أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

استمرار ارتفاع أسعار الذهب وسط ضعف الدولار وتوترات التعريفات

شهدت أسعار الذهب ارتفاعا طفيفًا يوم الأربعاء، مدفوعة بالطلب على الملاذات الآمنة وسط حالة من عدم اليقين السياسي والتجاري، عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب عن تعريفات جديدة على الواردات. يظهر هذا الارتفاع أن عوامل مثل ضعف الدولار وتوترات السياسات التجارية تلعب دورا أكبر في تحديد سعر الذهب مقارنة بالأسس الاقتصادية الكلية.

ارتفاع أسعار الذهب

سجل الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 2,918.83 دولار للأوقية وقت نشر هذا التقرير، بعد ارتفاع بنسبة تقارب 1% يوم الثلاثاء.

ويذكر أن الأسعار قد وصلت إلى أعلى مستوى قياسي عند 2,956.15 دولار للأوقية في 24 فبراير، وقد حققت مكاسب بنسبة 11% حتى الآن هذا العام. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.3% لتتداول عند 2,929.70 دولار للأوقية.

العوامل الداعمة لسعر الذهب

أوضح المحلل المستقل روس نورمان: “عدم اليقين هو الغذاء والماء للذهب، ومن ثم فإن الميل العام للأسعار هو إلى الأعلى.” وأضاف: “يبدو أن الذهب راض عن تثبيت مكاسبه بعد الارتفاعات الأخيرة، مع بقاء عينه مركزة على مستوى 3,000 دولار.”

يسهم انخفاض مؤشر الدولار (DXY) إلى أدنى مستوى له خلال ثلاثة أشهر في جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، مما يدعم استمرارية الارتفاع.

تأثير التعريفات الأمريكية وتوتر التجارة

في خطاب أمام الكونغرس، أعلن ترامب أن المزيد من التعريفات ستفرض ابتداء من 2 أبريل، بما في ذلك “التعريفات المتبادلة” والإجراءات غير الجمركية التي تهدف إلى معالجة سنوات من اختلال التوازن التجاري.

وجاء ذلك بعد تنفيذ تعريفات بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، بالإضافة إلى مضاعفة الرسوم على السلع الصينية لتصل إلى 20%. هذه الخطوات التجارية تأتي في ظل تصاعد حدة التوترات في ظل حرب تجارية محتملة، مما يزيد من المخاوف بشأن تأثيرها السلبي على الاقتصاد العالمي.

تأثير السياسات على سوق الذهب والبيانات الاقتصادية

يترقب المستثمرون الآن صدور تقرير توظيف ADP وتقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي يوم الجمعة للحصول على إشارات حول مسار أسعار الفائدة المستقبلية.

ويشير المحلل زين فاوِدا من MarketPulse by OANDA إلى أن “الأحداث الجيوسياسية والتعريفات التجارية تطغى حاليا على البيانات الاقتصادية… ولخلق حركة ملموسة، يلزم حدوث انحرافات كبيرة عن توقعات السوق، ومن المحتمل أن يكون تأثير أي رد فعل على بيانات ADP وتقارير الوظائف قصير الأمد.”

ردود فعل في أسواق المعادن

شهدت أسواق المعادن الثمينة تحركات إيجابية؛ فقد سجلت الفضة الفورية ارتفاعا بنسبة 1% لتصل إلى 32.32 دولار للأوقية، فيما ارتفع البلاتين بنسبة 1% ليبلغ 970.20 دولار للأوقية، وزادت أسعار البلاديوم بنسبة 1% لتتداول عند 951.50 دولار للأوقية.

ويعد هذا الانتعاش رد فعل على تصحيح الأسعار السابق الذي حدث نتيجة للهبوط الحاد في أسواق الأسهم الأمريكية، حيث أعادت الحالة الأمنية للملاذ الآمن الدعم للذهب.

دعم الطلب الآمن وتوقعات مستقبلية لسعر الذهب

يعتبر الذهب ملاذا آمنا في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية؛ إذ أعادت خسارة أسهم سوق الأسهم الأمريكية بعد هبوطها إثر تصريحات ترامب دعم الطلب على المعدن الثمين.

وفي سياق ذلك، صرح أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، بأن “آفاق الذهب لا تزال مؤيدة، خاصة بالنظر إلى عمق التصحيح المحدود الأخير، مما يشير إلى وجود طلب قوي على الرغم من الضغوط البيعية من قبل المتداولين الفنيين.”

وأضاف هانسن أن الطلب المتواصل من قبل البنوك المركزية قد يساهم في دعم سعر الذهب، خاصة مع استمرار المخاوف بشأن ارتفاع الدين المالي، ما قد يعيد استهداف هدف 3,000 دولار للأوقية، وربما يرتفع السعر إلى 3,300 دولار في ظل تراجع النشاط الاقتصادي وضغوط خفض أسعار الفائدة المحتملة من الاحتياطي الفيدرالي.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى