عضو الفيدرالي بوستيك يميل إلى خفض واحد فقط للفائدة هذا العام

في تصريحات لافتة يوم الاثنين، أشار رافائيل بوستيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا وأحد الأصوات المؤثرة ضمن صانعي السياسة النقدية، إلى أنه يميل حاليًا نحو تفضيل خفض واحد فقط لأسعار الفائدة هذا العام. تأتي هذه الرؤية الأكثر تشددًا نسبيًا في وقت يحاول فيه البنك المركزي الأمريكي الموازنة بين الضغوط التضخمية المحتملة المتصاعدة والمخاوف من تباطؤ اقتصادي. وتُعتبر تصريحات هذا عضو الفيدرالي مؤشرًا هامًا على كيفية تأثير التطورات الأخيرة، وخاصة فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية، على تفكير صانعي السياسة
تصريحات عضو الفيدرالي بوستيك وتوقعات أسعار الفائدة
خلال مقابلة مع شبكة “سي إن بي سي” في برنامج “سكواك بوكس” يوم الاثنين، أوضح بوستيك، عضو الفيدرالي البارز، نظرته لمسار أسعار الفائدة قائلا: “بالنسبة لي الآن، أتوقع أن يستغرق الأمر وقتا أطول قليلا حتى تتضح الأمور… أميل أكثر بكثير إلى خفض واحد هذا العام، لأنني أعتقد أن الأمر سيستغرق وقتًا، وبعد ذلك سيتعين علينا نوعا ما أن نرى”.
وتأتي هذه التصريحات لتشكل تباينا مع التوقعات التي أصدرها البنك المركزي الأمريكي في مارس الماضي، والتي كانت تشير إلى خفضين محتملين لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية لكل منهما خلال عام 2025. ويعكس التغير في وجهة نظر بوستيك، وهو عضو الفيدرالي الذي يشارك في مناقشات لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) المسؤولة عن تحديد أسعار الفائدة (على الرغم من أنه ليس عضوا مصوتا حاليا)، القلق المتزايد بشأن استمرار الضغوط التضخمية.
مخاوف التضخم تتصدر أولويات عضو الفيدرالي بوستيك
يقع على عاتق مجلس الاحتياطي الفيدرالي تفويض مزدوج يتمثل في دعم الحد الأقصى من التوظيف والحفاظ على استقرار الأسعار. وعند سؤاله عن أي جانب من هذا التفويض يقلقه أكثر في الوقت الحالي، ركز بوستيك، عضو الفيدرالي، على الارتفاع المحتمل في الأسعار.
وقال: “أقلق كثيرا بشأن جانب التضخم، وذلك أساسا لأننا نرى التوقعات تتحرك بطريقة مقلقة… وهذا سيجعل مهمتنا أصعب”. وتشير هذه المخاوف إلى أن عضو الفيدرالي يرى أن المخاطر الصعودية للتضخم قد تكون أكثر إلحاحا في الوقت الحالي من مخاطر التباطؤ الاقتصادي، على الرغم من اعترافه بأن البنك المركزي يحاول تحقيق توازن بين هذين الهدفين. وتأتي هذه المخاوف متسقة مع نتائج استطلاع حديث لثقة المستهلك أظهر قلق الأمريكيين من أن التعريفات الجمركية قد تدفع التضخم للارتفاع.
العامل الرئيسي في تغيير النظرة المستقبلية للسياسة النقدية
أشار بوستيك، عضو الفيدرالي، صراحة إلى أن التعريفات الجمركية كانت أكبر مما توقعه بنك الاحتياطي الفيدرالي في بداية العام، وهو ما يمثل عاملاً رئيسيًا في إعادة تقييمه لمسار أسعار الفائدة. وقد شهد المشهد التجاري تغيرات متلاحقة منذ تولى الرئيس دونالد ترامب منصبه في يناير، حيث تم الكشف عن تعريفات جمركية على جميع الشركاء التجاريين تقريبا في 2 أبريل، قبل الإعلان عن هدنة لمدة 90 يوما حددت الرسوم على معظم الدول عند 10%. كما توصلت الولايات المتحدة إلى هدنة منفصلة لمدة 90 يومًا مع الصين، على الرغم من أن التعريفات لا تزال أعلى مما كانت عليه قبل تولي ترامب منصبه.
وأكد بوستيك يوم الاثنين أن حتى التعريفات المخفضة الحالية “ذات أهمية اقتصادية بالتأكيد”. هذا التقييم من قبل عضو الفيدرالي يعني أن التأثيرات المحتملة لهذه التعريفات على الأسعار والنمو الاقتصادي لا تزال مصدر قلق كبير وقد تتطلب استجابة حذرة من السياسة النقدية.
تأثير تصريحات عضو الفيدرالي على الأسواق
عادة ما تراقب الأسواق المالية عن كثب تصريحات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خاصة تلك التي تشير إلى تحول محتمل في مسار السياسة النقدية. وتميل التصريحات الأكثر تشددا من قبل عضو الفيدرالي، مثل تلك التي أدلى بها بوستيك والتي تفضل عددا أقل من تخفيضات أسعار الفائدة، إلى أن تكون:
- داعمة للدولار الأمريكي: حيث أن أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول تزيد من جاذبية العملة.
- سلبية محتملة للأسهم: لأن تكاليف الاقتراض المرتفعة يمكن أن تحد من النمو الاقتصادي وأرباح الشركات.
- سلبية للذهب: الذي يزدهر عادة في بيئة أسعار فائدة منخفضة.
وبالتالي، فإن ميل عضو الفيدرالي بوستيك نحو خفض واحد فقط للفائدة هذا العام قد يساهم في تعزيز التوقعات بسياسة نقدية أقل تساهلاً مما كان يُعتقد سابقًا، وهو ما قد ينعكس على تقييمات الأصول المختلفة في الأسواق.
في النهاية تشير تصريحات رافائيل بوستيك، عضو الفيدرالي ورئيس بنك أتلانتا، إلى نهج أكثر حذرًا وتحفظًا تجاه تيسير السياسة النقدية من جانب واحد على الأقل من صانعي السياسة في الولايات المتحدة. وتُعتبر المخاوف بشأن التأثير المستمر للتعريفات الجمركية على الاقتصاد، وارتفاع توقعات التضخم لدى المستهلكين، من الأسباب الرئيسية وراء هذا التحول.
اقرأ أيضا….
تعليق واحد