أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

أسعار النفط تتراجع مع استمرار صراع إيران وإسرائيل ومخاوف من تدخل أمريكي مباشر

تراجعت أسعار النفط يوم الأربعاء، بعد مكاسب بنسبة 4% في الجلسة السابقة، مع تزايد قلق الأسواق من احتمال حدوث اضطرابات في الإمدادات جراء الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل، ووسط تكهنات حول تدخل أمريكي مباشر في النزاع.

النفط يتراجع: الأرقام ومؤشرات السوق

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 93 سنتًا، أي 1.2%، لتصل إلى 75.52 دولار للبرميل. كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي بواقع 88 سنتا، أي 1.2% أيضا، لتبلغ 73.96 دولار للبرميل. يأتي هذا الانخفاض بعد أن شهدت الأسعار قفزة قوية في الجلسة السابقة، مما يعكس حساسية السوق الشديدة لتطورات الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط.

صراع الشرق الأوسط: تهديدات أمريكية وتصعيد إيراني

تُعد التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل هي المحرك الرئيسي لتقلبات أسعار النفط. فقد حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء، من أن صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد، داعيًا إيران إلى “استسلام غير مشروط”. ورغم قوله بأنه لا توجد نية لقتل المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي “في الوقت الحالي”، إلا أن تعليقاته تُشير إلى موقف أكثر تشددًا تجاه إيران، بينما تُقيّم إدارته إمكانية تعميق التدخل الأمريكي.

وقد ذكر مصدر مطلع على المناقشات الداخلية أن أحد الخيارات التي يدرسها ترامب وفريقه هو الانضمام إلى إسرائيل في ضربات ضد المواقع النووية الإيرانية. ويُحذر المحللون من أن أي تدخل أمريكي مباشر يُهدد بتوسيع المواجهة بشكل أكبر، مما يُعرّض البنية التحتية للطاقة في المنطقة لخطر أكبر من الهجمات.

وعلق محللو ING قائلين: “أكبر مخاوف سوق النفط هي إغلاق مضيق هرمز”. وأضاف البنك: “ما يقرب من ثلث تجارة النفط العالمية المنقولة بحراً تمر عبر هذه النقطة الحرجة. أي اضطراب كبير في هذه التدفقات سيكون كافيًا لدفع الأسعار إلى 120 دولارًا [للبرميل]”. يُعد هذا السيناريو كارثيًا لسوق النفط العالمي.

في المقابل، صرح السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في جنيف، علي بحريني، يوم الأربعاء أن طهران أبلغت واشنطن بأنها سترد بحزم على الولايات المتحدة إذا تورطت بشكل مباشر في الحملة العسكرية الإسرائيلية. هذه التصريحات المتبادلة تُصعد من حدة التوتر وتُبقي على الأسواق في حالة تأهب قصوى.

قرارات الفيدرالي الأمريكي: معضلة التضخم والنمو

تتطلع الأسواق أيضاً إلى اليوم الثاني من مناقشات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء، حيث يُتوقع أن يُبقي البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي على الأموال الليلية في نطاق 4.25% إلى 4.50%.

ومع ذلك، يرى توني سيكامور، محلل السوق في IG، أن الصراع في الشرق الأوسط وخطر تباطؤ النمو العالمي قد يدفعان الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يوليو، أي في وقت أقرب من توقعات السوق الحالية التي تُشير إلى سبتمبر. عادةً ما تُعزز أسعار الفائدة المنخفضة النمو الاقتصادي والطلب على النفط.

لكن ما يُعقد قرار الاحتياطي الفيدرالي هو احتمال أن يُخلق الصراع في الشرق الأوسط مصدرًا جديدًا للتضخم عبر ارتفاع أسعار النفط. هذا يضع البنك المركزي في معضلة بين دعم النمو الاقتصادي والسيطرة على التضخم المتصاعد.

مخزونات النفط الأمريكية: انخفاض يُضاف إلى مخاوف الإمداد

على صعيد الإمدادات، أظهرت بيانات نقلاً عن أرقام معهد البترول الأمريكي يوم الثلاثاء أن مخزونات النفط الخام الأمريكية تراجعت بواقع 10.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 13 يونيو. ومن المقرر صدور البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق يوم الأربعاء. هذا الانخفاض الكبير في المخزونات يُشير إلى طلب قوي أو نقص في الإمدادات، مما قد يوفر بعض الدعم لأسعار النفط في ظل المخاوف الجيوسياسية.

ختاما تراجعت أسعار النفط يوم الأربعاء مع استمرار تصاعد الصراع الإسرائيلي-الإيراني والمخاوف المتزايدة من تدخل أمريكي مباشر. تُركز الأسواق على تهديد إغلاق مضيق هرمز، وتُعقد تداعيات الصراع على التضخم مهمة الاحتياطي الفيدرالي في تحديد مسار أسعار الفائدة. ومع تراجع مخزونات النفط الأمريكية، تظل أسعار النفط تحت تأثير مجموعة معقدة من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، مما يجعل مسارها في الفترة المقبلة شديد التقلب.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى