انتعاش سوق الأسهم الأمريكية مع تراجع التعريفات وإمكانية تقديم تنازلات من ترامب

شهد سوق الأسهم الأمريكية انتعاشا ملحوظا يوم الأربعاء بعد سلسلة من الخسائر المستمرة، حيث عادت الثقة إلى السوق بعد أن بدا أن الحكومة ستمنح إعفاءات معينة للقطاع الصناعي، وجاء هذا الانتعاش على خلفية أمل المستثمرين في أن تؤدي تنازلات محتملة في سياسات التعريفات الجمركية إلى تخفيف الضغوط على الاقتصاد الأمريكي.
انتعاش المؤشرات الرئيسية
أثبت مؤشر داو جونز الصناعي قدرة سوق الأسهم الأمريكية على التعافي، إذ ارتفع بمقدار 485.60 نقطة، أي بنسبة 1.14%، لينهي الجلسة عند 43,006.59 نقطة، بعد أن انهار بأكثر من 1,300 نقطة خلال اليومين الماضيين. كما أضاف مؤشر S&P 500 1.12% ليصل إلى 5,842.63 نقطة، بينما سجل مؤشر ناسداك المركب ارتفاعًا بنسبة 1.46% ليغلق عند 18,552.73 نقطة. تعكس هذه الانتعاشات تحولا في معنويات المستثمرين الذين بدأوا يرون أن التنازلات المحتملة في التعريفات قد تخفف من الضغط على السوق.
أعلنت الإدارة الأمريكية عن تأجيل لمدة شهر للتعريفات الجمركية التي تستهدف قطاع السيارات، وذلك لمنح الشركات المصنعة التي تلتزم باتفاقية الولايات المتحدة-المكسيك-كندا فرصة لتجنب التعريفات المثيرة للجدل.
وقد أدى هذا الإعلان إلى ارتفاع أسعار أسهم شركات السيارات الكبرى؛ إذ سجلت شركة Stellantis ارتفاعا تجاوز 9%، فيما ارتفعت أسهم Ford وGeneral Motors بنسبة تزيد عن 5% و7% على التوالي، هذا الإجراء دفع المستثمرين إلى تفاؤل متجدد بشأن تخفيف العبء على الصناعات الحساسة، مما ساهم في دعم سوق الأسهم الأمريكية.
ردود فعل السوق ورؤية المتداولين
صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بأن الرئيس ترامب منفتح على تقديم إعفاءات إضافية في إطار هذه السياسات الجمركية.
وأشار محلل استراتيجية الاستثمار في Baird، روس مايفيلد، إلى أن “الإدارة ستستجيب لضغوط السوق”، مما يعني أن السلطات ستعمل على تعديل السياسات حسب الحاجة، وقد أعاد هذا التصريح تأكيد آمال المستثمرين في أن تكون هناك تنازلات إضافية قادمة من الإدارة الأمريكية، الأمر الذي أثار موجة انتعاش لاحقة في سوق الأسهم الأمريكية.
تأثير التصريحات والبيانات الاقتصادية على السوق
رغم الإيجابية التي صاحبت إعلان تأجيل التعريفات للسيارات، استمرت حالة عدم اليقين في التملك، إذ أدت تصريحات ترامب المتعلقة بعدم كفاية الجهود الكندية في مكافحة الفنتانيل إلى تقلبات في السوق.
وحيث ظلت مؤشرات سوق الأسهم الأمريكية تتأرجح بين مناطق الصعود والهبوط خلال اليوم، مما يعكس حالة من التقلب الشديد في ظل متابعة المستثمرين لسياسات التعريفات الجمركية.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت التصريحات الأخيرة بشأن التعريفات المتبادلة والردود الانتقامية من الصين والمكسيك وكندا في زيادة حالة عدم اليقين، إذ أثرت تلك التطورات سلبا على أسهم الشركات التي تعتمد على الواردات.
وقد شهدت أسهم بعض الشركات المتأثرة انخفاضات ملحوظة، ما زاد من المخاوف بشأن تأثير التعريفات على النمو الاقتصادي العام.
توقعات مستقبلية لسوق الأسهم الأمريكية
رغم التحديات الحالية، يرى بعض المحللين أن سوق الأسهم الأمريكية قد يستمر في التعافي إذا ما أدت التنازلات المحتملة في سياسات التعريفات إلى تخفيف المخاوف الاقتصادية.
وفي ظل توقع المستثمرين أن يستجيب المسؤولون في البيت الأبيض لضغوط السوق، فقد تبين أن حوالي ثلاثة من كل أربعة أسهم في مؤشر S&P 500 أنهت اليوم بخسائر أقل أو تحقق انتعاشا، فيما سجل مؤشر Russell 2000 (الذي يركز على الشركات الصغيرة) ارتفاعا بنحو 1%.
كما شهدت أسهم التكنولوجيا، مثل مايكروسوفت وتيسلا، انتعاشا ملحوظا بعد أن كانت قد أدت سابقا إلى تراجع السوق.
ختاما يشير الانتعاش الذي شهده سوق الأسهم الأمريكية يوم الأربعاء إلى تحول معنوي في صفوف المستثمرين، مدعوما بخطوات إيجابية مثل تأجيل التعريفات الجمركية للسيارات وإمكانية تقديم تنازلات إضافية في السياسات التجارية.
ورغم استمرار التقلبات وعدم اليقين الناتج عن التصريحات المتداولة وردود الفعل الانتقامية من الدول الأخرى، يبقى الأمل قائما بأن تخفف هذه التنازلات من الضغوط على النمو الاقتصادي، مما قد يساهم في استقرار وتحسن مؤشرات سوق الأسهم الأمريكية على المدى القريب.
في ظل هذه البيئة المتقلبة، يستمر المستثمرون في مراقبة التطورات عن كثب، آملين في أن تجلب التعديلات القادمة المزيد من الاستقرار والتوازن للأسواق المالية.
اقرأ أيضا…