ارتفاع الدولار مع تأكيد ترامب للتعريفات في مارس على كندا والمكسيك

ارتفع مؤشر الدولار بلومبرج بنسبة 0.6%، وهو أكبر ارتفاع خلال ثلاث أسابيع، بعد أن أعلن ترامب في منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي عن موعد تنفيذ التعريفات في 4 مارس.
هذا الارتفاع في قيمة الدولار يجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين، خاصة في ظل المخاوف من زيادة التضخم وارتفاع عوائد السندات. وقد لعبت هذه العوامل دورا في دعم الدولار منذ انتخابات ترامب في نوفمبر، حيث توقع المستثمرون أن تساهم التعريفات في دفع معدلات التضخم في الولايات المتحدة.
مع ارتفاع الدولار، شهدت العملات المجاورة تراجعا ملحوظا. فقد انخفض الدولار الكندي بنسبة 0.7% ليصل إلى 1.4436 مقابل الدولار الأمريكي، بينما تراجع البيزو المكسيكي بنسبة وصلت إلى 0.6% ليصل إلى 20.55 مقابل الدولار.
هذا التراجع يعكس تأثير التعريفات المحتملة على التدفقات التجارية والعلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة، حيث أن التعريفات قد تضع ضغوطا إضافية على الاقتصادات المجاورة.
تصريحات الخبراء وتحليل السوق
أوضح يوسوكي ميايري، مستشار العملات في شركة Nomura International، أن الأسواق كانت تشعر بالاطمئنان بخصوص مخاطر التعريفات، ولكن تصريحات ترامب أعادت المخاوف إلى الواجهة.
وأشار ميايري إلى أن موقف ترامب في تطبيق إجراءات تعريفية صارمة لا يزال قائمًا، مما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مخاطر التعريفات في الأسواق المالية.
كما أعربت هيلين جيفن، متداولة العملات في Monex، عن رأيها بأن تطبيق التعريفات قد يدعم الدولار بشكل مؤقت إذا دخلت حيز التنفيذ، لكنها شددت على أن هذه القوة قد لا تكون دائمة في ظل تقلبات السوق.
التحولات في الرسائل الحكومية
واجه المتداولون في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الرسائل المتضاربة من الإدارة الجديدة بشأن تنفيذ التعريفات على الشركاء التجاريين الرئيسيين.
ففي البداية، أشارت التقارير إلى أن التعريفات ستدخل حيز التنفيذ في أبريل، لكن البيت الأبيض أكد لاحقا أن الموعد النهائي هو 4 مارس.
كما أشار ترامب إلى إمكانية فرض تعريفات بنسبة 25% على الواردات من أوروبا، في وقت يظل فيه قيود التعريفات الحالية على السلع الصينية عند مستوى 10%.
وتعكس هذه التصريحات محاولة الإدارة إعادة ترتيب الأولويات التجارية وتأكيد سيطرتها على السياسات الاقتصادية، مما يزيد من حالة عدم اليقين لدى المستثمرين.
ردود فعل المستثمرين وتوقعات السوق
منذ انتخاب ترامب، شهد الدولار دعما من المستثمرين الذين توقعوا أن تؤدي التعريفات إلى رفع التضخم في الولايات المتحدة وبالتالي دعم عوائد السندات.
وسجل مؤشر الدولار بلومبرج زيادة تقدر بحوالي 4.5% منذ يوم الانتخابات وحتى 15 يناير، ولكنه تراجع بنسبة 1.5% بعدها.
ورغم هذا التراجع الأخير، لا يزال الدولار يحتفظ بمكانته القوية في الأسواق المالية، ويرى بعض المتداولين أنه إذا دخلت التعريفات حيز التنفيذ بالفعل، فقد يشهد الدولار المزيد من الارتفاع، رغم أن هذا الدعم قد يكون مؤقتا في ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة والتدخلات الحكومية المحتملة.
آفاق مستقبلية
تبقى الآفاق المستقبلية للسوق غير مؤكدة، إذ تعتمد قوة الدولار واستدامتها على عدة عوامل اقتصادية وسياسية، وقد تدعم التعريفات الطلب على الدولار إذا ما تم تنفيذها كما هو مخطط، ولكن التغيرات المفاجئة في السياسات التجارية أو تطورات جديدة في العلاقات الدولية قد تؤدي إلى تقلبات كبيرة في أسعار الصرف.
كما أن الرسائل المتناقضة من الإدارة الأمريكية تزيد من صعوبة توقع مسار السوق على المدى القصير، مما يستدعي من المستثمرين متابعة دقيقة للتطورات.
ختاما يشير تصاعد الدولار بعد تصريحات ترامب إلى تأثير السياسات التجارية على أسواق العملات، حيث أدت تلك التصريحات إلى تعزيز الطلب على الدولار على حساب العملات المجاورة مثل الدولار الكندي والبيزو المكسيكي.
في ظل بيئة تتسم بعدم اليقين وتعقيدات السياسات التجارية، يظل المستثمرون يترقبون أي تغييرات قد تؤثر على مسار الأسعار.
ويتعين على المتداولين متابعة التحركات السياسية والاقتصادية عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة، خاصة وأن أي تغييرات في التعريفات قد تشكل عاملا حاسما في تحديد مستقبل السوق المالي.
اقرأ أيضا…