أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بعد تحذيرات المركزي الأوروبي

يشهد مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية، تراجعا ملحوظا حيث انخفض إلى أقل من 104 نقطة يوم الخميس في خضم أسبوع مليء بالاضطرابات.

وتأتي هذه التحركات في ظل تحذيرات من رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، التي أصدرت إنذارا بشأن فترة من التقلبات الشديدة في الأسواق.

ويشير بعض المحللين إلى أن هذه التحذيرات تأتي مع تقارير من عدة بنوك ومتداولين تفيد بأن عملاء كبار يقومون بإعادة تحويل استثماراتهم الأجنبية المقومة بالدولار الأمريكي إلى عملاتهم المحلية، مما قد يؤدي إلى انخفاض العائدات بالدولار وعدم عودة هذه السيولة في الوقت القريب، بحسب ما أفادت به صحيفة فاينانشال تايمز.

تأثير السياسات الأمريكية وتوترات التجارة

تأتي هذه التحولات بعد تراجع بيانات الاقتصاد الأمريكي التي أثارت مخاوف بشأن تأثير التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على معدلات التضخم الداخلي وإمكانية حدوث ركود اقتصادي.

فسياسات ترامب التي تستهدف واردات السلع من كندا والمكسيك والصين أدت إلى حالة من الاضطراب في الأسواق، مما دفع المستثمرين إلى الابتعاد عن الدولار واستبداله بعملات محلية أكثر استقرارا.

وفي الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف بشأن تأثير هذه السياسات على الاقتصاد الأمريكي، تبدو الإجراءات الأمريكية وكأنها تحدث بعض الآثار السلبية التي بدأت تؤثر على معنويات المستثمرين في سوق الدولار الأمريكي.

تحذيرات البنك المركزي الأوروبي وتوجهات المستقبل

في سياق متصل، أشارت تصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إلى أن الفترة القادمة ستكون مليئة بالتقلبات وأن البنك المركزي سيكون أكثر اعتمادا على البيانات لتوجيه سياساته.

حيث أكدت لاجارد أن البيئة الحالية تتطلب يقظة عالية بسبب عدم اليقين العالمي المتزايد، سواء كان ذلك في ظل التوترات التجارية أو التحولات السياسية الكبرى.

وفي الوقت الذي يخضع فيه الاقتصاد الأمريكي لضغوط داخلية وخارجية، تظهر تصريحات لاغارد مؤشرات على أن النظام المالي الأوروبي سيتخذ إجراءات حذرة في مواجهة التقلبات، مما قد يؤدي إلى تأثيرات على تدفقات رأس المال واستثمارات الدولار.

بيانات اقتصادية بارزة وسوق العمل

بالإضافة إلى ذلك، شهدت الأسواق الأمريكية بعض الأرقام الاقتصادية التي أثارت القلق. فقد أظهرت بيانات “تشالنجر جوب كاتس” لشهر فبراير ارتفاعا كبيرا في عدد حالات تسريح الموظفين إلى حوالي 172,017 حالة مقارنة بـ 49,795 حالة في الشهر السابق، مما يشير إلى تباطؤ محتمل في سوق العمل الأمريكي.

كما سجلت بيانات ميزان التجارة الأمريكية لشهر يناير عجزا أوسع بمقدار 156.8 مليار دولار مقارنة بالتوقعات التي كانت عند 127.4 مليار دولار، وذلك بعد تسجيل عجز قدره 153.3 مليار دولار في ديسمبر.

هذه البيانات تؤكد المخاوف بشأن تأثير السياسات التجارية على النمو الاقتصادي وعلى الطلب على السلع والطاقة.

توقعات أسعار الفائدة وتوجهات السوق المستقبلية

يترقب المتداولون الآن نتائج تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي غدا والذي يتوقع أن يظهر زيادة بحوالي 160,000 وظيفة لشهر فبراير. وفي ظل هذه المعطيات، يشير مؤشر CME FedWatch Tool إلى احتمال بنسبة 79.6% بتخفيض أسعار الفائدة في اجتماع يونيو القادم، مقارنة بنسبة 20.4% لترك أسعار الفائدة عند النطاق الحالي (4.25%-4.50%).

كما يتداول عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات حاليًا حوالي 4.28%، وهو ارتداد من أدنى مستوى بلغ 4.10% قبل خمسة أشهر. تعكس هذه الأرقام التوقعات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى اتخاذ خطوات تخفيضية لدعم الاقتصاد، وهو ما يعزز الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب.

من ناحية أخرى، يتجه التركيز الآن نحو أوروبا حيث يعقد اجتماع رفيع المستوى يوم الخميس لمناقشة مشروع قانون إنفاق الدفاع، خاصة بعد تصريحات ترامب التي أوضحت أن الولايات المتحدة لن تلعب دورا نشطا في الناتو، كما تم الإعلان عن تخفيض الدعم الأمريكي لأوكرانيا، مما يزيد من حدة التوترات السياسية ويضيف بعدا آخر للتقلبات في الأسواق المالية.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى