أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

استقرار أسعار النفط عند 75 دولار وسط تقييم المخاطر الجمركية والعقوبات

شهدت أسعار النفط استقرارا ملحوظا يوم الثلاثاء عند مستويات قريبة من أعلى مستوياتها خلال خمسة أسابيع، حيث تراوحت الأسعار حول 75 دولار للبرميل.

وجاء هذا الاستقرار في ظل تصاعد التهديدات من الرئيس دونالد ترامب بفرض تعريفات ثانوية على واردات النفط الروسي وتوجيه تهديدات لإيران، وهو ما خلق حالة من عدم اليقين بين المتداولين حول تأثير هذه السياسات على النمو الاقتصادي العالمي.

في الوقت نفسه، تحاول الأسواق تقييم الآثار المحتملة لحرب التعريفات على الطلب العالمي على النفط، مع استمرار الضغوط الناتجة عن تباطؤ النمو في أسواق كبرى مثل الهند والصين.

تأثير التعريفات والعقوبات على العرض والطلب

أعلن ترامب يوم الأحد أنه سيفرض تعريفات ثانوية تتراوح نسبتها بين 25% و50% على المشترين للنفط الروسي، وذلك إذا حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرقلة الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.

كما وجه ترامب تهديدا مشابها لإيران، محذرا من اتخاذ إجراءات عسكرية في حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.

وتعد هذه التصريحات مصدر قلق للمستثمرين؛ إذ يتوقع بعض المحللين أن تؤدي العقوبات والتعريفات إلى تضييق العرض العالمي من النفط، ومع ذلك، يشير بعض الخبراء إلى أن هذه الإجراءات قد تخفض الطلب على النفط عالميا إذا أدت إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، مما قد يقلل من دعم الأسعار.

وقال محلل شركة SEB، أول هفالبي، “على الرغم من أن العقوبات المشددة على إيران، وفنزويلا وروسيا قد تقيد العرض العالمي، فإن التعريفات الأمريكية من المحتمل أن تؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي العالمي، مما سينعكس سلبا على الطلب على النفط في المدى البعيد.” كما أضاف أن هذه الحالة تجعل من الصعب توقع اتجاه واضح للسوق في ظل تداخل عوامل العرض والطلب.

تأثير البيانات العالمية والإنتاج

وجدت الأسعار دعمها أيضا بعد أن صدرت أوامر من روسيا بإغلاق رصيفي تصدير رئيسيين لمحطة تصدير النفط الرئيسية في كازاخستان، وذلك في إطار نزاع قائم بين كازاخستان وأعضاء مجموعة أوبك+ حول فائض الإنتاج.

ووفقا لمصادر صناعية، فإن هذا الإجراء سيجبر كازاخستان على خفض إنتاج النفط، مما يسهم في تقليل العرض العالمي، ومن جانبه، يتوقع أن تعلن مجموعة أوبك+ عن زيادة الإنتاج الشهري بمقدار 135,000 برميل يوميا في مايو، بعد أن اتفقت بالفعل على زيادة مماثلة في إنتاج شهر أبريل.

وتشير هذه الخطط إلى محاولة الدول المنتجة مواجهة فائض العرض وتعزيز استقرار الأسعار على المدى القصير.

بيانات المخزونات الأمريكية والتوقعات المستقبلية

دعت بيانات المخزونات الأمريكية اهتمام المتداولين أيضا، إذ أشارت استطلاعات أُجريت بواسطة وكالة رويترز إلى أن مخزونات النفط الخام الأمريكية انخفضت بنحو 2.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 28 مارس.

ويعد انخفاض المخزونات دليلا على زيادة الطلب في أكبر اقتصاد نفطي عالمي، مما قد يساهم في دعم أسعار النفط، رغم الضغوط الناتجة عن توقعات تباطؤ الطلب العالمي بسبب التعريفات.

تأثير المخاطر الاقتصادية والسياسية

تظل المخاوف التجارية والسياسية محورية في تشكيل توقعات الأسعار. ففي ظل تصاعد المخاوف من حرب تعريفات جديدة قد تحدث تأثيرا سلبيا على النمو العالمي، يحاول المستثمرون تقييم المخاطر المتداخلة الناتجة عن تحركات أسعار النفط.

في الوقت نفسه، تستمر الضغوط الجيوسياسية، لا سيما تلك الناجمة عن النزاعات في الشرق الأوسط وأحداث الحرب في أوكرانيا، في دعم الطلب على النفط كأصل استراتيجي يحظى بجاذبية لدى المستثمرين في ظل حالة عدم اليقين.

ختاما يبقى سوق النفط اليوم في حالة من الاستقرار النسبي مع تسجيل ارتفاع طفيف في الأسعار بالقرب من 75 دولار للبرميل، رغم تعرضه لضغوط ناجمة عن التعريفات الجمركية الجديدة والتهديدات الأمريكية لإيران وروسيا.

وتستمر السياسات الأمريكية، مثل التعريفات الثانوية المعلنة، في تشكيل توقعات العرض والطلب على مستوى عالمي، بينما تسهم بيانات المخزونات الأمريكية وتحركات مجموعة أوبك+ في دعم الأسعار على المدى القصير.

ومع ذلك، تبقى المخاوف من تأثير هذه السياسات على النمو الاقتصادي العالمي قائمة، مما يجعل من الضروري متابعة التطورات الاقتصادية والجيوسياسية عن كثب لتحديد اتجاه الأسعار في الأشهر القادمة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى