أخبار الأسواقأخبار البيتكوينعملات رقمية

هبوط حاد للعملات الرقمية عقب إعلان ترامب عن إنشاء احتياطي استراتيجي

شهد سوق العملات الرقمية تراجعا حادا يوم الثلاثاء، حيث قضت الانخفاضات على المكاسب التي تحققت خلال اليومين الماضيين عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لإنشاء احتياطي استراتيجي للعملات الرقمية.

وجاءت هذه الخطة لتشمل مجموعة من العملات الرئيسية، مما أثار توقعات بارتفاع الأسعار، لكن السوق انعكس سريعا بعد ذلك.

التغير المفاجئ في أسعار البيتكوين والعملات الأخرى

وفقا لبيانات CoinDesk، انخفض سعر البيتكوين بنسبة 8% خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية ليصل إلى 82,986 دولار، بعد أن قفز إلى 95,136 دولار عقب الإعلان يوم الأحد.

ومن بين العملات الخمس التي أشار إليها ترامب لضمها إلى الاحتياطي الاستراتيجي – وهي ريبيل وكاردانو وسولانا والبيتكوين والإيثيريوم – لم تحقق سوى عملتا ريبيل وكاردانو أداء بسيطا بارتفاع طفيف مقارنة بمستويات ما قبل الإعلان، في حين شهدت باقي العملات تراجعا ملحوظا.

صرح محلل FxPro، أليكس كوبتسيكيفيتش، بأن “معنويات سوق العملات الرقمية قد عادت إلى منطقة الخوف الشديد، حيث وصلت إلى ثاني أدنى مستوى لها خلال أكثر من عامين ونصف.”

وأضاف أن هذا الوضع لم يسجل فقط على أسواق العملات الرقمية، بل تأثرت أيضا أسواق الأسهم العالمية بتصاعد المخاطر، إذ أدت التعريفات التي هدد بها ترامب ضد المكسيك وكندا إلى دفع الأسواق للهبوط. فقد انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 1.5% بعد أن سجل انخفاضا بنسبة 1.8% في يوم الإثنين.

تأثير التعريفات الأمريكية وردود الفعل الدولية

لم يقتصر تأثير التوترات على العملات الرقمية فحسب، بل امتد إلى تأثير سلبي على مؤشرات الأسواق المالية العالمية. فقد أدت التعريفات الأمريكية الجديدة، التي أُعلنت لتفرض على الواردات من المكسيك وكندا، إلى زيادة حالة عدم اليقين، مما أثّر سلبا على معنويات المستثمرين.

كما أدى التصعيد في الرسوم الجمركية إلى تشديد الرقابة على حركة التداول في أسواق العملات الرقمية، حيث زاد من ضغوط البيع وتراجع الأسعار، مما أسهم في تراجع أسعار البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى بشكل حاد.

الانتقادات من قبل مجتمع البيتكوين

لم تتلق الخطوة التنفيذية لإدراج عملات بديلة مثل ريبيل وسولانا وكاردانو في الاحتياطي الاستراتيجي استحسان مجتمع البيتكوين، حيث اعتبر الكثير من المستثمرين أن الاحتياطي يجب أن يضم العملة الرقمية الأكثر لامركزية والأعلى جودة، وهي البيتكوين. وعلق مايكل تيربين، الرئيس التنفيذي لشركة Transform Ventures المتخصصة في اتصالات البلوكشين، قائلا:

“على الرغم من أن تقديم حوافز ضريبية لشركات العملات الرقمية الأمريكية فكرة جيدة، إلا أن إنشاء احتياطي استراتيجي يجب أن يشمل فقط أصلا رقميا لامركزيا وعالي الجودة: البيتكوين. إضافة عملات بديلة تخضع لسيطرة شركات ومؤسسات يشبه إضافة أسهم شركات تعدين الذهب أو شركات الطاقة إلى الاحتياطي الاستراتيجي للذهب والنفط.”

هذا التصريح يعكس جدلا داخليا في المجتمع الرقمي حول كيفية تحديد أفضل الاستراتيجيات لإدارة احتياطي من الأصول الرقمية في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية.

ضغوط الأسواق وتراجع السيولة

تأثرت معظم العملات الرقمية بضغوط إضافية من الأسواق المالية العالمية، إذ ساهمت انخفاضات مؤشرات الأسهم، مثل تراجع مؤشر S&P 500، في زيادة حالة الذعر بين المستثمرين. وقد لاحظ المحللون أن تراجع معنويات المستثمرين في سوق العملات الرقمية جاء نتيجة لتداخل عدة عوامل، منها الضغوط الخارجية التي فرضتها التعريفات الأمريكية وتوترات التجارة الدولية، مما أدى إلى حدوث تدفقات خروج من الأسواق الرقمية.

ختاما على الرغم من أن إعلان ترامب عن إنشاء احتياطي استراتيجي للعملات الرقمية أثار آمالا بتحقيق مكاسب كبيرة، إلا أن السوق لم يتحمل تلك الآمال لفترة طويلة.

فقد عاد المستثمرون إلى حالة من الخوف الشديد، مما أدى إلى تراجع حاد في أسعار البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية.

في الوقت الذي تستمر فيه التوترات التجارية والتحديات السياسية، يبدو أن سوق العملات الرقمية يواجه ضغوطا قوية من كل جانب، مما يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم في ظل بيئة غير مستقرة تعكس تداخل عوامل اقتصادية وسياسية معقدة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى