أخبار الأسواقأسهم أمريكيةأسهم

تراجع الأسهم الأمريكية بشكل حاد بعد إعلان الرسوم الجمركية الجديدة

تراجعت الأسهم الأمريكية يوم الخميس بشكل كبير، مما أعاد مؤشر S&P 500 إلى منطقة التصحيح بعد تسجيله أكبر خسارة ليوم واحد منذ عام 2020.

وانخفض المؤشر بنسبة 4.84% ليسجل 5,396.52 نقطة. كما هبط مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 1,679.39 نقطة، أي بنسبة 3.98% ليغلق عند 40,545.93 نقطة، وهو أسوأ أداء له منذ يونيو 2020.

كما انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 5.97% ليغلق عند 16,550.61 نقطة، وهو أكبر انخفاض منذ مارس 2020، وشهدت معظم شركات مؤشر S&P 500 تراجعاً في أسعار أسهمها، حيث خسرت أكثر من 400 شركة من شركات المؤشر.

تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق

أدى إعلان الرئيس دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة إلى زيادة مخاوف المستثمرين من اندلاع حرب تجارية عالمية قد تؤدي إلى ركود اقتصادي، واعتبر المستثمرون أن هذه الرسوم قد تغير مسار التجارة العالمية وتدفع الاقتصاد الأمريكي إلى التراجع.

واعتمدت السياسة الجديدة على فرض معدل جمركي أساسي قدره 10% على جميع الدول، وسيتم تطبيق معدلات أعلى على الدول التي تفرض رسوما أعلى على الواردات الأمريكية، وأوضح البيت الأبيض أن معدل الرسوم الفعلي على الصين سيصل إلى 54% بعد احتساب المعدل المتبادل والرسوم السابقة المفروضة على البلد.

أقر الرئيس ترامب بالتراجع الكبير في الأسواق وأوضح أن تطبيق الرسوم يشبه إجراء عملية جراحية. صرح قائلاً: “الأسواق ستشهد انتعاشا. الأسهم ستنتعش. البلاد ستنتعش. وكل ما يريده العالم هو إيجاد طريقة لإبرام صفقة.”

وكانت تصريحات الرئيس غير متوقعة بالنسبة للمستثمرين الذين كانوا يأملون أن يكون معدل الرسوم 10% أو 20% كحد أقصى، وليس كنقطة انطلاق دنيا. أدت هذه السياسة إلى زيادة المخاوف والتساؤلات حول قدرة الاقتصاد الأمريكي على الصمود في وجه هذه الإجراءات.

وانخفض مؤشر S&P 500 إلى أدنى مستوى له منذ فترة ما قبل فوز ترامب في الانتخابات في نوفمبر، حيث أصبح قريبا من مستوى 12% عن أعلى مستوى سجله في فبراير.

وأدت هذه الانخفاضات إلى ظهور حالة من عدم اليقين في السوق وزيادة الضغوط على الاقتصاد، وتحول المستثمرون إلى السندات الحكومية بحثا عن ملاذ آمن، حيث انخفض عائد سند العشر سنوات إلى 4% مع ارتفاع أسعار السندات.

وانخفض عائد السندات منذ فبراير، مما وضعها في منطقة التصحيح بنسبة انخفاض تصل إلى 10% عن أعلى مستوى لها، وزاد هذا الوضع من حالة القلق بين المستثمرين، خاصة مع ظهور بيانات اقتصادية ضعيفة تزيد من مخاوف الركود.

تأثير الرسوم على الشركات المتعددة الجنسيات

شهدت أسهم الشركات المتعددة الجنسيات تراجعا ملحوظا بعد إعلان الرسوم الجديدة. انخفضت أسهم شركة Nike بنسبة 14% وأسهم شركة Apple بنسبة 9%.

وتأثرت الشركات التي تعتمد على الواردات بشكل خاص، حيث انخفضت أسهم شركة Five Below بنحو 28%، وتراجعت أسهم Dollar Tree بنسبة 13%، وهبطت أسهم Gap بنسبة 20%.

كما شهدت الأسهم التقنية انخفاضا في ظل حالة التراجع العام، حيث انخفضت أسهم Nvidia بنحو 8% وتراجعت أسهم Tesla بأكثر من 5%. كان لهذه التحركات أثر كبير على قيم الشركات وأسواق المال العالمية.

تصريحات الخبراء وتوقعات الأسواق

أوضح خبراء السوق أن الرسوم الجمركية الجديدة قد تخلق حالة من عدم الاستقرار في الاقتصاد الأمريكي والعالمي، وقال مارك هايفيل، المسؤول التنفيذي للاستثمارات في UBS Global Wealth Management، إن الصدمة الناتجة عن الرسوم الجديدة ستؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في العام 2025، وربما ينخفض الناتج المحلي الإجمالي إلى 1% أو أقل.

كما أشار الخبراء إلى احتمال حدوث تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث بدأ المتداولون بتسعير ثلاثة إلى أربعة تخفيضات بنسبة ربع نقطة أساس خلال الفترة المتبقية من عام 2025. هذا التوقع يعكس محاولة السوق التأقلم مع الظروف الاقتصادية الصعبة.

تأثير الرسوم على الشركات العالمية واستراتيجية التنويع

تأثرت الشركات التي حاولت تنويع مصادرها بعيداً عن الصين بالرسوم الجديدة. على سبيل المثال، كانت شركة Apple قد قامت في السنوات الأخيرة ببيع هواتف iPhone المصنوعة في الهند، وسماعات AirPods من فيتنام، وأجهزة الكمبيوتر المكتبية التي تجمع في ماليزيا.

وكانت هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية لتقليل الاعتماد على الصين وتخفيف تأثير الرسوم الجمركية السابقة، ومع ذلك، شملت الرسوم الجديدة الدول التي انتقلت إليها بعض عمليات الإنتاج لشركة Apple، مما جعل أسهمها تتراجع بأكثر من 9%، مقارنة بانخفاض قدره 6% لمؤشر Nasdaq.

وقد أثر هذا التراجع على قيمة الشركة بأكثر من 300 مليار دولار في القيمة السوقية، وهو أسوأ أداء ليوم واحد منذ مارس 2020. أوضح محلل في Morgan Stanley أن الرسوم الجديدة شملت الأسواق التي حاولت Apple الانتقال إليها، مثل فيتنام والهند وتايلاند، مما جعل الشركة تواجه ضغوطا من جميع الجهات.

تأثير الرسوم على الشركات الصغيرة والمتوسطة

تأثرت الأسهم ذات القيمة السوقية الصغيرة بشكل كبير بعد تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة، ودخل مؤشر Russell 2000، الذي يقيس أداء الشركات الصغيرة، منطقة السوق الهابطة حيث انخفض بنسبة 6.6% خلال جلسة الخميس.

ووصل انخفاض المؤشر منذ أعلى مستوى سجله في 25 نوفمبر إلى حوالي 22%، وتعتبر هذه الانخفاضات دليلا على أن الشركات الصغيرة تواجه تحديات كبيرة، إذ أن بعضها كان من بين المستفيدين من السياسات السابقة للرئيس ترامب مثل التخفيضات الضريبية والإزالة التدريجية لبعض القيود.

ولكن الرسوم الجمركية الجديدة وضعت هذه الشركات تحت ضغط إضافي، حيث يتأثر أداؤها بتباطؤ الاقتصاد وزيادة تكاليف الاستيراد.

توجهات المستثمرين واستراتيجيات التحوط

نظر المستثمرون إلى السندات الحكومية كملاذ آمن في ظل التوترات الحالية. انخفض عائد سند العشر سنوات إلى مستويات منخفضة، مما دفع المستثمرين إلى شراء الديون الأمريكية لتأمين أموالهم في ظل عدم اليقين.

وعلاوة على ذلك، تحدث محللون في Truist عن أن الشركات الصغيرة تتعرض لضغوط مزدوجة؛ فهي تواجه تباطؤا في المبيعات بسبب ضعف الاقتصاد وتكاليف فائدة مرتفعة نتيجة الديون ذات الأسعار المتغيرة.

وأكدت تصريحات هؤلاء المحللين أن الشركات الصغيرة قد تواجه انخفاضاً إضافياً يتراوح بين 5 إلى 10%، مما قد يؤدي إلى هبوط المؤشر إلى مستويات بين 5,200 و5,400 نقطة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى