أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

تراجع الدولار الأمريكي وسط حالة عدم اليقين الجمركي

شهد الدولار الأمريكي تماسكا نسبيا يوم الثلاثاء، حيث تداول بالقرب من أدنى مستوياته خلال الثلاث سنوات الأخيرة مقابل اليورو وعلى أدنى مستوى له مقابل الين خلال ستة أشهر.

وجاء ذلك في ظل محاولة المستثمرين فهم التغيرات المستمرة في سياسات الرسوم الجمركية التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب، مما أسفر عن حالة من عدم اليقين أثرت على تقييم الأصول الأمريكية.

تذبذب الدولار مقابل العملات الآمنة والعملات المرتبطة بالمخاطر

استقر الدولار مقابل عملات الملاذ الآمن مثل الين الياباني والفرنك السويسري، فقد تراجع بنسبة 0.2% أمام الين إلى 142.855 وبعد انخفاض طفيف أيضا مقابل الفرنك السويسري، حيث بقي عند مستوى 0.8144.

ورغم ذلك، استمر الدولار في التراجع بنسبة إجمالية بلغت حوالي 8% مقابل الفرنك خلال هذا الشهر، مما يعكس أكبر انخفاض شهري منذ ديسمبر 2008.

كما شهد الدولار تغيرات متباينة ضد اليورو، الذي ارتفع قليلا حيث بلغت قيمته 1.1388 دولار مقابل اليورو، مع بقاء بعض البيانات الأوروبية قيد الانتظار ومؤتمر البنك المركزي الأوروبي مقرر يوم الخميس مع توقع تخفيض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

تأثير تحديثات سياسة الرسوم الجمركية على السوق

تتركز المخاوف الحالية لدى المستثمرين حول التوتر التجاري المتصاعد بسبب سياسات الرسوم الجمركية المتقلبة التي أعلن عنها ترامب.

فقد أدت استثناءات بعض المنتجات مثل الهواتف الذكية والحواسيب إلى خلق حالة من الراحة المؤقتة، إلا أن تصريحات ترامب التي أشارت إلى إمكانية عودة الرسوم الجمركية أو تعديلها، أدت إلى بقاء حالة الارتباك قائمة بين المستثمرين.

وأشاد المحلل من Commerzbank، أن كل “انعكاس” في سياسات إدارة الرسوم الجمركية يضعف من الثقة ويزيد من عدم اليقين، مما يجعل التعافي الفعلي للدولار أمرا غير مضمون طالما استمرت هذه التقلبات.

تأثير البيانات الاقتصادية وخطابات الاحتياطي الفيدرالي

تشهد الأسواق المالية تحولات مستمرة مع تركيز المستثمرين على البيانات الاقتصادية القادمة وخطابات صانعي السياسات النقدية، حيث من المقرر صدور بيانات تتعلق بمبيعات التجزئة، البناء السكني، وأسعار المخزون الأسبوعية للنفط.

كما يشهد جدول يوم الثلاثاء ظهور تقارير مبيعات وتجهيزات التصنيع، بينما يستكمل الاحتياطي الفيدرالي سلسلة من الظهورات الرسمية خلال الأسبوع، بما في ذلك تصريحات من محافظي الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك وريتشماوند وفيلادلفيا وأتلانتا.

وفي هذا الإطار، أكد محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر أن السياسات الجمركية الحالية تشكل صدمة قوية للاقتصاد الأمريكي، مما يدفع إلى احتمال خفض أسعار الفائدة لتفادي الركود، وهو ما يؤثر بدوره على حركة الدولار في السوق.

ويترقب المستثمرون تأثير هذه البيانات وخطابات الاحتياطي على قيمة الدولار، خاصةً مع استمرار حالات بيع الأصول الأمريكية لتحويل الاستثمارات إلى الملاذات الآمنة.

موجة إعادة التقييم الدولية

أدى تذبذب السياسات الجمركية إلى تغييرات في تقييم المستثمرين للأسواق المالية، حيث انخفض الدولار نحو أدنى مستويات الثلاث سنوات مقابل اليورو ولا يزال منخفضا مقابل الين والفرنك.

هذه التحركات تعكس تذبذبات السوق وردود فعل المساهمين على التقلبات الناتجة عن السياسة التجارية الأمريكية، كما يستمر المستثمرون في توقع تحركات نقدية وتغييرات في أسعار الفائدة، مما يزيد من شعور عدم اليقين ويؤثر على تقييم العملات الأمريكية مقارنة بالعملات الأخرى.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى