أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

الذهب يتراجع بأكثر من 1% بفعل تفاؤل محادثات التجارة الأمريكية الصينية وترقب قرار الفيدرالي

انخفضت أسعار الذهب بشكل ملحوظ بأكثر من 1% خلال تداولات يوم الأربعاء، متخلية عن جزء كبير من المكاسب القوية التي حققتها في الجلسة السابقة. جاء هذا التراجع مدفوعًا بشكل أساسي بعودة الآمال المتزايدة بشأن إمكانية استئناف محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، مما قلل من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات عدم اليقين. يتزامن هذا التفاؤل الحذر مع حالة ترقب شديدة في الأسواق قبيل صدور قرار سعر الفائدة الهام من مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) في وقت لاحق اليوم، والذي قد يقدم مؤشرات حاسمة حول مستقبل السياسة النقدية.

أداء أسعار الذهب

في تفاصيل حركة الأسعار، وبحلول الساعة 08:16 بتوقيت جرينتش، انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة واضحة بلغت 1.2% ليصل إلى مستوى 3386.23 دولار للأوقية (الأونصة). يمثل هذا تراجعًا كبيرًا بعد الارتفاع الحاد الذي شهده المعدن الثمين في الجلسة السابقة، والذي كان مدفوعًا بالمخاوف الجيوسياسية وتجدد تهديدات التعريفات. كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب، التي تعكس توقعات المتعاملين للأسعار المستقبلية، بنسبة 0.8% لتصل إلى 3394.90 دولار للأوقية.

تفاؤل حذر بشأن محادثات التجارة الأمريكية الصينية

يُعتبر العامل الرئيسي وراء تراجع الذهب يوم الأربعاء هو تجدد الآمال، وإن كانت حذرة، في إمكانية عقد محادثات تجارية بناءة بين أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين. فقد علق زين فودا، المحلل في MarketPulse by OANDA، على هذا التطور قائلاً: “في وقت متأخر من يوم أمس، ظهرت تقارير تشير إلى اجتماع محتمل بين مسؤولين أمريكيين وصينيين رفيعي المستوى هذا الأسبوع. مثل هذا الاجتماع، إذا تم تأكيده رسميًا من قبل السلطات في كلا البلدين، يمكن أن يعزز بشكل كبير معنويات المستثمرين ويقلل من حالة عدم اليقين السائدة”.

وتأتي هذه التقارير في الوقت الذي من المقرر فيه بالفعل أن يجتمع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وكبير المفاوضين التجاريين الأمريكيين جاميسون جرير مع المسؤول الاقتصادي الصيني البارز، هي ليفنغ، في سويسرا خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع. الهدف المعلن لهذا الاجتماع هو مناقشة قضية التعريفات الجمركية المعقدة التي أثرت سلبًا على التجارة العالمية.

وكانت الولايات المتحدة والصين قد دخلتا في مواجهة تجارية الشهر الماضي، حيث فرض كل طرف تعريفات جمركية انتقامية على سلع الطرف الآخر، مما أدى فعليًا إلى اندلاع حرب تجارية أثارت مخاوف عميقة من حدوث تباطؤ حاد أو حتى ركود في الاقتصاد العالمي. هذه المخاوف دفعت المستثمرين في حينه إلى البحث عن الأمان في الأصول التي تعتبر ملاذات آمنة تقليدية، وعلى رأسها الذهب. وبالتالي، فإن أي مؤشر، حتى لو كان مبدئيًا، على تخفيف هذه التوترات التجارية من شأنه أن يقلل من الحاجة إلى التحوط ويضعف جاذبية الذهب كملاذ آمن.

ترقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتأثيره على الذهب

يتحول تركيز السوق الآن بشكل كبير ومباشر إلى إعلان السياسة النقدية المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والمقرر صدوره في الساعة 18:00 بتوقيت جرينتش. وعلى الرغم من أنه من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة الحالية ثابتة دون تغيير في هذا الاجتماع، إلا أن المستثمرين سيفحصون بدقة البيان المصاحب للقرار وتصريحات رئيس البنك جيروم باول خلال المؤتمر الصحفي بحثًا عن أي إشارات أو تلميحات حول المسار المستقبلي لأسعار الفائدة، خاصة فيما يتعلق بتوقيت وحجم التخفيضات المحتملة لاحقًا هذا العام.

وتشير أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME حاليًا إلى أن الأسواق المالية لا تسعر سوى احتمال بنسبة 30% فقط لقيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة في اجتماعه المقبل في شهر يونيو. هذا الاحتمال المنخفض يعكس جزئيًا البيانات الاقتصادية الأخيرة التي أظهرت بعض المرونة، ولكنه يترك الباب مفتوحًا لتغيير التوقعات بناءً على لهجة الفيدرالي اليوم.

ويزدهر الذهب، الذي يُنظر إليه تقليديًا على أنه وسيلة فعالة للتحوط ضد عدم اليقين الاقتصادي والاضطرابات السياسية، بشكل خاص في بيئة تتسم بانخفاض أسعار الفائدة. فكلما انخفضت أسعار الفائدة، تقل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب (الذي لا يدر أي عائد فائدة) مقارنة بالأصول الأخرى مثل السندات، مما يزيد من جاذبيته النسبية للمستثمرين.

توترات الهند وباكستان

على صعيد التوترات الجيوسياسية، والتي عادة ما تدعم أسعار الذهب، شهد يوم الأربعاء تصعيدًا خطيرًا بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان. فقد أفادت التقارير بأن الهند هاجمت أهدافًا في باكستان وكشمير الباكستانية، وردت باكستان بإعلانها إسقاط خمس طائرات مقاتلة هندية، في أسوأ اشتباك عسكري بين البلدين منذ أكثر من عقدين.

وعلق المحلل فودا على هذه التطورات قائلاً: “إذا تصاعد الاحتكاك الحالي بين الهند وباكستان وتحول إلى صراع أكثر خطورة وواسع النطاق، فمن المرجح جدًا أن يجذب الذهب طلبًا متزايدًا عليه كملاذ آمن، مما قد يوفر دعمًا إضافيًا للأسعار ويحد من أي تراجعات حادة ناجمة عن عوامل أخرى”. هذا التوتر يضيف طبقة أخرى من التعقيد للمشهد العالمي ويذكر المستثمرين بالمخاطر الكامنة.

المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر التراجع على الذهب فقط، بل شمل المعادن النفيسة الأخرى أيضًا، متأثرة بنفس العوامل من تفاؤل التجارة وقوة الدولار النسبية في وقت سابق. حيث انخفض سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% ليصل إلى 32.96 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين، الذي له استخدامات صناعية مهمة، بنسبة 0.2% ليصل إلى 983.06 دولار، بينما استقر سعر البلاديوم نسبيا عند 974.43 دولار.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى