الدولار الأمريكي يتأرجح وسط ترقب لقمة ترامب-شي وبيانات الوظائف الأمريكية تتحكم في مساره

شهد الدولار الأمريكي أداء متقلبا يوم الثلاثاء، حيث تراجع في وقت مبكر ثم استعاد بعض مكاسبه. يأتي هذا التذبذب في ظل ترقب الأسواق لمحادثة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الصيني شي جين بينج هذا الأسبوع، والتي قد تحدد مستقبل التوترات التجارية العالمية. وفي الوقت نفسه، يترقب المستثمرون بيانات الوظائف الأمريكية الرئيسية التي ستصدر قريبا، والتي ستوفر قراءة مهمة حول صحة الاقتصاد الأمريكي.
الدولار يتراجع ثم يتعافى: مؤشرات السوق المتضاربة
بدأت العملة الأمريكية الأسبوع على قدمٍ مهتزة بعد أن اتهم ترامب بكين يوم الجمعة الماضي بانتهاك اتفاق لخفض التعريفات والقيود التجارية. وقد أدت هذه التصريحات إلى تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في ستة أسابيع مقابل سلة من العملات في وقت مبكر من يوم الثلاثاء. ومع ذلك، عاد مؤشر الدولار للارتفاع بنصف نقطة مئوية ليصل إلى 99.07، ويمحي بذلك خسائره المبكرة.
وفي سياق آخر، ارتفعت قيمة الدولار الأمريكي بشكل طفيف مقابل الفرنك السويسري لتصل إلى 0.8181 فرنك، بعد أن تحول التضخم في سويسرا إلى سلبي في مايو للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات. هذا الانخفاض في أسعار المستهلك السويسرية يزيد الضغط على البنك الوطني السويسري لخفض سعر الفائدة بشكل حاد في وقت لاحق من هذا الشهر، مما يؤثر على فروقات أسعار الفائدة ويجعل الفرنك السويسري أقل جاذبية.
وعلق كينيث بروكس، رئيس قسم أبحاث العملات الأجنبية في سوسيتيه جنرال، قائلا: “يفترض أن المستثمرين يحاولون تقليل حيازات الدولار أو التحوط من التعرض للدولار”. وأضاف: “ومع ذلك، إذا كانت لديك دول مثل سويسرا حيث يعود التضخم إلى المنطقة السلبية وتستمر فروقات أسعار الفائدة في الاتساع، فقد يؤدي ذلك إلى تدخل لإبطاء ارتفاع الفرنك وانخفاض الدولار”. عادة ما ترتفع قيمة العملة إذا كانت أسعار الفائدة في بلدها أعلى من غيرها.
في أوروبا، وصل اليورو إلى أعلى مستوى له في ستة أسابيع قبل أن يتراجع لاحقا خلال اليوم ليصل إلى 1.1389 دولار، بينما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.34% إلى 1.3498 دولار.
ترقب قمة ترامب-شي
ستكون المكالمة المرتقبة بين الرئيس ترامب والزعيم الصيني شي جين بينج محل مراقبة دقيقة من قبل الأسواق، التي عانت من اضطرابات بسبب التوترات التجارية الناجمة عن التعريفات الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم. هذه التوترات لا تزال قائمة، وتأمل الأسواق أن توفر هذه المكالمة بعض الوضوح حول مستقبل العلاقات التجارية.
وقد أدى الوضع التجاري العالمي المتشائم إلى تراجع طفيف في العقود الآجلة الأمريكية، وفشلها في الحفاظ على المكاسب الطفيفة التي تحققت في جلسة التداول النقدية في وول ستريت خلال الليل.
بيانات سوق العمل ومخاوف الدين
في وقت لاحق من الأسبوع، قد يؤدي ارتفاع في معدلات البطالة، من بين عوامل أخرى، إلى دفع الاحتياطي الفيدرالي للبدء في التفكير في تخفيف سياسته النقدية مرة أخرى، خاصة بعد أن تخلى المستثمرون إلى حد كبير عن توقعات بخفض أسعار الفائدة هذا الشهر أو الشهر القادم.
تقرير وظائف أمريكي ضعيف سيكون بمثابة راحة لسوق سندات الخزانة، حيث لا تزال عوائد السندات لأجل 30 عاما تقترب من حاجز الـ 5%، مع طلب المستثمرين لعلاوة أعلى لتعويض العرض المتزايد للدين العام. فمجلس الشيوخ سيبدأ هذا الأسبوع في النظر في مشروع قانون لخفض الضرائب والإنفاق، والذي يقدر أنه سيضيف 3.8 تريليون دولار إلى دين الحكومة الفيدرالية البالغ 36.2 تريليون دولار على مدى العقد المقبل.
أداء السلع والملاذات الآمنة
في أسواق السلع، ارتفعت أسعار النفط بسبب مخاوف بشأن الإمدادات، حيث صعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.43% لتصل إلى 64.91 دولار للبرميل، بينما ارتفع الخام الأمريكي بنسبة 0.48% ليبلغ 62.82 دولار. وفي المقابل، تراجع سعر الذهب الفوري من أعلى مستوى له في أربعة أسابيع، ليستقر عند 3358 دولار للأونصة. هذا التراجع في الذهب يعكس جزئيا تعافي الدولار الأمريكي وتراجع حذر المستثمرين عن أصول الملاذ الآمن مؤقتا.
ختاما يواجه الدولار الأمريكي حاليا مسارا مليئا بالتقلبات، مدفوعا بترقب المحادثات التجارية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين، والتي تحمل في طياتها القدرة على إحداث تحولات كبيرة في المشهد الاقتصادي العالمي. كما أن بيانات سوق العمل الأمريكية القادمة ومخاوف الدين الحكومي ستلعب دوراً حاسماً في تحديد اتجاهه. على المستثمرين الأفراد والقراء العاديين مراقبة هذه التطورات عن كثب، حيث أن كل منها يحمل القدرة على تحريك قيمة العملة الخضراء في اتجاهات مختلفة.
اقرأ أيضا…