الأسهم الأمريكية تواصل صعودها للجلسة الرابعة على التوالي

مايو 15, 2025آخر تحديث: مايو 15, 2025

4 73 4 دقائق

واصلت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية، وتحديدا “ستاندرد آند بورز 500” و”داو جونز الصناعي”، موجة صعودها للجلسة الرابعة على التوالي يوم الخميس، مضيفة إلى المكاسب القوية التي تحققت هذا الأسبوع. ويأتي هذا الأداء الإيجابي مدفوعا باستمرار حالة التفاؤل التي أشاعها الاتفاق الأمريكي الصيني على خفض مؤقت للتعريفات الجمركية،

بالإضافة إلى الدعم الذي قدمه تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعد صدور بيانات تضخم أسعار المنتجين التي جاءت أضعف من المتوقع. وفيما سار مؤشرا S&P 500 وداو جونز على درب الارتفاع، تخلف مؤشر “ناسداك المركب” بشكل طفيف، مسجلا انخفاضا هامشيا.

استمرار زخم التفاؤل التجاري في الأسواق الأمريكية

لا تزال الثقة في التوقعات الفورية للأسهم الأمريكية قوية، وذلك في أعقاب المحادثات التي جرت نهاية الأسبوع الماضي بين وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت والمسؤولين الصينيين، والتي بدت وكأنها جنبت الأسواق تدهورا قصير المدى في النشاط الاقتصادي وتصاعدا في التضخم. هذا الاتفاق، الذي يقضي بخفض متبادل للتعريفات الجمركية لمدة 90 يوما، يعتبر خطوة هامة نحو تهدئة الحرب التجارية، وهو ما انعكس إيجابًا على معنويات المستثمرين في الأسهم الأمريكية.

أداء مؤشرات الأسهم الأمريكية

خلال تداولات يوم الخميس، أظهرت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية أداءً متباينًا بشكل طفيف، لكن الاتجاه العام ظل إيجابيًا:

مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500): ارتفع بنسبة 0.41% ليغلق عند 5,916.93 نقطة، مواصلا سلسلة مكاسبه.
مؤشر داو جونز الصناعي (Dow Jones Industrial Average): أضاف 271.69 نقطة، أو ما يعادل 0.65%، وأغلق عند 42,322.75 نقطة.
مؤشر ناسداك المركب (Nasdaq Composite): تخلف عن الركب قليلا، حيث انخفض بنسبة 0.18% ليستقر عند 19,112.32 نقطة. قد يعزى هذا التراجع الطفيف إلى عمليات جني أرباح في قطاع التكنولوجيا بعد الارتفاعات الكبيرة التي شهدها خلال الأسبوع.

وعلى صعيد الأداء الأسبوعي حتى تاريخه، أظهرت مؤشرات الأسهم الأمريكية أداء قويا للغاية:

مؤشر ناسداك المركب: يتصدر المكاسب الأسبوعية بارتفاع قدره 6.6%.
مؤشر ستاندرد آند بورز 500: يليه بارتفاع نسبته 4.5%.
مؤشر داو جونز الصناعي: سجل ارتفاعًا بنسبة 2.6%.

أسهم التكنولوجيا العملاقة تقود المكاسب الأسبوعية

كان لأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى دور محوري في دفع الأسهم الأمريكية للارتفاع هذا الأسبوع. فقد سجلت أسهم مثل “إنفيديا” و”تسلا” ارتفاعًا بنحو 15% لكل منهما حتى تاريخه خلال الأسبوع. كما أضاف سهم “ميتا بلاتفورمز” ما يقرب من 9% خلال نفس الفترة. ولم تكن أسهم “أمازون” و”ألفابت” (الشركة الأم لجوجل) أقل أداء، حيث ارتفعت بأكثر من 6% و7% على التوالي. هذا الأداء الاستثنائي لعمالقة التكنولوجيا، وهم مكونات رئيسية في مؤشرات الأسهم الأمريكية، وخصوصًا “ناسداك” و”ستاندرد آند بورز 500″، كان القوة الدافعة وراء الارتفاعات الملحوظة هذا الأسبوع.

تحليل السوق: تفاؤل حذر يواجه الأسهم الأمريكية

على الرغم من موجة الصعود الحالية، يرى المحللون أن الأسواق الأمريكية تمر بمرحلة من “التفاؤل الحذر”. وفي هذا الصدد، قال جو كيوزيك، نائب الرئيس الأول وأخصائي المحافظ في “كالاموس إنفستمنتس”: “هذه سوق تحولت إلى التفاؤل الحذر، أي أن معنويات السوق قد تحولت نحو تفاؤل مدروس، مع بدء تراجع مخاوف الركود وإظهار أسواق الأسهم قوة كامنة”.

ومع ذلك، أضاف كيوزيك محذرا: “لا يزال عدد من المخاطر الكلية والجزئية يشكل ‘جدارا من القلق’ يجب على المستثمرين تجاوزه”. وأوضح أن “المرحلة التالية ستتوقف على ما إذا كان الارتفاع الحالي يمكن أن يتوسع ويستمر خلال أشهر الصيف، أو ما إذا كان سيفسح المجال لعملية تماسك صحية أو تصحيح”. يعكس هذا التحليل النظرة المتوازنة التي تسود أوساط المستثمرين في الأسهم الأمريكية، حيث يتم الموازنة بين الإيجابيات الحالية والتحديات المحتملة.

تحركات أسهم فردية بارزة: “فوت لوكر” تقفز و”يونايتد هيلث” تتراجع

شهدت جلسة الخميس تحركات لافتة في بعض الأسهم الأمريكية نتيجة لأخبار خاصة بالشركات:

سهم فوت لوكر (Foot Locker): قفز بنسبة هائلة بلغت حوالي 86% بعد أن أعلنت شركة “ديكس سبورتنج جودز” (Dick’s Sporting Goods) عن خططها للاستحواذ على متاجر التجزئة الرياضية مقابل 2.4 مليار دولار.
سهم يونايتد هيلث (UnitedHealth): تراجع بنسبة تقارب 11% بعد أن ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن وزارة العدل تحقق مع شركة التأمين. وفي وقت لاحق، صرح متحدث باسم “يونايتد هيلث” لشبكة “سي إن بي سي” بأن الشركة لم يتم إخطارها من قبل وزارة العدل بشأن التحقيق “المفترض” الذي تم الإبلاغ عنه.

توضح هذه التحركات الحادة كيف يمكن للأخبار الخاصة بالشركات أن تخلق تقلبات كبيرة ضمن الأسهم الأمريكية، حتى في ظل اتجاه عام إيجابي للسوق.

تقييم البيانات الاقتصادية وتأثيرها الإيجابي على الأسواق الأمريكية

قام المتداولون يوم الخميس أيضًا بتقييم مجموعة من البيانات الاقتصادية التي صدرت، والتي كان لها تأثير إيجابي على معنويات الأسواق الأمريكية:

مؤشر أسعار المنتجين (PPI) لشهر أبريل: سجل انخفاضًا غير متوقع بنسبة 0.5% على أساس شهري، حسبما أفادت وزارة إحصاءات العمل. وكان الاقتصاديون الذين استطلعت آراؤهم “داو جونز” يتوقعون ارتفاع المؤشر بنسبة 0.3% على أساس شهري. هذا الانخفاض في أسعار المنتجين يشير إلى تراجع الضغوط التضخمية من جانب العرض.
مبيعات التجزئة لشهر أبريل: ارتفعت بنسبة 0.1%، وهو ما جاء متماشيًا مع تقديرات الإجماع.
الإنتاج الصناعي لشهر أبريل: سجل انخفاضًا طفيفًا فاق التوقعات بقليل.

رد فعل سوق السندات يدعم الأسهم: في أعقاب صدور تقرير أسعار المنتجين الذي جاء أضعف من المتوقع، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية. فقد انخفض عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بأكثر من 8 نقاط أساس ليصل إلى 4.44%، بينما تراجع العائد على سندات الخزانة لأجل عامين بمقدار 9 نقاط أساس ليصل إلى 3.96%. ويُعتبر انخفاض عوائد السندات عادةً عاملًا إيجابيا للأسهم الأمريكية، حيث يجعل الاستثمار في الأسهم أكثر جاذبية مقارنة بالاستثمار في السندات ذات الدخل الثابت.

في النهاية واصلت الأسهم الأمريكية، وتحديدا مؤشرا “ستاندرد آند بورز 500” و”داو جونز الصناعي”، مسيرتها الصعودية للجلسة الرابعة على التوالي يوم الخميس، مستفيدة من استمرار التفاؤل الناجم عن الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والدعم الإضافي الذي قدمه تراجع عوائد السندات بعد بيانات أسعار المنتجين التي جاءت أضعف من المتوقع. وبينما شهد مؤشر “ناسداك” تراجعًا طفيفًا، فإن الأداء الأسبوعي القوي لقطاع التكنولوجيا بشكل عام يعكس تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

ومع ذلك، يشير المحللون إلى أن “التفاؤل الحذر” هو السمة الغالبة على الأسواق الأمريكية، حيث لا يزال “جدار القلق” المتمثل في المخاطر الكلية والجزئية قائمًا. وستكون قدرة السوق على توسيع نطاق هذا الارتفاع واستدامته خلال أشهر الصيف بمثابة اختبار حقيقي لقوة الاتجاه الصعودي الحالي في الأسهم الأمريكية.

اقرأ أيضا….