أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب تتراجع مع تماسك الدولار والأنظار تترقب رد فعل إيران على الهجمات الأمريكية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا يوم الاثنين، مع تماسك الدولار الأمريكي، بينما يترقب المشاركون في السوق بحذر أي رد فعل إيراني محتمل على الضربات الأمريكية التي استهدفت مواقعها النووية. يُبقي هذا التصعيد الجيوسياسي، إلى جانب حالة عدم اليقين الاقتصادي، المستثمرين في حالة تأهب.

أسعار الذهب تتأثر بقوة الدولار

انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 3,365.29 دولار للأونصة. كما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.1% لتسجل 3,381.30 دولار.

وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.6% مقابل العملات الأخرى، مما يجعل الذهب المقوم بالدولار أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى. هذا يعكس العلاقة العكسية التقليدية بين قوة الدولار وجاذبية الذهب.

وعلق أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، قائلاً إن “ارتفاع أسعار الطاقة يمكن أن يؤخر خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي ويُعزز الدولار الأمريكي”. وأضاف: “من المرجح أن يستمر عدد من الشكوك الجيوسياسية في دعم أسعار الذهب ومنعها من تصحيح أعمق”.

تصاعد التوتر في الشرق الأوسط

تُعد التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، والتورط الأمريكي في ضرب المواقع النووية الإيرانية، هي المحور الرئيسي لقلق الأسواق. فقد تبادلت إيران وإسرائيل “ضربات جوية وصاروخية”، بينما يستعد العالم لرد فعل طهران على الهجوم الأمريكي على مواقعها النووية.

زادت المخاوف بعد أن أسقطت الولايات المتحدة قنابل “اختراق المخابئ” (bunker-buster) بوزن 30 ألف رطل على الجبل فوق موقع فوردو النووي الإيراني، مما دفع إيران للقسم بالدفاع عن نفسها. في الوقت نفسه، أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فكرة “تغيير النظام” في الجمهورية الإسلامية، مما يُضيف طبقة أخرى من عدم اليقين إلى المشهد السياسي في المنطقة.

الاقتصاد والتضخم: بيانات جديدة وشهادة باول أمام الكونغرس

يُلقي القصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية بظلال من عدم اليقين على توقعات التضخم والنشاط الاقتصادي، وذلك في بداية أسبوع حافل بالبيانات الاقتصادية الجديدة وتعليقات محافظي البنوك المركزية.

يُعد هذا الأسبوع هامًا بشكل خاص، حيث سيُدلي رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشهادة أمام الكونغرس لمدة يومين. وقد أبقى البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة ثابتة الأسبوع الماضي، لكنه قلص نظرته العامة لخفض أسعار الفائدة استجابة لتوقعات اقتصادية أكثر تحديًا.

يُشير المستثمرون حاليًا إلى توقعات بخفضين في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بحلول نهاية هذا العام، مع توقع أن يبدأ أول خفض في أكتوبر. يميل الذهب، الذي يُعتبر ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين، إلى الازدهار في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة.

أداء المعادن الثمينة الأخرى: الفضة والبلاتين والبلاديوم

في أسواق المعادن الثمينة الأخرى، ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 0.4% لتصل إلى 36.14 دولار للأونصة. كما صعد البلاتين بنسبة 1.8% ليصل إلى 1287.84 دولار، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 1.9% ليبلغ 1063.43 دولار. وتشير هذه المكاسب إلى اتجاه عام نحو المعادن الثمينة في ظل تزايد المخاطر العالمية.

ختاما تراجعت أسعار الذهب يوم الاثنين مع تماسك الدولار الأمريكي، حيث يترقب المستثمرون بحذر أي رد فعل إيراني محتمل على الضربات الأمريكية. في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتصريحات الرئيس ترامب، ومع بداية أسبوع حافل بالبيانات الاقتصادية وشهادة جيروم باول أمام الكونغرس، تظل حالة عدم اليقين هي السمة الغالبة. ستبقى أنظار الأسواق مُترقبة لأي تطورات في المنطقة، ولإشارات السياسة النقدية من واشنطن، والتي ستُحدد مسار أسعار الذهب في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى