أسعار النفط تتراجع مع تقييم الأسواق لحدة التوترات في الشرق الأوسط

شهدت أسعار النفط تراجعاً يوم الخميس، عاكسة المكاسب التي حققتها في وقت سابق من جلسة التداول الآسيوية، وذلك مع تقييم المشاركين في السوق لقرار الولايات المتحدة بنقل أفراد من الشرق الأوسط قبيل محادثات مرتقبة مع إيران بشأن أنشطتها النووية. هذا التراجع يأتي بعد قفزة قوية سجلتها الأسعار يوم الأربعاء، مما يعكس حساسية السوق الشديدة للتطورات الجيوسياسية في المنطقة.
النفط يعود للانخفاض: الأرقام ومؤشرات السوق
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 73 سنتاً، أو ما يعادل 1.1%، لتصل إلى 69.04 دولار للبرميل. كما تراجع خام غرب تكساس الأمريكي بواقع 66 سنتا، أو 1%، ليبلغ 67.49 دولار. يأتي هذا التراجع بعد أن قفز كل من خام برنت وخام غرب تكساس بأكثر من 4% يوم الأربعاء، مسجلين أعلى مستوياتهما منذ أوائل أبريل.
الشرق الأوسط بؤرة التوتر وتأثيرها على إمدادات النفط
تعد التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط المحرك الرئيسي لتحركات أسعار النفط. فقد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة “تنقل أفرادا” لأن الشرق الأوسط “قد يكون مكانا خطيرا”. وأضاف أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي. في المقابل، تصر إيران على أن أنشطتها النووية سلمية.
وقد زادت التوترات المتزايدة مع إيران من احتمالية حدوث اضطراب في إمدادات النفط. ومن المقرر أن يلتقي الجانبان يوم الأحد. وعلق أرني راسموسن، محلل Global Risk Management: “بالنسبة لسوق النفط، الكابوس المطلق هو إغلاق مضيق هرمز”. وأضاف: “إذا أغلقت إيران هذا الممر الضيق، فقد يؤثر ذلك على ما يصل إلى 20% من تدفقات النفط العالمية”. يُعد مضيق هرمز نقطة اختناق حيوية لنقل النفط، وأي تهديد له يثير قلقا كبيرا في السوق.
يوم الأربعاء، حذرت الوكالة البحرية البريطانية من أن تزايد التوترات في المنطقة قد يؤدي إلى تصعيد في النشاط العسكري الذي قد يؤثر على حركة الملاحة في الممرات المائية الحيوية. وقد نصحت السفن بتوخي الحذر أثناء السفر عبر الخليج، وخليج عمان، ومضيق هرمز، التي كلها تقع على حدود إيران.
في سياق متصل، تستعد الولايات المتحدة لإجلاء جزئي لسفارتها في العراق وستسمح لمعالين الجنود بمغادرة مواقع في الشرق الأوسط بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة، وفقاً لرويترز نقلاً عن مصادر أمريكية وعراقية يوم الأربعاء. ويُعد العراق ثاني أكبر منتج للنفط الخام بعد السعودية في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). كما يمكن لمعالين العسكريين مغادرة البحرين، وفقاً لمسؤول أمريكي.
ترقب وحذر لمحادثات إيران النووية
تشير الأسعار إلى ضعف بعد أن وصلت إلى مستويات مقاومة فنية رئيسية خلال الارتفاع الذي حدث يوم الأربعاء، بالإضافة إلى أن بعض المشاركين في السوق يراهنون على أن اجتماع الولايات المتحدة وإيران يوم الأحد سيؤدي إلى تخفيف التوتر، حسبما ذكر كلفن وونغ، كبير محللي السوق في OANDA.
وقد كرر ترامب مرارا أن الولايات المتحدة ستقصف إيران إذا لم يتمكن البلدان من التوصل إلى اتفاق بشأن أنشطة إيران المتعلقة بالبرنامج النووي، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم. وفي المقابل، قال وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده يوم الأربعاء إن إيران ستضرب القواعد الأمريكية في المنطقة إذا فشلت المحادثات وإذا بدأت الولايات المتحدة الصراع.
ويخطط المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في عمان يوم الأحد لمناقشة رد إيران على مقترح أمريكي لاتفاق.
وفي تطور آخر، أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 دولة يوم الخميس أن إيران انتهكت التزاماتها بعدم الانتشار لأول مرة منذ ما يقرب من 20 عاماً، مما يزيد من احتمالية إبلاغ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. هذا التطور يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى الوضع المتوتر.
ختاما تتراجع أسعار النفط يوم الخميس مع تقييم السوق لحدة التوترات في الشرق الأوسط. فبينما أدت المخاوف من اضطراب الإمدادات بسبب التوترات الأمريكية-الإيرانية إلى قفزة قوية في الأسعار يوم الأربعاء، فإن ترقب محادثات الأحد بين الجانبين، ووصول الأسعار إلى مستويات مقاومة فنية، قد دفعا الأسعار للتراجع. ستبقى أنظار السوق متجهة إلى عمان يوم الأحد، وإلى أي تطورات جيوسياسية في المنطقة، حيث أن هذه العوامل ستكون حاسمة في تحديد مسار أسعار النفط في الفترة المقبلة.
اقرأ أيضا…