سلعأخبار النفط

ثبات حذر لأسعار النفط في ظل تباين العوامل المؤثرة

شهدت أسعار النفط نوعاً من الاستقرار يوم الخميس، بعد تراجعها بأكثر من 1% في اليوم السابق، وذلك بفعل عدة عوامل متضاربة أثرت على معنويات السوق. يأتي هذا الثبات الحذر في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون تطورات البيانات الاقتصادية الأمريكية والتوترات الجيوسياسية، والتي ستحدد مسار أسعار النفط في الفترة القادمة.

تخفيضات الأسعار السعودية تضغط على أسعار النفط

أنهت أسعار النفط تداولات يوم الأربعاء على انخفاض بنحو 1% بعد أن أظهرت البيانات الرسمية زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات البنزين والديزل في الولايات المتحدة. يعكس هذا النمو في المخزونات ضعفاً في الطلب ضمن أكبر اقتصاد في العالم، مما أثار مخاوف بشأن فائض محتمل في المعروض.

وفي خطوة أضافت إلى الضغط الهبوطي، قامت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، بتخفيض أسعار بيعها للنفط الخام لشهر يوليو للمشترين الآسيويين إلى أدنى مستوى لها في شهرين تقريباً. جاء هذا التخفيض في الأسعار عقب قرار تحالف أوبك+ في نهاية الأسبوع بزيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً لشهر يوليو.

وتشير التقارير إلى أن استراتيجية المملكة العربية السعودية، القائدة الفعلية لأوبك، تهدف جزئياً إلى معاقبة المنتجين الذين تجاوزوا حصصهم من خلال التخفيضات الطوعية، في محاولة لاستعادة حصتها في السوق. هذا يعني أن 2.2 مليون برميل يومياً من الخفض الطوعي قد يتم التراجع عنها بين يونيو ونهاية أكتوبر.

وعلى الرغم من إمكانية وجود فائض في المعروض في النصف الثاني من العام مع الزيادات المتوقعة في إنتاج أوبك+، فإن العوامل الجيوسياسية وحرائق الغابات الكندية – التي يمكن أن تؤثر على إنتاج النفط – توفر دعماً لـ أسعار النفط. يوضح تاماس فارغا، المحلل في PVM، أن هذه العوامل تساهم في دعم الأسعار على الرغم من التوقعات السوقية.

تأثير المفاوضات التجارية والبيانات الاقتصادية الأمريكية على أسعار النفط

لا يزال الطلب على النفط يتأثر بشكل كبير بالمفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين. أظهرت البيانات الصادرة يوم الأربعاء أن قطاع الخدمات الأمريكي قد انكمش في مايو لأول مرة منذ ما يقرب من عام، مما يشير إلى ضعف محتمل في النشاط الاقتصادي.

على الصعيد التجاري، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ “صعب” و “من الصعب للغاية التوصل إلى اتفاق معه”، مما يكشف عن استمرار الاحتكاك بين بكين وواشنطن. هذه التوترات التجارية يمكن أن تؤثر سلباً على النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي على الطلب على النفط.

وسيراقب المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية الأمريكية القادمة، مثل بيانات التوظيف (الرواتب غير الزراعية)، والتي قد تؤثر على سياسة أسعار الفائدة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. كما سيظل التركيز على التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وفقاً لجيوفاني ستاونوفو، المحلل في UBS. فأسعار الفائدة المرتفعة عادةً ما تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، مما يقلل من الطلب على النفط، بينما يمكن أن تؤدي التوترات الجيوسياسية إلى اضطرابات في الإمدادات وارتفاع الأسعار.

أسعار النفط حاليا: ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 23 سنتا، أو 0.35%، لتصل إلى 65.09 دولار للبرميل. كما ارتفع خام غرب تكساس الأمريكي 16 سنتا، أو 0.25%، ليصل إلى 63.01 دولار للبرميل.

توازن هش في سوق النفط

في الختام، تعيش أسعار النفط حالة من التوازن الهش بين العوامل التي تدفعها نحو الارتفاع وتلك التي تضغط عليها نحو الانخفاض. فبينما تشير الزيادة في المخزونات الأمريكية وتخفيضات الأسعار السعودية إلى ضعف في الطلب وفائض محتمل في المعروض، فإن التوترات الجيوسياسية في مناطق الإنتاج الرئيسية وحرائق الغابات في كندا توفر دعماً للأسعار. ستبقى عيون الأسواق متجهة نحو البيانات الاقتصادية الأمريكية القادمة ومستقبل المفاوضات التجارية، بالإضافة إلى التطورات الجيوسياسية، لتحديد الاتجاه المستقبلي لأسعار النفط.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى