أسعار الذهب ترتفع مع تراجع الدولار وعوائد السندات وسط مراقبة حذرة للهدنة الهشة في الشرق الأوسط

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا يوم الأربعاء، مدعومة بتراجع قيمة الدولار الأمريكي وانخفاض عوائد سندات الخزانة، بينما تراقب الأسواق عن كثب الهدنة الهشة بين إسرائيل وإيران. يأتي هذا الارتفاع بعد أن بلغ الذهب أدنى مستوى له في أكثر من أسبوعين يوم الثلاثاء، مما يعكس حساسيته تجاه العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المتغيرة.
الذهب يستفيد من ضعف الدولار وتراجع العوائد
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 3330.99 دولار للأونصة، كما صعدت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.3% لتسجل 3345.00 دولار.
ويعد تراجع الدولار الأمريكي عاملا رئيسيا يدعم أسعار الذهب. فقد ظل مؤشر الدولار يحوم بالقرب من أدنى مستوى له في أسبوع واحد، مما يجعل الذهب المقوم بالدولار أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى. وفي الوقت نفسه، ظلت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات قرب أدنى مستوى لها في أكثر من شهر.
وعلق كيلفين وونغ، كبير محللي السوق في OANDA، قائلا إن “البيع الفني للدولار الأمريكي وضعف عائدات سندات الخزانة الأمريكية قد أفادا أسعار الذهب”. وأضاف أن محفزًا محتملاً لارتفاع الذهب قد يكون ضعفًا إضافيًا في الدولار، وتجدد التركيز على العجز المالي الأمريكي، وسياسة التعريفات الجمركية، خاصة مع تراجع حدة التوترات بين إيران وإسرائيل.
الهدنة في الشرق الأوسط: تفاؤل حذر
يبدو أن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين إيران وإسرائيل صامد يوم الأربعاء، وذلك بعد يوم من إشارة البلدين إلى أن صراعهما الجوي قد انتهى، على الأقل في الوقت الراهن. هذا التطور يُخفف بعض الضغط عن الأسواق، مما يُقلل مؤقتا من الطلب على الملاذات الآمنة، لكن حالة الحذر لا تزال قائمة.
ثقة المستهلك تتراجع والأنظار على الفيدرالي
جاءت بيانات ثقة المستهلك الأمريكي لتُظهر تراجعًا غير متوقع في يونيو، حيث تزايد قلق الأسر بشأن توفر الوظائف. يُعد هذا مؤشرًا آخر على أن ظروف سوق العمل في الولايات المتحدة تتراجع وسط حالة عدم اليقين المتزايدة الناجمة عن تعريفات ترامب.
وفي سياق متصل، صرح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لأعضاء الكونغرس يوم الثلاثاء أن التعريفات الجمركية الأعلى قد تبدأ في رفع التضخم هذا الصيف، وهي فترة ستكون حاسمة لاعتبار الفيدرالي الأمريكي تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة.
وتشير أسواق العقود الآجلة لأموال الاحتياطي الفيدرالي الآن إلى تسعير 60 نقطة أساس من تخفيضات أسعار الفائدة لعام 2025، مع توقع أن يأتي أول تحرك في سبتمبر. يميل الذهب، الذي لا يُدر عائداً، إلى الأداء الجيد في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة وخلال فترات عدم اليقين.
البنوك المركزية تزيد مشترياتها من الذهب
في تطور مهم، أشار تقرير صادر عن منتدى المؤسسات النقدية والمالية الرسمية (OMFIF) إلى أن واحدة من كل ثلاث بنوك مركزية تدير احتياطيات مُجمعة تبلغ 5 تريليونات دولار، تُخطط لزيادة انكشافها على الذهب خلال العام أو العامين المقبلين. هذا يُعد أعلى مستوى للتوجهات نحو شراء الذهب من قبل البنوك المركزية منذ خمس سنوات على الأقل، مما يُقدم دعماً هيكلياً طويل الأجل لأسعار الذهب. ويُشير تقرير آخر إلى أن 70% من البنوك المركزية تُحجم عن الاستثمار في الأصول الأمريكية (الدولار)، وتتجه نحو الذهب واليورو واليوان.
أداء المعادن الثمينة الأخرى
في أسواق المعادن الثمينة الأخرى، ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 0.4% لتصل إلى 36.03 دولار للأونصة. بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.4% ليصل إلى 1311.76 دولار، وظل البلاديوم مستقراً عند 1065.86 دولار.
ختاما تتحرك أسعار الذهب اليوم ببطء نحو الارتفاع، مدعومة بتراجع الدولار وعوائد السندات الأمريكية، وبالهدنة الهشة بين إسرائيل وإيران. ومع أنباء تراجع ثقة المستهلك الأمريكي والتوقعات المستمرة بخفض الفائدة من الفيدرالي الأمريكي، يتلقى الذهب دعماً إضافياً. وتُقدم خطط البنوك المركزية لزيادة حيازاتها من الذهب دعماً قوياً للمعدن الأصفر على المدى الطويل، مما يُعزز مكانته كملاذ آمن في عالم مليء بعدم اليقين.
اقرأ أيضا…