توقف تراجع الدولار وتحول توقعات المستثمرين نحو انتعاشه

يبدو أن تراجع الدولار الأمريكي قد توقف مؤقتًا، حيث بدأ المتداولون باستخدام عقود الخيارات للمراهنة على انتعاش العملة بعد أسوأ بداية لها هذا العام منذ فترة ولاية دونالد ترامب الأولى.
ويأتي ذلك في ظل انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي (.DXY) الذي بلغ أكثر من 3% خلال هذا الربع، مما أثار مخاوف من تأثير حرب تجارية محتملة على الاقتصاد الأمريكي.
تحول معنويات المتداولين حول الدولار
بدأ المتداولون يتجهون نحو نظرة أكثر تفاؤلاً بشأن الدولار، إذ بدأوا بوضع مراكز في عقود الخيارات تركز على ارتفاع قيمة العملة.
وتظهر معاملات “التحوط من المخاطر” – وهي مقياس لرغبة المتداولين في الاستفادة من ارتفاع أو انخفاض سعر العملة – ميلا متزايدا نحو توقع قوة الدولار، ويأتي ذلك على الرغم من أن بعض المتداولين المضاربين، بما في ذلك صناديق التحوط ومديرو الأصول، قلصوا مراكزهم على الدولار إلى أدنى مستوياتها منذ أكتوبر، وفقا لبيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع حتى 4 مارس.
قال فرانشيسكو بيسولي، استراتيجي العملات في بنك ING، “من الممكن أن نشهد استقرارا مؤقتا للدولار في الوقت الحالي، ومع ذلك، لا زلنا نرى مخاطر ارتفاع محتملة على المدى القريب.” يشير هذا التصريح إلى أن الدولار قد يستعيد قوته في الأسابيع القادمة رغم التحديات الحالية.
المؤشرات الفنية وتوقعات الانعكاس
تدعم بعض المؤشرات الفنية فكرة انتعاش الدولار، حيث يستخدم مؤشر قناة السلع (Commodity Channel Index) – وهو مقياس يقارن سعر العملة بمتوسطها الإحصائي – لتحديد نقاط التحول.
وقد أشارت هذه المؤشرات إلى أن الدولار يُعتبر صفقة شراء، وقد شهد هذا المؤشر ست فترات من القوة على مدار العشرة أشهر الماضية.
بالإضافة إلى ذلك، وصل مؤشر “DeMark Buy Countdown” الذي يقيس قوة الاتجاه واحتمالية انعكاسه إلى مستوى يعتبر من قبل بعض المشاركين في السوق إشارة على أن الدولار قد ينتعش خلال الـ12 يوما المقبلة.
ومنذ آخر مرة تم تفعيل هذا المؤشر في ديسمبر 2022، شهد مؤشر الدولار لدى Bloomberg ارتفاعًا يزيد عن 1% خلال أسبوع واحد.
تحركات مؤشر الدولار وتوازنه الفني
على مدار الأسبوع الماضي، ظل مؤشر الدولار الأمريكي يتداول بالقرب من المتوسط المتحرك لـ200 يوم، دون أن يخترقه بشكل حاسم نزولا أو يرتد صعودا، ويشير هذا التوازن الفني إلى أن هناك حالة ترقب حقيقية في السوق، حيث يتأرجح الدولار بين الضغوط السلبية للتوترات التجارية والتوقعات الإيجابية المحتملة من سياسات اقتصادية داعمة.
ختاما على الرغم من الضغوط التي واجهها الدولار في بداية هذا العام، يبدو أن التراجع قد توقف مؤقتًا مع تحول توقعات المتداولين نحو انتعاش العملة.
وتظهر المؤشرات الفنية، مثل مؤشر قناة السلع ومؤشر DeMark Buy Countdown، أن هناك إشارات على إمكانية انعكاس الاتجاه الحالي للدولار خلال الأسابيع القادمة.
ومع ذلك، يبقى الوضع معتمدًا على تطورات السياسات التجارية والبيانات الاقتصادية القادمة، التي ستحدد مدى استمرار التحديات أو بدء مرحلة جديدة من الانتعاش.
في ظل هذا التوازن الدقيق، يبقى المستثمرون في حالة ترقب لمعرفة ما إذا كانت قوى السوق ستدعم الدولار للانتعاش بشكل دائم أم ستظل التحديات الجيوسياسية والتجارية تشكل عائقا أمام ذلك.
اقرأ أيضا…