب على النفط.

وقد لمح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في شهادته الأولى أمام الكونغرس أمس إلى “احتمال طفيف لتقديم أول خفض لأسعار الفائدة لعام 2025 إلى يوليو”، وهو ما “يجب أن يوفر شكلاً من أشكال الدعم لأسعار النفط من جانب الطلب”، حسبما قال كيلفين وونغ، كبير محللي السوق في OANDA.

وقد أظهرت مجموعة من البيانات الاقتصادية الكلية الأمريكية التي صدرت الليلة الماضية، بما في ذلك بيانات ثقة المستهلك، نموًا اقتصاديًا قد يكون أضعف من المتوقع في الولايات المتحدة. هذا يُعزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام. وتُشير العقود الآجلة إلى ما يقرب من 60 نقطة أساس من التيسير بحلول ديسمبر.

نظرة مستقبلية: تماسك الأسعار وترقب البيانات

تتوقع تينا تينغ، محللة السوق المستقلة، أن أسعار النفط ستتماسك عند مستويات تتراوح بين 65-70 دولارًا للبرميل، حيث يترقب المتداولون المزيد من البيانات الاقتصادية الكلية الأمريكية هذا الأسبوع وقرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. كما ينتظر المستثمرون بيانات الحكومة الأمريكية حول مخزونات الخام والوقود المحلية والمقرر صدورها يوم الأربعاء.

ختاما ارتفعت أسعار النفط يوم الأربعاء مدفوعة بتقييم المستثمرين لاستقرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مما خفف من مخاوف تعطل الإمدادات. وقد عززت بيانات الطلب الأمريكي القوية وتوقعات خفض أسعار الفائدة من هذا الارتفاع. ومع أن المخاوف الجيوسياسية لم تختف تمامًا، فإن السوق يُظهر تفاؤلاً حذراً، مع ترقب المتداولين لأي تطورات قد تؤثر على التوازن بين العرض والطلب في سوق النفط.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى