أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

أسعار النفط تستقر بعد تأجيل ترامب للتعريفات الجمركية على أوروبا

شهدت أسعار النفط استقرارا نسبيا يوم الثلاثاء، حيث عوضت المخاوف المتراجعة بشأن الحرب التجارية تأثير التوقعات بزيادة الإنتاج من مجموعة “أوبك+” في اجتماعها المقرر هذا الأسبوع. هذا التوازن الدقيق يعكس حالة عدم اليقين في السوق، حيث تتصارع عوامل العرض والطلب مع التحركات السياسية والاقتصادية العالمية، مما يجعل مسار أسعار النفط أمراً يستدعي المتابعة.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 26 سنتا، أو ما يعادل 0.4%، لتصل إلى 65 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الأمريكي (WTI) بواقع 25 سنتا، أو 0.4%، ليبلغ 61.78 دولار للبرميل. هذه التحركات الطفيفة تشير إلى أن السوق في حالة ترقب، بانتظار إشارات أوضح من الأحداث القادمة.

أوضح جيوفاني ستونوف، المحلل لدى UBS، أن “تخفيف مخاوف الحرب التجارية يرفع الأسعار، لكن الارتفاع يظل محدودا حتى يتضح ما ستقرره أوبك+ يوم السبت”. يضاف إلى ذلك، أن أسواق الولايات المتحدة ولندن كانت مغلقة يوم الاثنين بسبب عطلة يوم الذكرى، مما قد يكون قد قلل من أحجام التداول وأسهم في استقرار نسبي.

تهدئة ترامب التجارية دفعة إيجابية للطلب

جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتمديد مهلة المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو بمثابة عامل داعم لأسعار النفط. هذا التمديد خفف من المخاوف الفورية بشأن فرض تعريفات جمركية قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وبالتالي خفض الطلب على الوقود. ففي بيئة تجارية مستقرة، تميل الشركات إلى زيادة نشاطها، مما يدعم استهلاك الطاقة.

كما دعمت تعليقات نائب رئيس الوزراء الروسي وخطوة الرئيس ترامب بتأجيل التعريفات الجمركية ضد الاتحاد الأوروبي الأسعار، حسبما ذكر تاماس فارجا، محلل PVM. هذا يشير إلى أن الأسواق تتنفس الصعداء بشكل مؤقت من شبح الحرب التجارية الشاملة.

 زيادة مرتقبة من أوبك+في الإنتاج تثير قلق السوق

على الجانب الآخر من معادلة العرض والطلب، تظل توقعات زيادة الإنتاج من مجموعة “أوبك+” عاملا كابحا لارتفاعات أسعار النفط. فمن المتوقع أن تضع منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاؤها اللمسات الأخيرة على مستويات إنتاج يوليو خلال اجتماعهم، والذي تشير المصادر إلى أنه سيشمل زيادة في الإنتاج قدرها 411 ألف برميل يوميا.

وصرح نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الاثنين أن “أوبك+” لم تناقش بعد زيادة الإنتاج. ومن المرجح أن تضع المجموعة اللمسات الأخيرة على حصص الإنتاج في اجتماع وزاري عبر الإنترنت في 28 مايو الجاري. كما أعلنت ثلاثة مصادر داخل المجموعة لرويترز يوم الاثنين أن ثمانية أعضاء من “أوبك+” كانوا قد تعهدوا بتخفيضات طوعية إضافية، من المتوقع أن يجتمعوا في 31 مايو، أي قبل يوم واحد من الموعد المقرر سابقا. وكانت “أوبك+” قد وافقت بالفعل على تسريع زيادات إنتاج النفط للشهر الثاني في يونيو، مما يزيد من تدفق المعروض إلى السوق.

هذه الزيادات المتوقعة في الإنتاج تأتي في وقت يسعى فيه المنتجون لتلبية الطلب المتزايد على النفط، لكنها في الوقت نفسه تثير مخاوف من أن المعروض قد يتجاوز النمو في الطلب، خاصة إذا ما تباطأ النمو الاقتصادي العالمي لأي سبب.

الملف الإيراني: عامل دعم محتمل

في سياق منفصل، أدلى الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان بتصريحات يوم الاثنين أشار فيها إلى أن إيران ستكون قادرة على الصمود حتى لو فشلت المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي في تأمين صفقة. في حال فشلت المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، فقد يعني ذلك استمرار العقوبات المفروضة على إيران، وهو ما سيحد من الإمدادات النفطية الإيرانية في السوق، وبالتالي سيكون داعما لأسعار النفط. هذا العامل الجيوسياسي يضيف طبقة من التعقيد إلى التوقعات، حيث أن أي تغيير في الوضع الإيراني يمكن أن يؤثر بشكل كبير على المعروض العالمي.

تراجع الحفارات الأمريكية: إشارة إلى تقلص المعروض المستقبلي

على الجانب الآخر من العرض، تلقى خام برنت وغرب تكساس دعما يوم الجمعة من بيانات شركة خدمات الطاقة “بيكر هيوز”، التي أظهرت أن الشركات الأمريكية خفضت عدد حفارات النفط العاملة بواقع ثمانية حفارات، ليصل إلى 465 حفارا الأسبوع الماضي. هذا هو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2021، مما يزيد من احتمالية تقلص الإمدادات في المستقبل ويعد عاملا داعما لأسعار النفط على المدى الأطول.

في النهابة ستقر سوق النفط في الوقت الحالي نتيجة توازن بين عوامل متضاربة. فمن جهة، هناك تهدئة في التوترات التجارية الأمريكية مع الاتحاد الأوروبي، وتراجع في عدد الحفارات الأمريكية، مما يدعم الأسعار. ومن جهة أخرى، تستعد “أوبك+” لزيادة إنتاجها، وتظل المخاطر الجيوسياسية المتعلقة بإيران قائمة. على المستثمرين الأفراد والقراء العاديين مراقبة نتائج اجتماع “أوبك+” القادم، وتطورات المفاوضات التجارية، والملف النووي الإيراني، حيث أن هذه العوامل ستلعب دوراً حاسماً في تحديد مسار أسعار النفط في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى