أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

النفط يرتفع للجلسة الثانية مع ترقب السوق لمحادثات التجارة الأمريكية الصينية

قلصت أسعار النفط مكاسبها خلال تداولات يوم الأربعاء، لكنها مع ذلك تمكنت من الارتفاع للجلسة الثانية على التوالي، في تحرك يعكس توازنًا دقيقًا بين عوامل متضاربة. وجدت الأسعار دعمًا من موجة من المعنويات الإيجابية الحذرة التي سرت في أوساط المستثمرين بشأن محادثات التجارة المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين، والمقرر عقدها نهاية هذا الأسبوع، والتي يُأمل أن تسفر عن تخفيف حدة النزاع. بالإضافة إلى ذلك، قدمت مؤشرات على احتمال انخفاض إنتاج النفط الصخري الأمريكي في المستقبل دعمًا إضافيًا للأسعار.

أداء أسعار النفط

في تفاصيل حركة الأسعار، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي بمقدار 34 سنتا للبرميل، أو ما يعادل حوالي 0.6%، لتصل إلى مستوى 62.49 دولار للبرميل. كما شهدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي (WTI) ارتفاعا مماثل، حيث زادت بمقدار 44 سنتا، أو بنسبة 0.7%، لتصل إلى 59.53 دولار للبرميل. هذا الارتفاع، وإن كان متواضعا، يأتي بعد سلسلة من الانخفاضات الحادة التي دفعت الأسعار إلى أدنى مستوياتها في عدة سنوات.

تفاؤل حذر بشأن محادثات التجارة

يترقب المستثمرون بشدة الاجتماع المقرر بين وفدي الولايات المتحدة والصين في سويسرا نهاية هذا الأسبوع، والذي يُنظر إليه على أنه قد يمثل الخطوة الأولى نحو إيجاد حل للحرب التجارية المدمرة التي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي وعطلت سلاسل الإمداد. وفي هذا السياق، علق بيارن شيلدروب، كبير محللي السلع في بنك SEB، قائلاً: “من الواضح تمامًا أن الآمال المعقودة على هذه المحادثات التجارية مرتفعة، وأن السوق تتطلع إلى أي إشارة إيجابية قد تنبثق عنها”.

يأتي هذا التفاؤل الحذر بعد أسابيع طويلة من التوترات المتصاعدة التي شهدت فرض رسوم جمركية متبادلة بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث تجاوزت قيمة هذه الرسوم في بعض الحالات نسبة 100% على العديد من السلع، مما أدى إلى تباطؤ كبير في التجارة العالمية وزيادة المخاوف من حدوث ركود اقتصادي. أي تقدم في هذه المحادثات، حتى لو كان جزئيًا، قد يساهم في تحسين توقعات الطلب العالمي على النفط.

مؤشرات على تراجع الإنتاج الأمريكي

على الرغم من أن كلا الخامين القياسيين، برنت وغرب تكساس الوسيط، كانا قد سجلا هبوطًا حادًا إلى أدنى مستوياتهما في أربع سنوات خلال هذا الأسبوع، وذلك في أعقاب قرار تحالف أوبك+ بتسريع وتيرة زيادة الإنتاج، مما أثار مخاوف من تفاقم فائض المعروض في وقت تزايدت فيه المخاوف بشأن الطلب بسبب التعريفات الأمريكية، إلا أن هناك عوامل أخرى بدأت تقدم بعض الدعم غير المتوقع للأسعار.

فقد أشار بعض منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة مؤخرًا إلى أنهم يعتزمون خفض الإنفاق الرأسمالي وتقليص خطط الحفر والتنقيب في المستقبل القريب. وحذر البعض من أن إنتاج النفط في البلاد، الذي شهد نموًا هائلاً في السنوات الأخيرة، ربما يكون قد بلغ ذروته بالفعل أو أنه يقترب منها. مثل هذه الإشارات، إذا ما تأكدت، تساهم في التخفيف من المخاوف بشأن زيادة المعروض العالمي وتدعم الارتفاع الحالي في السوق، حسبما أفاد محللون.

استيعاب قرار أوبك+

أشار أولي هانسن، المحلل البارز في ساكسو بنك، إلى عامل آخر قد يكون ساهم في التعافي الحالي، قائلاً: “من الجدير بالذكر أيضًا أن قرار زيادة إنتاج أوبك+ الذي تم اتخاذه في نهاية الأسبوع الماضي يبدو أنه تم تسعيره بالكامل واستيعابه من قبل السوق”. يعني هذا أن التأثير السلبي الأولي للقرار، والذي أدى إلى انخفاضات حادة، ربما يكون قد تلاشى الآن، وأن السوق بدأت تركز على عوامل أخرى. هذا لا يعني أن قرار أوبك+ لم يعد له تأثير، بل أن رد الفعل الفوري قد انتهى.

استمرار مخاوف الفائض وعدم اليقين السياسي

على الرغم من الارتفاع المسجل خلال الجلستين الأخيرتين، لا تزال هناك عوامل قوية تحد من إمكانية تحقيق مكاسب كبيرة ومستدامة وتثير الحذر بين المستثمرين. فقد علق تاماس فارجا، المحلل في شركة الوساطة والاستشارات PVM، على الوضع قائلاً: “من المتوقع أن تستمر التقلبات السعرية في السوق خلال الفترة المقبلة، ويبدو أن الاتجاه الصعودي الحالي محدود النطاق. فالأسواق تدرك أن تحالف أوبك+ سيعيد المزيد من البراميل إلى السوق بشكل أسرع مما كان متوقعًا في السابق، وفي الوقت نفسه، لا تزال عملية صنع السياسات الاقتصادية والتجارية في الولايات المتحدة تتسم بدرجة عالية من عدم اليقين وعدم القابلية للتنبؤ، مما يجعل من الصعب بناء توقعات قوية”.

تترقب السوق الآن بفارغ الصبر صدور بيانات الحكومة الأمريكية الرسمية حول مستويات مخزونات النفط الخام، والمقرر الإعلان عنها في الساعة 10:30 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (14:30 بتوقيت جرينتش). ويتوقع المحللون الذين استطلعت وكالة رويترز آراءهم، في المتوسط، أن تُظهر البيانات انخفاضًا قدره 800 ألف برميل في مخزونات الخام الأمريكية للأسبوع الماضي. أي انخفاض أكبر من المتوقع قد يقدم دعمًا إضافيًا للأسعار، بينما أي زيادة مفاجئة قد تعيد الضغوط البيعية.

وكانت بيانات أولية صادرة عن معهد البترول الأمريكي (API) قد أظهرت يوم الثلاثاء، نقلاً عن مصادر في السوق، انخفاضًا كبيرًا في مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 4.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 2 مايو. هذا الرقم، إذا ما أكدته البيانات الرسمية، سيكون أكبر بكثير من توقعات المحللين وقد يشير إلى طلب أقوى أو إنتاج أضعف مما كان يُعتقد.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى