أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

ارتفاع أسعار النفط وسط الهجوم الأمريكي على الحوثيين

شهدت أسعار النفط ارتفاعا ملحوظا يوم الاثنين، حيث جاءت المكاسب مدعومة بانخفاض الدولار الأمريكي ,وازدياد مخاوف العرض، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة عن نيتها مواصلة الهجمات العسكرية على الحوثيين في اليمن حتى يوقفوا هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر.

وفي الوقت نفسه، دعمت بيانات اقتصادية إيجابية صادرة من الصين الآمال بشأن تعافي الطلب المحلي، مما عزز من ثقة المستثمرين في استمرار الطلب على النفط، رغم المخاوف المتعلقة بتأثير التعريفات الجمركية على النمو العالمي.

الهجوم الأمريكي على الحوثيين وتأثيره على الأسعار

في خطوة تصعيدية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت عن شن ضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن، استجابة لهجماتهم المستمرة على الشحن في البحر الأحمر.

وأفاد أحد المسؤولين الأمريكيين بأن الحملة قد تستمر لأسابيع قادمة، مما أثار المخاوف من تجدد تدفق النفط الروسي إلى الأسواق الغربية في حال توقف الحوثيين عن هجماتهم.

وقد أسهم هذا التصعيد العسكري في رفع أسعار النفط، إذ ارتفعت عقود خام برنت المستقبلية بنسبة 0.9% لتتداول عند 71.21 دولار للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الأمريكي ارتفاعا مماثلا بنسبة 0.9% عند 66.69 دولار للبرميل، وقت نشر هذا التقرير، وتعكس هذه الارتفاعات الاستجابة الفورية للسوق على الأنباء المتعلقة بالتوترات في الشرق الأوسط وتأثيرها المحتمل على الإمدادات.

دعم البيانات الاقتصادية الصينية

على صعيد آخر، جاءت بيانات اقتصادية صادرة عن الصين لتدعم أسعار النفط، إذ سجلت نموا في مبيعات التجزئة خلال شهري يناير وفبراير، مما أثار الآمال لدى صانعي السياسات في الصين بتعزيز الطلب المحلي.

وعلى الرغم من ارتفاع معدلات البطالة وتراجع الإنتاج الصناعي قليلا، فإن الارتفاع في مبيعات التجزئة يعكس نشاطا اقتصاديا إيجابيا قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الطاقة.

وقد أشار محلل جيوفاني ستاونوفو من بنك UBS إلى أن أسعار النفط تستفيد من البيانات الصينية الأفضل من المتوقع، إضافة إلى احتمال تنفيذ مزيد من إجراءات التحفيز الاقتصادي في الصين، إلى جانب تجدد التوترات في الشرق الأوسط.

الضغوط في سوق النفط العالمية

يشير بعض المحللين إلى أن السوق النفطي يتمتع الآن بـ “خلفية فيزيائية صحية” على الرغم من التحديات الحالية، حيث تظهر العقود الآجلة قصيرة الأجل حالة من backwardation، وهو ما يعني أن الأسعار المستقبلية أقل من الأسعار الحالية، مما يشير إلى توازن نسبي بين العرض والطلب.

ويعتبر هذا الوضع عامل دعم إضافي للمستثمرين، حيث تعد الانخفاضات القصيرة الأجل فرص شراء جذابة، رغم البيئة الاقتصادية غير المستقرة، ومع ذلك، يبقى القلق من تراجع الطلب العالمي بسبب مخاوف الركود والتوترات التجارية، خاصةً مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين.

تأثير سياسات أوبك+ والتعريفات الجمركية

تواجه أسعار النفط أيضا ضغوطا ناجمة عن قرارات مجموعة أوبك+ لزيادة الإنتاج اعتبارا من أبريل، ما يضيف كمية إضافية من العرض إلى السوق.

ومع ذلك، فإن احتمال فرض عقوبات أمريكية أكثر تشددا على صادرات النفط الإيراني يوفر دعما مؤقتا للأسعار، إذ يمكن أن يقلل من تدفق النفط إلى الأسواق الغربية. كما أن السياسات الحمائية التي يتبعها الرئيس ترامب، والتي تشمل فرض تعريفات على واردات السلع من كندا والمكسيك والصين، أدت إلى ارتفاع حالة عدم اليقين في الأسواق، مما يثبط الطلب ويزيد من التقلبات.

تأثير التطورات الجيوسياسية والتوتر في أوكرانيا

على الصعيد الجيوسياسي، تبقى المخاوف من استمرار الصراع في أوكرانيا تلقي بظلالها على أسعار النفط. فقد أعلن الرئيس ترامب نيته التحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء لمناقشة كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا، مما يشير إلى أن العملية قد تتأخر.

وبينما قد تدعم هذه الخطوات بعض جوانب الطلب على النفط إذا ما أدت إلى تجنب توقف الإمدادات، فإن عدم اليقين المحيط بالصراع لا يزال يثقل كاهل الأسعار.

ختاما يستمر سوق النفط في عرض مزيج معقد من العوامل التي تؤثر على الأسعار؛ فمن جهة، يسهم الهجوم الأمريكي على الحوثيين وتعزيز التوترات في الشرق الأوسط في رفع أسعار النفط، بينما تعزز البيانات الاقتصادية الإيجابية من الصين توقعات بزيادة الطلب المحلي.

ومن جهة أخرى، تضغط سياسات التعريفات الجمركية وقرارات أوبك+ لزيادة الإنتاج على تراجع الأسعار، فيما يظل عدم اليقين حول الصراع في أوكرانيا عاملا رئيسيا يثبط من معنويات المستثمرين.

وفي ظل هذا المزيج المتناقض، يبدو أن السوق ستظل متذبذبة في الفترة المقبلة، مع انتظار المستثمرين لبيانات المخزونات والقرارات السياسية الهامة التي قد تعيد تشكيل معادلة العرض والطلب في سوق النفط العالمية.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى