أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

أسعار النفط تتراجع بفعل مخاوف زيادة المخزونات الأمريكية وترقب لبيانات إدارة الطاقة وتقرير أوبك الشهري

شهدت أسعار النفط تراجعا خلال تداولات يوم الأربعاء، حيث يراقب المتعاملون عن كثب احتمالية ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، وذلك قبيل صدور البيانات الرسمية الأسبوعية في وقت لاحق من اليوم، بالإضافة إلى التقرير الشهري لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). يأتي هذا الانخفاض بعد موجة صعود شهدتها أسعار النفط في الجلسات الأخيرة أوصلتها إلى مستويات قريبة من أعلى مستوياتها في أسبوعين.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 64 سنتا، أو ما يعادل نحو 1%، لتصل إلى 65.99 دولار للبرميل. وفي الوقت نفسه، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي بمقدار 64 سنتا، أو بنسبة 1%، لتسجل 63.03 دولار للبرميل.

بيانات معهد البترول الأمريكي تضغط على أسعار النفط وتثير تساؤلات

كانت بيانات معهد البترول الأمريكي (API)، التي صدرت في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، هي المحرك الرئيسي للضغط على أسعار النفط يوم الأربعاء. فقد أظهرت الأرقام، وفقا لمصادر السوق المطلعة على بيانات المعهد، ارتفاع مخزونات النفط الخام بمقدار 4.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 9 مايو. وعادة ما يفسر ارتفاع مخزونات الخام على أنه إشارة إلى ضعف الطلب أو زيادة في المعروض، وهو ما يؤثر سلبا على أسعار النفط.

وفي هذا السياق، علق جيوفاني ستانوفو، المحلل في بنك UBS، قائلا: “بالتأكيد، لم يكن ارتفاع مخزونات الخام في أرقام معهد البترول الأمريكي مساعدا (للأسعار)”. ومع ذلك، أشار ستانوفو إلى أن “تقرير معهد البترول الأمريكي احتوى أيضا على عناصر داعمة مثل السحوبات الكبيرة من مخزونات المنتجات المكررة”. فقد أظهرت بيانات المعهد انخفاض مخزونات البنزين بمقدار 1.4 مليون برميل، وتراجع مخزونات نواتج التقطير بمقدار 3.7 مليون برميل.

تحليلات متباينة لبيانات المخزون وتأثيرها المحتمل على النفط

يأتي انخفاض مخزونات البنزين في وقت تستعد فيه الدول لدخول موسم الصيف في نصف الكرة الشمالي، والذي عادة ما يشهد زيادة في الطلب على وقود السيارات. وقد أشار محللون في “روث كابيتال ماركتس” في مذكرة صدرت في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إلى أن السحب من مخزونات المنتجات الذي أظهرته بيانات معهد البترول الأمريكي يعتبر إيجابيا لسوق النفط على المدى الطويل، لأنه يُظهر أن سوق النفط تعاني من نقص في المعروض من هذه المنتجات. هذا التباين في تفسير بيانات المخزونات – بين ارتفاع مخزونات الخام وانخفاض مخزونات المنتجات المكررة – يضيف طبقة من التعقيد لتوقعات اتجاه أسعار النفط.

تتجه أنظار المتعاملين الآن إلى البيانات الرسمية لمخزونات النفط الأسبوعية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، المقرر صدورها في وقت لاحق يوم الأربعاء (الساعة 10:30 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، 14:30 بتوقيت جرينتش). وقد أظهر استطلاع موسع أجرته وكالة رويترز قبيل صدور البيانات أنه من المرجح أن تكون مخزونات النفط الخام والبنزين الأمريكية قد انخفضت الأسبوع الماضي، بينما يُحتمل أن تكون مخزونات نواتج التقطير قد ارتفعت، مع احتمال انخفاض مخزونات البنزين أيضًا. ستكون بيانات إدارة معلومات الطاقة حاسمة في تأكيد أو نفي الصورة التي قدمتها بيانات معهد البترول، وبالتالي في تحديد اتجاه أسعار النفط على المدى القصير.

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تصدر منظمة أوبك تقريرها الشهري حول سوق النفط في وقت لاحق يوم الأربعاء. ويشير المحللون إلى أن أرقام الإمدادات من المصادر الثانوية ستكون محور التركيز الرئيسي في هذا التقرير، حيث توفر هذه الأرقام تقييمًا مستقلاً لإنتاج دول أوبك، وهو ما يؤثر بشكل كبير على توقعات المعروض العالمي وبالتالي على أسعار النفط.

جني الأرباح بعد الارتفاعات ومخاوف الطلب المستمرة

بشكل عام، كانت أسعار الخامين القياسيين تتداول بالقرب من أعلى مستوياتها في أسبوعين التي لامستها في الجلسة السابقة. وهو ما دفع جيوفاني ستانوفو من UBS إلى الإشارة إلى أن “النفط شهد ارتفاعًا جيدًا في الأيام الأخيرة… لذلك من المحتمل أننا نشهد بعض عمليات جني الأرباح”.

ومع ذلك، لا تزال هناك عوامل تحد من الاتجاه الصعودي لأسعار النفط، وأبرزها المخاوف المتعلقة بالطلب العالمي. وفي هذا السياق، صرح أوستان غولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، يوم الأربعاء بأن البيانات التي تظهر تضخما معتدلا في أسعار المستهلكين في أبريل لا تعكس بالضرورة تأثير ارتفاع التعريفات الجمركية على الواردات الأمريكية، وأن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لفهم اتجاه الأسعار والاقتصاد. هذه التصريحات تشير إلى استمرار حالة عدم اليقين بشأن التأثير الحقيقي للسياسات التجارية على النمو الاقتصادي، وهو ما يمكن أن يلقي بظلاله على توقعات الطلب على النفط ويحد من ارتفاع أسعار النفط.

في النهاية تراجعت أسعار النفط يوم الأربعاء متأثرة بشكل أساسي بالمخاوف من زيادة محتملة في مخزونات النفط الخام الأمريكية، وهو ما عززته بيانات أولية من معهد البترول الأمريكي. ويبدو أن السوق دخلت في مرحلة من الترقب الحذر قبيل صدور البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة وتقرير أوبك الشهري، واللذين سيوفران صورة أوضح عن توازنات العرض والطلب. وفي حين أن التفاؤل الأخير بشأن التجارة العالمية قد قدم دعما لأسعار النفط، فإن عوامل مثل مستويات المخزون الفعلية، وقرارات إنتاج أوبك+، والمخاوف المستمرة بشأن قوة الطلب العالمي في ظل التوترات التجارية القائمة، ستستمر في لعب دور حاسم في تحديد مسار أسعار النفط في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى