أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

أسعار النفط تستقر: حرائق كندا توازن زيادة إنتاج “أوبك+” وسط توترات عالمية

شهدت أسعار النفط استقرارا يوم الأربعاء، وذلك في ظل حالة من التوازن الدقيق بين عوامل متضاربة في السوق العالمية. ففي حين أن خطط “أوبك+” لزيادة الإنتاج تضغط على الأسعار، إلا أن تراجع الإمدادات الكندية بسبب حرائق الغابات يوفر دعماً. وتضاف إلى ذلك التوترات التجارية والجيوسياسية المستمرة، التي تُبقي المستثمرين في حالة حذر وترقب.

استقرار أسعار النفط

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 7 سنتات، أي بنسبة 0.1%، لتصل إلى 65.70 دولار للبرميل. كما ارتفع خام غرب تكساس الأمريكي بواقع 3 سنتات، أي بنسبة 0.1% تقريباً، ليبلغ 63.44 دولار. تعكس هذه التحركات الطفيفة حالة من عدم اليقين في السوق، حيث تلغي القوى المتعارضة تأثير بعضها البعض.

وكان كل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط قد صعدا بنحو 2% يوم الثلاثاء، مسجلين أعلى مستوى لهما في أسبوعين. وجاء هذا الارتفاع مدفوعا بالمخاوف بشأن اضطراب الإمدادات وتوقعات بأن عضو “أوبك+” إيران سترفض مقترح اتفاق نووي أمريكي، والذي يعد مفتاحا لتخفيف العقوبات المفروضة عليها.

“أوبك+”: زيادة الإنتاج تضغط على السوق

تُشكل خطط منتجي “أوبك+” لزيادة الإنتاج مرة أخرى بمقدار 411 ألف برميل يوميا في يوليو ضغطا على السوق، حسبما أفاد جانيف شاه، نائب رئيس تحليل أسواق السلع النفطية في Rystad Energy. ورغم أن هذا الرقم كان متوقعا ومسعرا من قبل السوق إلى حد كبير، فإن استمرار زيادة المعروض من أكبر المنتجين يثير قلقا بشأن الفائض المحتمل، خاصة في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

وقد توصلت السعودية وروسيا، وهما أكبر منتجين في المجموعة، إلى حل وسط بشأن خطة زيادة إنتاج يوليو في نهاية الأسبوع الماضي، حيث دفعت الرياض باتجاه زيادة أكبر بينما جادلت موسكو من أجل وقف مؤقت، وفقاً لأربعة مصادر من “أوبك+” مطلعة على المحادثات.

حرائق كندا والتوترات الجيوسياسية عامل دعم للإمدادات

في المقابل، حصلت الأسعار على بعض الدعم مع تسبب حرائق الغابات في كندا في تقليص الإنتاج بنحو 344 ألف برميل يوميا، وفقا لحسابات رويترز. هذا التراجع في الإمدادات من منتج رئيسي يعوض جزئياً الزيادة في إنتاج “أوبك+”، مما يساعد على استقرار الأسعار.

لا تزال التوترات الجيوسياسية تلقي بظلالها على السوق، مع استمرار صراع روسيا وأوكرانيا، وتطورات الملف النووي الإيراني. فقد قال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الأربعاء إن التخلي عن تخصيب اليورانيوم “مخالف 100%” لمصالح البلاد، رافضا بذلك مطلبا أمريكيا مركزيا في المحادثات الهادفة لحل النزاع المستمر منذ عقود بشأن طموحات طهران النووية.

وعلق أماربريت سينغ، محلل في باركليز، في مذكرة بحثية أواخر يوم الثلاثاء، قائلا: “التوترات الجيوسياسية كامنة، مع مخاطر تميل نحو الارتفاع، حيث لا تزال صادرات النفط الروسية والإيرانية مرتفعة”. وإذا فشلت المحادثات النووية، فقد يعني ذلك استمرار العقوبات على إيران، مما سيحد من الإمدادات النفطية الإيرانية في السوق ويؤثر على أسعار النفط بشكل إيجابي.

روسيا والسياسات التجارية

على الجانب الآخر، أعلنت روسيا يوم الأربعاء عن انخفاض بنسبة 35% في إيرادات النفط والغاز لشهر مايو. هذا الانخفاض قد يجعل موسكو أكثر مقاومة لأي زيادات إضافية في إنتاج “أوبك+”، حيث أن مثل هذه التحركات تضغط على أسعار النفط وتؤثر سلباً على إيراداتها.

وعلى الصعيد التجاري، من المرجح أن يتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الصيني شي جين بينغ هذا الأسبوع، وذلك بعد أيام من اتهام ترامب للصين بانتهاك اتفاق لخفض التعريفات والقيود التجارية. وقد خفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) يوم الثلاثاء توقعاتها للنمو العالمي، مشيرة إلى أن تداعيات الحرب التجارية لترامب تُلقي بظلالها بشكل أكبر على الاقتصاد الأمريكي. تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي غالباً ما يقلل من الطلب على النفط، مما يضغط على الأسعار.

ختاما تستقر أسعار النفط اليوم في ظل توازن دقيق بين عوامل متضاربة. ففي حين أن زيادة إنتاج “أوبك+” تضغط على السوق، فإن تقلص الإمدادات الكندية بسبب حرائق الغابات، وتصاعد التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا والشرق الأوسط، كلها عوامل تدعم الأسعار. إضافة إلى ذلك، فإن تراجع إيرادات النفط والغاز الروسية، والتوترات التجارية العالمية التي تؤثر على النمو الاقتصادي، تزيد من تعقيد المشهد. على المستثمرين الأفراد والقراء العاديين مراقبة هذه الديناميكيات المعقدة بعناية، حيث أن التوازن بين العرض والطلب، والأحداث السياسية، سيشكلان مسار أسعار النفط في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى