النفط في طريقه لأول انخفاض شهري منذ نوفمبر وسط مخاوف من التعريفات الأمريكية

تراجع أسعار النفط يوم الجمعة بنسبة تقارب 1%، مما يشير إلى أول انخفاض شهري منذ نوفمبر.
وتأتي هذه التطورات في ظل مخاوف الأسواق من تهديدات التعريفات الأمريكية وتوترات العرض بسبب قرارات جديدة من العراق بشأن استئناف تصدير النفط من منطقة كردستان.
كما أن عدم اليقين بشأن خطط منظمة أوبك+ لإعادة رفع الإنتاج في أبريل والمحادثات الجارية لإنهاء الحرب في أوكرانيا زاد من حذر المستثمرين.
أداء أسعار النفط
شهدت عقود خام برنت لشهر مايو انخفاضا بمقدار 72 سنتًا، أي بنسبة 0.98%، لتصل إلى 72.85 دولار للبرميل وقت نشر هذا التقرير.
وفي الوقت نفسه، تراجعت عقود خام غرب تكساس (WTI) بمقدار 76 سنتا لتصل إلى 69.59 دولار للبرميل.
كما انخفضت أسعار عقود برنت لشهر التداول الحالي، حيث تداولت عند 73.28 دولار للبرميل بانخفاض قدره 76 سنتا، ويتجه كلا المؤشرين نحو تحقيق أول انخفاض شهري خلال ثلاثة أشهر، مما يعكس حالة عدم اليقين في السوق.
قرار العراق واستئناف صادرات كردستان
أعلنت وزارة النفط العراقية أنه سيتم استئناف صادرات النفط من المنطقة شبه المستقلة في كردستان عبر خط أنابيب العراق-تركيا. ومن المتوقع أن تصدر الدولة 185,000 برميل يوميًا من خلال شركة سمو، مع زيادة تدريجية في الكمية المصدرة.
وقد أثار هذا القرار تساؤلات حول كيفية التزام العراق بحصته الإنتاجية المحددة ضمن التزامات أوبك+، خاصة إذا تأخرت المجموعة في استعادة 120,000 برميل يوميا من الإنتاج المخفض طوعا بدءا من أبريل.
وحسب تصريح هاري تشيلينجيريان، رئيس قسم البحوث في Onyx Capital Group، فإن زيادة الإنتاج العراقي قد تتجاوز القيود المتفق عليها إذا لم تطبق الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.
تأثير التعريفات الأمريكية والسياسات التجارية
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفات بنسبة 25% على السلع القادمة من كندا والمكسيك، مع فرض 10% إضافية على الواردات الصينية.
وتأتي هذه التصريحات وسط حالة من التقلبات في السوق، حيث يسعى المتداولون إلى تقليل المخاطر في ظل زيادة التقلب الناتجة عن حرب التعريفات المحتملة. يشير المستثمرون إلى أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي وارتفاع معدلات التضخم، مما سيضغط الطلب على النفط.
كما أشارت بيانات ارتفاع طلبات إعانة البطالة وتقارير أخرى إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، وهو ما يزيد من مخاوف المستثمرين بشأن الطلب المستقبلي على النفط.
تأثير السياسات والعوامل الاقتصادية الأخرى
على خلفية هذه التطورات، شهدت أسعار النفط ارتفاعا بنسبة تزيد عن 2% يوم الخميس نتيجة مخاوف متجددة بشأن العرض بعد أن ألغى ترامب ترخيص شركة تشيفرون للعمل في فنزويلا.
وقد يؤدي هذا القرار إلى التفاوض على اتفاق جديد مع شركة PDVSA لتصدير النفط إلى وجهات أخرى غير الولايات المتحدة.
وفي نفس الوقت، يبدو أن تخفيض أسعار النفط الذي تنوي السعودية تطبيقه على المشترين الآسيويين في أبريل قد يؤثر على الأسعار العالمية.
حيث وفقا لمصادر آسيوية، قد ينخفض السعر الرسمي لخام النفط العربي الخفيف لشهر أبريل بمقدار يتراوح بين 20 إلى 65 سنتا للبرميل مقارنة بشهر مارس، مما يقلل من الفرق مع أسعار معايير أخرى مثل أسعار خام عمان ودبي.
توقعات وآفاق السوق
يظهر تحليل السوق أن العديد من العوامل تتداخل لتشكيل توقعات أسعار النفط. فبينما تشير التوقعات إلى أن تأثير العقوبات الأمريكية على إيران وروسيا قد يحد من ارتفاع الأسعار، يعتقد بعض المحللين أن الزيادة المحتملة في الإنتاج من خارج أوبك قد تؤدي إلى انخفاض الأسعار بسبب وفرة العرض.
وفي استطلاع شمل 41 اقتصاديا ومحللا، تم التوقع بأن متوسط سعر خام برنت لعام 2025 سيصل إلى 74.63 دولار للبرميل، بينما يتوقع أن يصل متوسط سعر خام غرب تكساس إلى 70.66 دولار.
كما أشار خبير من HSBC إلى أن قدرات أوبك+ الاحتياطية قد تساهم في كبح ارتفاع الأسعار، كما حدث في أكتوبر 2024 خلال توترات سابقة بين إيران وإسرائيل.
تأثير المحادثات الدولية والمخاطر الجيوسياسية
تظل المحادثات الجارية بين روسيا وأوكرانيا محورا مهما للمستثمرين، إذ يمكن لاتفاق سلام محتمل أن يؤدي إلى انخفاض مؤقت في أسعار النفط بسبب زيادة الإمدادات الروسية، لكن من المحتمل أن يرتد السعر بسرعة مع وضوح تأثير الاتفاق على حجم النفط المتداول.
كما أن العقوبات الأمريكية الجديدة على جهات نقل النفط الإيراني وزيادة القيود على روسيا تزيد من مخاطر حدوث تقلبات إضافية في الأسعار. يتابع المستثمرون بحذر التطورات في هذه المجالات لتقييم تأثيرها على العرض العالمي للنفط.
اقرأ أيضا…