أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

الدولار الأمريكي يتراجع مقابل اليورو والجنيه الإسترليني

تراجع الدولار الأمريكي مقابل اليورو والجنيه الإسترليني يوم الجمعة، لكنه لا يزال يتجه نحو تسجيل أكبر مكسب أسبوعي له في أكثر من شهر. يأتي هذا الأداء وسط حالة من عدم اليقين بشأن الحرب المستعرة في الشرق الأوسط وتداعياتها المحتملة على الاقتصاد العالمي، مما يُغذي الشهية نحو الملاذات الآمنة التقليدية.

الدولار الأمريكي يتماسك أسبوعيًا رغم تراجعه اليوم

على الرغم من تراجعه اليوم، يتجه مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية أخرى (بما في ذلك الفرنك السويسري والين الياباني واليورو)، نحو الارتفاع بنسبة 0.6% هذا الأسبوع.

انخفض اليورو بشكل طفيف بنسبة 0.15% ليصل إلى 1.1517 دولار، بينما تراجع الين بنسبة 0.23% ليصل إلى 145.8 ين مقابل الدولار. ومع ذلك، لا يزال اليورو يتجه لتسجيل مكاسب شهرية، بينما يسجل الين تراجعًا أسبوعيًا.

صراع الشرق الأوسط: حرب جوية مستمرة وترقب لقرار أمريكي

تواصل إسرائيل وإيران معركتهما الجوية التي دخلت أسبوعها الثاني. وقد صرحت إيران يوم الجمعة أنها لن تُناقش مستقبل برنامجها النووي بينما تتعرض لهجمات من إسرائيل، وذلك في الوقت الذي تُحاول فيه أوروبا إقناع طهران بالعودة إلى المفاوضات.

وفي سياق متصل، أعلن البيت الأبيض يوم الخميس أن الرئيس دونالد ترامب سيتخذ قرارًا بشأن التدخل المحتمل للولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي-الإيراني في غضون الأسبوعين المقبلين. هذا التأجيل قد ساعد في تهدئة قلق المستثمرين بشأن هجوم أمريكي وشيك على إيران، على الرغم من أن احتمال اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط يُبقي شهية المخاطرة تحت السيطرة.

وعلق مارك تشاندلر، كبير استراتيجيي السوق في Bannockburn Global Forex، قائلاً: “أعتقد أننا في مرحلة تماسك فقط. نحن ندخل عطلة نهاية أسبوع يسودها عدم اليقين”.

أسعار النفط والتضخم: طبقة جديدة من عدم اليقين

تراجعت أسعار خام برنت بأكثر من 2% يوم الجمعة، لكنها ظلت عند حوالي 77 دولاراً للبرميل، أي بالقرب من ذروة يناير التي بلغتها الأسبوع الماضي. وقد دعم انخفاض أسعار النفط عملات الدول المستوردة الصافية للنفط مثل اليورو والين.

وقد أضاف الارتفاع الأخير في أسعار النفط “طبقة جديدة” من عدم اليقين بشأن التضخم بالنسبة للبنوك المركزية عبر المناطق المختلفة، والتي تُعالج بالفعل التأثير المحتمل لتعريفات ترامب الجمركية على اقتصاداتها.

الفيدرالي الأمريكي: توقعات متشددة للسياسة النقدية

رغم أن الاحتياطي الفيدرالي أبقى أسعار الفائدة ثابتة هذا الأسبوع، إلا أن رئيسه جيروم باول حذر من “تضخم كبير” قادم. يُفسّر المحللون موقف البنك المركزي بأنه “ميل متشدد”، مما يُعزز مكاسب الدولار الأمريكي هذا الأسبوع.

وعلق جوزيف تريفيزاني، كبير المحللين في FX Street، قائلاً: “أي تأثير صغير للملاذ الآمن على الدولار قد زال الآن لأن الرئيس (ترامب) يتحدث الآن عن أسبوعين من المفاوضات”. وأضاف: “أنت لا ترى حركة كبيرة منه. الناس ليسوا خائفين تمامًا كما كانوا من قبل”.

البنوك المركزية الأخرى: مفاجآت في أسعار الفائدة

شهد الفرنك السويسري تراجعاً بنسبة 0.15% ليصل إلى 0.8177 مقابل الدولار، لكنه يتجه لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي له منذ منتصف أبريل، بعد أن خفض البنك المركزي السويسري أسعار الفائدة إلى 0%. وفي مفاجأة غير متوقعة، خفض بنك النرويج (Norges Bank) أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مما أدى إلى تراجع الكرونة النرويجية بأكثر من 1% مقابل الدولار هذا الأسبوع.

حرب التجارة: قلق مستمر وتهديدات قادمة

على الرغم من أن التوترات الجيوسياسية كانت محور تركيز السوق هذا الأسبوع، إلا أن المخاوف بشأن الحرب التجارية وتأثيرها المحتمل على التكاليف وهوامش الشركات والنمو الإجمالي تظل قائمة، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي لتعريفات ترامب في أوائل يوليو. هذه المخاوف قد أثرت على الدولار الأمريكي، الذي انخفض بنحو 9% هذا العام.

ظلت العملات المرتبطة بشكل إيجابي بمعنويات المخاطرة، مثل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، مستقرة. وفي مكان آخر، تداول اليوان عند 7.1750 بعد أن أبقت الصين أسعار الفائدة الأساسية للقروض دون تغيير كما كان متوقعًا.

ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.3483 دولار، ليعود بالقرب من مستوياته السابقة بعد أن قلص بعض مكاسبه لفترة وجيزة، مع إظهار بيانات مبيعات التجزئة البريطانية تسجيل أحجام مبيعات لأحد أكبر الانخفاضات منذ ديسمبر 2023 الشهر الماضي.

ختاما يتراجع الدولار الأمريكي يوم الجمعة بعد أسبوع من التقلبات، حيث يُوازن المستثمرون بين مخاطر الحرب المستمرة في الشرق الأوسط وتأثيراتها المحتملة، وبين نظرة الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشديدًا لأسعار الفائدة. ومع استمرار حالة عدم اليقين بشأن سياسات ترامب التجارية، فإن مسار الدولار الأمريكي في الفترة المقبلة سيعتمد بشكل كبير على كيفية تطور هذه العوامل الجيوسياسية والاقتصادية المعقدة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى